DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مطلقات وأرامل يبحثن عن مشروع يحميهن من الذئاب

مطلقات وأرامل يبحثن عن مشروع يحميهن من الذئاب

مطلقات وأرامل يبحثن عن مشروع يحميهن من الذئاب
مطلقات وأرامل يبحثن عن مشروع يحميهن من الذئاب
طالبت أكثر من 40 مطلقة وأرملة في المنطقة الشرقية ومناطق أخرى داخل المملكة وزير العمل الدكتور علي النملة، بإنشاء مؤسسة أو مصنعا لهن ليعملن فيه، بدلاً من التسول وطلب الحاجة وانتظار المساعدات القليلة التي تقدمها الجمعيات الخيرية من وقت لآخر، أو المساعدات السنوية، التي قد لا تفي بالمتطلبات الحقيقية لهؤلاء المطلقات.(اليوم) قامت بجولة ميدانية، للإطلاع على معاناة المطلقات ومشاكلهن، التي تبدأ في غرف الزوجية وتنتهي عند أروقة المحاكم، التي تمتلئ بها، لكننا نرغب في إثارة موضوع، يعتبر بمثابة ناقوس خطر، لإيجاد حل مناسب لفئة كبيرة في مجتمعنا (شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً)، اتصالات عديدة جاءت من الرياض وجدة، تتطلع إلى حل جذري للقضية، والخطاب عندما يوجه لوزير العمل الدكتور النملة ليطلع على فحواه، فهو يضع على عاتقه ومسئوليته أن يحل مشاكل المواطنين، وهذه الفئة التي ضاعت بين ثنايا المجتمع، خاصة من لم تؤهلها ظروفها التعليمية والاجتماعية للعمل والكد على أطفالها (معظم من التقينا بهن لديهن أكثر من 3 أطفال). أعيش على الكفاف في البداية تقول آمنة انها قادرة على تحدي الظروف المحيطة بها، إذا توفرت لها فرصة عمل أيا كانت هذه الفرصة.. مشيرة إلى أنها منذ سنوات (بعد ان طلقها زوجها) وهي تعيش على الكفاف.. وتقول: هذا الوضع لا يرضيني أبداً، بل هو وضع مخيف لي ولأطفالي، ولكن ماذا أفعل، فلا شهادة لدي، لأستطيع من خلالها الحصول على وظيفة، خاصة وأن هناك المئات والآلاف من الخريجات الجالسات في بيوتهن، فما بالك بامرأة أمية. لا أستسلم للفقر وتؤكد آمنة أن هذا ليس قدرها وحدها.. تقول: نحن ما زلنا ننبش التراب بأظافرنا بحثاً عن لقمة العيش، وإذا كانت لقمة العيش عزيزة فإن ولاة الأمر، يستمعون إلى استغاثتنا، ونأمل أن يجدوا لنا حلاً، لكي نعمل من أجل أولادنا. آخر الشهر.. أما عائشة فتقول: تكبر المشاكل، وتتفاقم كلما حل آخر الشهر، وجاء المؤجر طالباً الإيجار الشهري، وأنا لا أملك إلا بعض الصدقات ومعونة الجمعية، وبعض أهل الخير الذين يسددون عني الإيجار بعض الأحيان، ولذلك فإنني أبحث منذ شهور عن أي مصدر للحصول على القليل، مما يجعلني أعيش بكرامتي. وتضيف: أنا على استعداد للعمل في أي وظيفة كانت (خادمة، مباشرة، أو حتى حارسة)، المهم أن توجد لنا فرصة عمل، وأنا أعرف الكثير من المطلقات، وأغلبهن ظروفهن مثل ظروفي، وهن أيضاًُ لا يمانعن من تقديم خدماتهن، مقابل الحصول على مبلغ شهري، يقيهن شر السؤال. مشكلة متشابكة أم عبدالله وبعد أن صمتت لمدة طويلة، انبرت لتقول: إذا كنتم تعتقدون أن المطلقة هي التي ستستفيد من هذا المشروع فأنتم مخطئون، لأن المطلقة مرتبطة بالمجتمع، بطريقة أو بأخرى، فهي إما ان تسكن مع أهلها، وهذا يعني أعباء كثيرة على الأهل (الأخ ـ الأب)، حيث يرى الأهل أن المطلقة ما هي إلا شيء زائد عندهم، وينبغي التخلص منه بأي طريقة، فهم يصرفون عليها، أو يتجاهلونها، ويولون عنايتهم لمن هم أولى منها، أو أنها تعيش بمفردها، مع أطفالها، أو بمفردها، إذا كان ليس لديها أطفال. فريسة للأطماع وتشير أم عبدالله إلى أنه في كلتا الحالتين فإن إيجاد وظيفة للمطلقة يحل مشكلة اجتماعية كبيرة، ففي الحالة الأولى تكفي أهلها احتياجها لهم، وفي الحالة الثانية تتمكن من الاعتماد على نفسها، بدل اللجوء إلى الآخرين، وسد الباب أمام أطماعهم، حيث تعتبر المطلقة التي تعيش بمفردها بمثابة فريسة سهلة لأصحاب الأطماع الشخصية. عرضة للذئاب وتؤكد زهراء ما ذهبت إليه أم عبد الله.. مضيفة: المطلقة التي تعيش بمفردها في مجتمعنا عرضة للنظرات المريبة، فهم يعتقدون أن المطلقة التي لا تعمل فرصة كبيرة لهم، إذ أنهم يقدمون لها المساعدة، مقابل أن تكون لهم صيداً في المستقبل، مؤكدة إن غض النظر عن هذه الظاهرة يعني تجاهل شريحة كبيرة من المجتمع، تعاني منها، ولا يمكن للشخص التنبؤ بخطورتها، إلا بعد استفحالها. مشروع غائب وتشير زهراء إلى سرورها بهذا الأمر قائلة: سعدت كثيراً عندما سمعت من صديقاتي أن (اليوم) تسعى لحل هذه المشكلة المستعصية.. مستدركة بقولها: لكنني بصراحة غير واثقة من أن هذا المشروع سيكتب له النور.. وتضيف: على أي حال؛ أنا مستعدة للقيام بأي وظيفة في هذه الشركة أو المصنع. وتشكك لطيفة (تحمل شهادة جامعية) أيضاً في إمكانية قيام هذا المشروع.. مشيرة إلى أنه مكلف جداً، وحتى لو فكرت وزارة العمل في إنشائه فإنه سيستغرق عدة سنوات. قادرات على الإدارة وعند سؤالها عن إمكانية قيام السعوديات بإدارة هذا المصنع قالت لطيفة: الوزارة ـ بالتأكيد ـ قادرة وبامتياز، فماذا ينقصها؟ لقد تخرجت على امتداد هذه السنوات مئات الطبيبات ومئات المهندسات ومئات الإداريات، بعضهن في مراكزهن وإدارتهن يعملن ويواصلن مشوار حياتهن، وبعضهن جالسات في بيوتهن ينتظرن الفرج. وأكدت لطيفة أن المرأة السعودية تستطيع إدارة أي مؤسسة مهما كبر حجمها دون الاستعانة بأي خبرات أجنبية، أما إذا كانت الفكرة إدارية فقط فهذه من الأمور العادية جداً، ولا تخوف من هذا الجانب. واقترحت لطيفة إيجاد فرص عمل متنوعة للمطلقات، بحيث تشكل لجان في وزارة العمل لإحلالهن في وظائف تناسب قدراتهن، بدل انتظار وهم قد لا يأتي. العمل أم الشحاذة أم سليمان امرأة قادمة من الزبير، تزوجت واستقرت في المنطقة الشرقية، تقول: أنا لا أملك شهادة الابتدائية، التي تؤهلني للعمل في أي مجال، وليس لي هنا أهل.. سامح الله زوجي، كنت أعيش في كنفه، والآن تركني، ليتزوج بأخرى متعلمة، ولكن ما ذنبي؟! وتؤكد أم سليمان: نعم، أنا قادرة على العمل، ومستعدة لأي خدمة أقدمها، فالعمل شرف لي.. وطالبت المسؤولين، خاصة وزير العمل بسرعة حل مشكلة المطلقات، من خلال إيجاد فرص عمل لهن، بدل إبقائهن متسولات على أبواب الجمعيات، وعلى أهل الخير. أي مهنة أم محمد (49 عاماً) تقول: تزوج زوجي بأخرى، يوم كان عمري 35 عاماً، وبما أنني كنت آخر من يعلم، فقد شعرت بالخديعة، ولم أتحمل غدره لي، فطلبت الطلاق منه، ولم يصدق الأمر، فطلقني مباشرة، وكأنني كنت جبلاً ثقيلاً على صدره، وطلاقي أزاح الثقل. وتضيف أم محمد: الآن، وقد حدث ما حدث، تؤرقني مشكلة الإيجار التي تبلغ 14000 ريال في السنة، كيف أحصل عليها، من الجمعيات، التي لا تعطيني سوى 250 ريالاً كل شهر؟!.. مؤكدة أنا على استعداد للعمل في أي مكان، مقابل راتب شهري، يغطي مصاريف الإيجار، والباقي على الله. وأشارت أم محمد إلى أن عمل المطلقة سيسد أبواب الانحراف، فهي إذا لم تجد قوت يومها فستلجأ، لأي وسيلة توفر لها المال، وتعلمين أن طرق الشيطان كثيرة ، فهل من يغلق على المطلقة هذه الطرق؟؟ العذاب الأكبر وعن الإيجار أكدت هيلة ما ذهبت إليه أم محمد.. مشيرة إلى أن الإيجار هو العذاب الأكبر، حيث أبكي طوال فترة تسليم الإيجار، إلى أن أتمكن من سداده، فضلاً عن فواتير الكهرباء والتليفون ومتطلبات الحياة الأخرى.. مضيفة: يعلم الله بأي طريقة أسدد الإيجار. سأكمل تعليمي وتقول مروة: (رضيت بالهم والهم لم يرض بي)، أنا عمري 27 سنة ولدي 4 أطفال، تزوجت وعمري 17 سنة، ولم أكمل تعليمي، من أجل الزوج، ولكنه طلقني من أجل أخرى، وأخذ أطفالي الأربعة معه، رضيت بالهم، وتزوجت مرة أخرى، ولكن الهم لم يرض بي، فطلقني زوجي الثاني، لأن عينه كانت فارغة، كما يقول المثل، فتزوج هو أيضاً بأخرى. تضيف: سأكمل تعليمي، إذا اضطرني الأمر إلى ذلك، فقط من أجل أولادي، وبهدف الحصول على وظيفة، تدر دخلاً علي، يحمي أولادي ويحميني من غدر الزمان.. مؤكدة: سأعمل إذا قامت المؤسسة بأي وظيفة كانت واحسبوني أول المنتسبات لها. صف واحد لست محتاجة للعمل، فأنا موظفة أصلاً، هكذا بدأت سعاد حديثها لنا.. تقول: أنا أريد أن أحكي مأساتي باختصار، مع علمي أنكم لا ترغبون إثارة.. عمري 33 سنة، وهو عمره 40 سنة، باختصار بعد عشرة دامت أكثر من 6 سنوات تزوج فتاة عمرها 16 سنة، عن طريق الإنترنت، وفي رمشة عين أصبحت مطلقة، فلماذا لا أقف في صف واحد مع هذه المناشدة، التي تقوم بها (اليوم).. تضيف: إنه مشروع حيوي، وأنا مستعدة للمساهمة فيه (تبرعاً)، حسبما يتيح لي الوقت.. مؤكدة: نعم نحن النساء نستطيع الإمساك بزمام المشروع من الألف إلى الياء، جربونا، ستجدونا عند حسن الظن. أولادي تنكروا لي أم علي لعلها تختلف عن باقي من سمعنا آراءهن، فأبناؤها الثلاثة يعملون، أحدهم يعمل براتب 3000 ريال، والتزاماته قليلة، بيد أنها تقول: إنه لا يساعدني، ولا يلتفت إلي، ولذلك فإن بحثي عن عمل أمر واجب وضروري، ولا أريد البقاء عالة على الجمعيات وأهل الخير طوال حياتي. العمل جهاد وتضيف أم علي: العمل بمثابة الجهاد في سبيل الله، خاصة إذا كانت مسئولة عن أطفال يتضورون يومياً جوعاً وألما، ولا يجدون ما يقتاتونه، ونحن نعلم أن حكومتنا الرشيدة لا ترضى بهذا الوضع.. مؤكدة: نعمل من أجلنا، ومن أجل بناء الوطن، لأن بقاءنا دون عمل مفسدة للبلد. وفيما إذا كان عمل المطلقة فائدة لها وحدها أكدت أم علي: الجميع يستفيد ولا شك، لأنها ستكفي الناس السؤال، ولن تنظر إلى غيرها، ولن تفكر في السرقة أو جلب المال بطريق الخطأ. التوفير على الدولة وفي المقابل يقول عبدالمجيد النمر (رجل أعمال): لست أدري إن كان هذا المشروع قابلاً للتنفيذ أم لا، المسألة ترتبط بالدولة بالدرجة الأولى، وبوزارة العمل بالتحديد.. مستدركاً بقوله: مثل هذا المشروع في حال قيامه سيؤدي عملاً اجتماعياً ضخماً، فهو سيقضي على نسبة كبيرة من البطالة، التي تشكلها هؤلاء المطلقات، حيث اننا قد لا نسمع عن مشكلة البطالة النسائية، باعتبار أن المرأة المطلقة تجلس في منزل أهلها، أو في شقة بالإيجار، وهو أمر مكلف كثيراً على الدولة، إن كانت تصرف عليها أو على أسرتها، فإذا ما كانت أسرتها فقيرة، فإن المشكلة تغدو مضاعفة. وأكد النمر أهمية دراسة هذا الموضوع بشكل جدي، وعدم تجاهله، أو وضع البدائل له على أقل التقادير حل بديل أما عبد الله الحمد (موظف) فيرى أن التفكير في هذا الموضوع سابق لأوانه، فهو مشروع ضخم، وبحاجة لرأس مال كبير لإدارته، كما أنه يحتاج لسنوات طويلة لإقراره.. مشيراً إلى أنه يمكن دراسة الموضوع من جانب آخر، ومادامت أغلب حالات المطلقات موجودة لدى الجمعيات الخيرية، فإنه يمكن عمل دراسة، بحيث يتم توظيفهن في أماكن متاحة حالياً، بدل الانتظار غير المأمون.. مؤكداً أهمية دراسة مثل هذه المشاريع المستقبلية. ويقول جميل الشرفا (تربوي) يجمل بنا أن نفكر في حال فئة هامة من مجتمعنا، وأن نتدارس جميع الحلول المتاحة والمخارج التي تقي المجتمع شرور وبلاء المشاكل التي يمكن أن تقع جراء تركهن دول علاج. وأكد الشرفا أن طرح هذه القضية بهذا الأسلوب (إعلامياً)هو أمر جيد بحد ذاته، مكتفياً بهذا التعليق عن الخوض في تفاصيل إمكانية إقامته من عدمه. وظيفة الإعلام ويؤكد مستور عبداللطيف ما ذهب إليه الشرفا.. مضيفاً: الوظيفة الإعلامية لوسائل الإعلام مهمة جداً، ويجب أن لا تنحصر في التغطيات الإعلامية والأخبار، وإنما يدخل في نطاق مهماتها التوجيه، وحل المشاكل الاجتماعية قدر الإمكان.. نافياً أن يكون هذا الدور وعظياً، فكل وسيلة لها دورها وأهميتها في المجتمع.. مشيراً إلى أنه كلما كانت الصحيفة مقروءة، كان دورها مهماً جداً، ويتعين عليها أن تكون أكثر مصداقية، وأكثر قرباً من الناس. وتساءل عبداللطيف: لماذا لا تقوم الفضائيات بدور مشابه، وتكتفي بالمواضيع المثيرة فقط؟! أزمات وتعتقد لولوة الحماد (أخصائية نفسية) أن المطلقة تمر بمرحلة عصيبة في حياتها، حيث تمر بأزمات ومشاكل نفسية لا حدود لها، وعندما نقف وراءها في هذا الجانب، فإننا سنساهم في إغلاق باب مهم، وهذا الباب تأتي من خلفه رياح قوية،علينا جميعاً المساهمة في سدها، والوقوف ضدها. أما السؤال هل أن المرأة قادرة على إدارة دفة مصنع أو مؤسسة؟ ففي اعتقادي أنه سؤال ساذج، بقدر ما هو مهم في مجتمعنا، ولا حاجة لنا للإجابة عنه، فكل الشواهد تدل على أن المرأة السعودية قطعت مسافات كبيرة في هذا المجال. أما سمية الشهري (طبيبة) فترى أن وزارة العمل هي أكثر الجهات تأهيلاً للقيام بهذا الدور.. تقول: لا أعتقد أن ذلك عسير عليها.. مشيرة إلى أن حل مثل هذه المشكلة يعد مصلحة اجتماعية كبرى، بل يمكن اعتباره قضية وطنية. وبعد... هل انتهينا من إغلاق الملف؟ سؤال صعب، ليس هنا الإجابة عنه.. إننا بحاجة لزمن قد يطول للوقوف على وجهة النظر المثالية، لمعالجة مثل هذا الموضوع، فلئن كانت السنوات السابقة شهدت بعض الحلول الجزئية لهذه المشكلة (مساعدات عينية ومادية.. صناديق الخير)، إلا أننا نتمنى أن نكون قد طرحنا فكرة غير مسبوقة، كما نتمنى أن تكون فكرة مقبولة في الأساس. وما علينا كوسيلة إعلامية سوى انتظار الردود، سواء من وزارة العمل والشئون الاجتماعية، أو من أي جهة أخرى، فالمهم هو حلها. فمن يحمي هؤلاء من الاغراءات ويوفر لهن احتياجاتهن ويحفظ لهن كرامتهن عسى ان تكون الاستجابة سريعة والفرج قريبا.
(اليوم) ترصد هموم المطلقات والأرامل
أخبار متعلقة
 
من يستمع لهمومنا