بينت الحلقة الدراسية عن "الوقود النظيف ووسائل النقل البري في دول غربي اسيا وشمالي افريقيا" التي افتتحت في بيت الامم المتحدة ، ان اكثر من 70 في المئة من تلوث الهواء في المدن النامية ناجم عن قطاع النقل، وان 800 ألف شخص يموتون في العالم بسبب الامراض الناجمة عن تلوث الهواء الخارجي، حسب دراسة منظمة الصحة العالمية العام الماضي، وان 85 في المئة من الوقود الذي سيباع في العالم هذا العام سيكون خاليا من الرصاص الذي اثبت انه يتسبب بمشاكل صحية كثيرة ولاسيما عند الاطفال، وان لمصر تجربة ناجحة في تحويل 50 ألف مركبة الية الى الغاز الطبيعي (من البنزين)، معظمها تعود لاسطول سيارات الاجرة، وان سوريا تتجه للقيام باختبار تحويل عينة تجريبية لعدة انواع من المحركات العاملة على المازوت (سيارات صغيرة وحافلات وشاحنات) الى الغاز الطبيعي الاقل تلويثا، بالتعاون مع شركة تركية.
وان هناك عمليات تحويل كبيرة لسيارات الاجرة من البنزين الى الغاز الطبيعي في مدينة صنعاء اليمنية، بدأت مؤخرا...
وهذا ما يبرهن مرة اخرى ان لبنان الذي يعتبر متقدما لناحية منع استخدام البنزين الذي يحتوي على الرصاص كليا، واتخذ بعض الاجراءات لعدم التوسع في استخدام المازوت في وسائط النقل، لم ينجح حتى الان في ايجاد الاطار التشريعي اللازم لتشجيع استخدام الغاز الطبيعي (الاقل تلويثا) في وسائل النقل بالرغم من وجود بعض الحالات غير الشرعية.
وقد تمنى احد الخبراء المشاركين في الحلقة الدراسية لو ان وزارة الداخلية كانت ممثلة ومشاركة في الحلقة لكي تستمع، على الاقل، لتجربة الاردن الناجحة في المعاينة الميكانيكية التي تقوم بها احدى ادارات الدولة التابعة لوزارة الداخلية الاردنية وليس القطاع الخاص.
تحدثت ومديرة ادارة التنمية المستدامة والانتاجية فيها انهار حجازي لافتة الى ان خطة جوهانسبورغ ولجنة التنمية المستدامة ركزتا على "اهمية دور الطاقة في تحقيق التنمية المستدامة وارتباطها بالاركان الثلاثة لهذه التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية".
وقالت: "ان قطاع النقل هو الاكثر استهلاكا للطاقة، خصوصا الوقود السائل، وان المشاكل الرئيسية التي تواجه التنمية المستدامة هي الاثار المترتبة على استخدام الطاقة في النقل، وان التحديات الرئيسية التي تواجه قطاعي الطاقة والنقل تتمثل في اعتماد وقود انظف على نطاق اوسع وتحويل وسائط النقل الى استخدام انواع وقود انظف وتقنيات كفية وادارة اكثر كفاية للطلب على النقل".
واشارت نائبة الامين التنفذي لـ"اسكوا" مريم العوضي الى ان تلوث الهواء نتيجة للانبعاثات الصادرة عن قطاع النقل يمثل مشكلة متزايدة في كل انحاء العالم، خصوصا في البلدان النامية والمدن الكبيرة.
وتشير التوقعات الى انه في السنوات العشرين المقبلة سيفوق الطلب العالمي على مصادر الوقود اللازمة لقطاع النقل على الطلب على الطاقة في قطاعات الاستهلاك الاخرى، وذلك نتيجة لزيادة الملكية الفردية للسيارات والمركبات والتي سوف تكون بنسبة اسرع من نسبة النمو الاقتصادي في غالبية البلدان النامية، ومع ذلك فان الجهود المبذولة لتخفيف المشاكل الناتجة من استهلاك الطاقة في النقل لا تتناسب مع حجم هذه المشاكل وتأثيرها، اذ يقدر حجم الانفاق على الخدمات الصحية الناشئة عن تلوث البيئة في الشرق الاوسط وشمالي افريقيا بحوالى 14 في المئة من مجموع تكاليف الخدمات الصحية عموما.
واضافت: "يسعى الكثير من الدول الى التحكم في الانبعاثات الصادرة عن وسائل النقل من خلال تحسين مواصفات الوقود المستخدم مع استخدام بدائل الوقود الانظف. ومن اهم الجهود التي تبذل في هذا المجال التخلص من مركبات في مادة البنزين وتقليل محتوى الكبريت في مادتي البنزين والديزل (السولار)، وتنفيذ برامج الزامية لفحص وتقنين عوادم وسائل النقل. يضاف الى ذلك ان النفط الخام يحتوي على العديد من الشوائب، منها مادة الكبريت التي تتحول، عند استخدامها في وسائل النقل، الى غاز ثاني اكسيد الكبريت الذي يؤدي الى تلوث الهواء والى اضرار صحية مباشرة. ورأت ان الحد من التلوث الناتج من قطاع النقل يتطلب من السلطات المحلية في الدول اتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان تنفيذ اجراءات الصيانة الموصى بها من خلال الفحص الفني الدوري ووضع المعايير التي تحدد نسب التلوثات المسموح بها".
وربطت ممثلة ادارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في المقر الرئيسي للامم المتحدة لوتشيا برتوتشي من جهتها تلوث الهواء باستعمال الوقود السائل الذي يحتوي على الرصاص وعلى نسبة عالية من الكبريت، لافتة الى التأثير السلبي لهذا النوع من الملوثات على تركيز الاطفال ونموهم العقلي، بالاضافة الى ما يسببه من امراض رئوية.
وتحدث ممثل برنامج الامم المتحدة للبيئة روب دوجونغ عن ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة وتبادلها بين الدول للعمل معا على حل مشكلة التلوث. وجدد القول بأهمية استعمال وقود نظيف ووضع سياسات عامة للطاقة والتعاون على مستوى اقليمي لتبادل برامج المعالجة والخبرات والتقنيات. ثم عرضت اوراق الخبراء من الدول المشاركة.