نبدأ هذه السلسلة بمن هي في اعتقادنا أهم ملهمة في التاريخ العربي إن لم يكن الإنساني ، لو كان التراث العربي القديم عالميا. ونقصد بها المحبوبة المشهورة التي ألهمت الشاعر العربي الجاهلي الأشهر عنترة العبسي ، عبلة بنت مالك العبسي، ابنة عم عنترة.
ومن شهرة عبلة صارت خليطا بين الحقيقة والأسطورة ، ودار اسمها قويا ملهما مثيرا للروايات عبر كل التاريخ العربي، وتنفرد عبلة أنها عبر التاريخ كانت تصل إلى كل الناس بمختلف فئاتهم كبارهم وصغارهم، متعلميهم، والجاهلين منهم، حتى الآن لا يوجد شخص عربي او عربية لم يسمع بعبلة وفارسها ومحبها عنترة. عبلة قد تكون هي المرأة العربية الأولى التي تصدرت أبيات الشعر والروايات الشعبية حتى يومنا هذا..
لقد احتلت عبلة قلب عنترة، وسخر كل حياته ومعظم شعره لحبه العظيم المخلص لأبنة عمه التي كان يراها أجمل نساء الدنيا، وظل هذا الحب جرسا جميلا يرن موسيقاه الحلمة في الذاكرة العربية عبر التاريخ.. ونقل لنا التاريخ أنها هي رغم كل ظروف التفرقة بينها وبين ابن عمها أخلصت له حبا خالصا طاهرا حتى ماتت..
ومن أجمل ما قاله عنترة في عبلة، هذين البيتين:
==1==
ولـقد ذكرتُك والرماحِ نواهلٌ==0==
==0== مني وبيضُ الهندِ تقطر من دمي
فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنـــها==0==
==0== لمعتء كبارقِ ثغــرِكِ الـمــتـــبسـمِ==2==
