(هرتز) تلفت الانظار وتخطف الاضواء أينما ذهبت، بعينيها الزرقاوين المتقدتين ورموشها الجذابة.
واذا ساعدك الحظ والتقيت (بهرتز) حاول ان تغض الطرف عن كومة الاسلاك المحشورة خلف وجهها، واذا تكلمت معها فببطء وصوت مرتفع، ومهما قلت فلاتزعل اذا نظرت اليك بعينين فارغتين وقالت: (ماذا قلت)؟
في الحقيقة، هرتز ليست أنثى ولا تستحق ضمير المؤنث (هي) انها جماد.. رأس روبوت ناطق بناه (النحات الروبوتي) دافيد هانسون وقد استغرق عمله تسعة اشهر.
ويعتقد هانسون وصانعو الروبوتات الآخرون ان (الروبوتات الاجتماعية) سوف تقوم يوما ما بمختلف الوظائف كمعلم ورفيق بل وحارس شخصي انما السؤال هو: هل ينبغي ان تشبه الانسان؟
وفي رأي هانسون الذي عمل كمصمم ونحات ومطور روبوتات في قسم التصوير لدى والت ديزني واستوديو يونيفرسال وام تي في ان المظهر الانساني الدقيق ضروري لكي يتواصل الناس بفعالية مع الربوتات.
في الوقت الحاضر هرتز مجرد وجه مركب على سيبة خشبية ودماغها المفرغ مجرد كومبيوتر حضن، وليس لها اطراف مع ان هانسون يفكر في اضافة ساقين وساعدين لها يوما ما.
وعينا هرتز مزودتان بكاميرتي فيديو لكي تحملق بوجه الانسان وتتبعه اذا لزم الامر شرط ان لايتحرك بسرعة او يخرج عن حقلها البصري المحدود وهذا الامر ومهارتها الكلامية القليلة تحد من قدرات هرتز.
ورغم الحالة الابتدائية جدا للعمل الذي يقوم به يصر هانسون على انه يحاول ان يصنع شيئا مهما ويقول ان معظم الاشخاص الذين يصنعون روبوتات اجتماعية يعتقدون ان الوجه البشري سيزعج الناس ويقلقهم واعتقد ان ذلك سخيف ان الوجه البشري هو اجمل صورة طبيعية للتعامل معه.
الا ان معظم الخبراء لايوافقون على ذلك.
وتقول هذه النظرية التي طرحها لاول مرة اختصاصي العلوم الربوتية ماساهيرو موري ان لدى الانسان رد فعل نفسيا ايجابيا من الربوتات التي تشبه الانسان نوعا ما ولكن اذا صنع الروبوت لكي يبدو واقعيا جدا ولكنه ليس متقنا بالضبط (اذا كانت له ابتسامة غريبة ما او اذا كان جفنه لايرف) يبدو غريبا ومزعجا بدلا من ان يكون مريحا.
ان الخيال العلمي دأب منذ وقت طويل على اخذ درب مختلف لتزويد الروبوتات بجاذبية شخصية.
وعلى موقع سوني على الانترنت يقول توشيداتا دوي، رئيس معهد ابحاث ديناميات الذكاء في سوني: اذا صممت روبوتا قريبا جدا من الشكل البشري فانه في نقطة من النقاط يصبح مخيفا جدا.
ويعتقد المخترع والروائي راي كورزوايل ان عمل هانسون مهم لان حركات الوجه الواقعية ستلعب دورا مهما في طريقة تجاوب الروبوتات المستقبلية مع الانسان.
غير انه من الضروري اولا ان تصبح الروبوتات اكثر ذكاء وتكون قادرة على قياس تعابير الاشخاص الذين يقابلونها يقدر كورزوايل اننا سنشهد ذكاء اصطناعيا من مستوى الذكاء البشري ابتداء من العام 2029 والى حين ذلك فان الروبوتات الاقل واقعية ستكون اكثر نجاحا.
ومهما يكن من امر بامكاننا ان نتوقع ان تكون روبوتات المستقبل اشبه بالمخلوقات الغريبة اكثر من الشبه بالانسان.