ووري جثمان الشهيد الشيخ أحمد ياسين (67 عاما) مؤسس ومرشد حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين المحتلة (حماس)، الثرى في مقبرة الشهداء بعد ظهر أمس في غزة بعد أن شيعه نحو 200 ألف فلسطيني اكتظت بهم شوارع المدينة وهم يتوعدون اسرائيل برد مزلزل.
وانطلق موكب الجنازة بمشاركة مئات المسلحين والمقاتلين من كافة الاجنحة العسكرية للفصائل الوطنية والاسلامية من مستشفى الشفاء بغزة حيث حملت جثامين ياسين وإثنين من مرافقيه وخمسة آخرين كانوا متواجدين في الموقع الذي استشهد فيه بالقرب من مسجد المجمع الاسلامي في حي الصبرة.
ووضعت الجثامين في توابيت خشبية لفت برايات حماس الخضراء وبعد ان ودعوا في منازلهم اخترقت الجنازة شوارع المدينة الى مقبرة الشهداء في منطقة الشيخ رضوان شمال المدينة، بينما انفجر الحزن والغضب في انحاء قطاع غزة.
واصطف عشرات الآلاف من الغاضبين على جانبي الطريق اثناء سير الجنازة ورفعت مئات الصور لمرشد حماس القتيل، لكن العديد من النساء أطلقن الزغاريد فرحا له واستبشارا بما ينتظره الشهداء عند الله.
وقالت فتاة في العشرينات من عمرها كانت تضع على جبينها عصبة كتب عليها كتائب القسام، كلنا استشهاديات .. هذا عمل إجرامي جبان ونطالب لقاءه برأس شارون .. العين بالعين .. وشارون فتح أبواب جهنم على نفسه وشعبه.
وفي المسجد العمري الكبير في مدينة غزة صفت النعوش في المقدمة وادى الالاف صلاة الجنازة.
وقال اسماعيل هنية احد قياديي حماس خلال التشييع اذا كان العدو وشارون وموفاز يعتقدون انهم اغتالوا حماس، نقول لهم ان اغتيال ياسين سيكون بداية لانهيار المشروع الصهيوني بأكمله.
وقدم مئات المسلحين غالبيتهم من اعضاء كتائب القسام الجناح العسكري لحماس يحمل بعضهم قاذفات ار بي جي وصواريخ يدوية الصنع قسام عرضا عسكريا قرب المقبرة وسط ترديد هتافات عشرات الاف الغاضبين الانتقام الانتقام يا سرايا (الجناح العسكري للجهاد) ويا قسام.
وللمرة الاولى شارك في الجنازة عدد كبير من قادة حماس والفصائل الاخرى واعضاء في المجلس التشريعي ووزراء فلسطينيون.
السلطة الفلسطينية
ودعت الحكومة الفلسطينية مجلس الامن الدولي الى عقد اجتماع خاص اثر اغتيال ياسين. وجاء في بيان وزع اثر اجتماع الحكومة بقيادة الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء احمد قريع، ان مجلس الوزراء دعا مجلس الامن الدولي لعقد جلسة خاصة للبحث في العدوان الاسرائيلي الخطير والنظر في وسائل توفير الحماية لابناء شعبنا، بما في ذلك إرسال قوات دولية الى الاراضي الفلسطينية لتأمين هذه الحماية.
كما تقرر ايضا دعوة مجلس جامعة الدول العربية لعقد جلسة طارئة للبحث في هذا التطور الخطير، ودعوة منظمة المؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز للتحرك الفوري من أجل العمل على ردع الحكومة الإسرائيلية عن مخططاتها الهادفة إلى تصفية الكوادر والقيادات الفلسطينية.
وادانت القيادة الفلسطينية في بيان صادر عن الرئيس ياسر عرفات واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وجميع القوى الوطنية والاسلامية اغتيال مؤسس حركة حماس ودعت جميع الفلسطينيين الى الحداد ثلاثة ايام.
وقال البيان ان الرئيس ياسر عرفات والقيادة تدين اغتيال القائد الشهيد البطل المجاهد الشيخ احمد ياسين وجميع الشهداء الذين سقطوا.
ورأت القيادة الفلسطينية ان اغتيال الشيخ ياسين يشكل تجاوزا لكل الخطوط الحمر.
وبدوره ادان رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع اغتيال الشيخ احمد ياسين، وقال للصحفيين ان ما حدث جريمة كبرى ونكراء الغاية منها استمرار تدفق شلال الدم.
وادان فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فى تونس اغتيال مؤسس حركة المقاومة الاسلامية ووصفها بانها عملية ارهابية نكراء استهدفت مجاهدا كبيرا وقائدا مؤمنا.
انعقاد "الرباعية"
وعقد ممثلو اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الاوروبي، الامم المتحدة) اجتماعا مساء امس الاثنين في مقر السفارة الاميركية في القاهرة، حسب ما اكد مصدر دبلوماسي اميركي. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الاجتماع تناول عملية السلام في الشرق الاوسط وخارطة الطريق وضرورة الخروج من دائرة العنف المتبادل بين الجانبين الاسرائيلى والفلسطينى وكيفية عودة الطرفين الى مائدة المفاوضات فضلا عن تطورات الاوضاع فى الاراضى الفلسطينية فى اعقاب اغتيال الشيخ احمد ياسين.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان هذا الاجتماع كان مقررا منذ عشرة ايام لبحث افاق استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ولكن اغتيال احمد ياسين غير المعطيات.
وحضر الاجتماع الموفد الاميركي الي الشرق الاوسط وليام بيرنز ومنسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام تيري رود لارسن والموفد الروسي الى الشرق الاوسط الكسندر كالوغين والموفد الاوروبي الى الشرق الاوسط مارك اوتي.
ويغادر لارسن واوتي القاهرة الى تونس حيث سيحضران القمة العربية المقرر عقدها في 29 و30 اذار مارس الجاري.
الامم المتحدة
وادان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عملية الاغتيال ووصفها بأنها غير شرعية ودعا الى الهدوء. وقال للصحفيين أغتيال الشيخ ياسين واولئك الذين قتلوا معه، إن مثل هذه الاعمال لا تتناقض فقط مع القوانين الدولية وانما لا تجدي في تشجيع البحث عن حل سلمي. وتابع ادعو كل المنطقة الى الحفاظ على الهدوء وتجنب اي تصعيد اضافي للتوتر.
وقال لقد تحدثت هذا الصباح مع موفدي تيري رود لارسن الموجود في مصر مع كل المندوبين الاخرين وهم يقومون بتحليل الوضع. واضاف ان التطورات الاخيرة لا تسهل فعلا مهمة المفاوضين.
وهذا الاجتماع كان مرتقبا منذ عشرة ايام استعدادا لاحتمال استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
منظمة العفو
كما ادانت منظمة العفو الدولية عملية الاغتيال التي نفذتها اسرائيل فجر أمس في غزة وقالت إن اسرائيل تنتهك القانون الدولي.
وقالت في بيان ان اسرائيل اختارت مرة جديدة انتهاك القانون الدولي بدلا من استخدام الاساليب المشروعة، كان من الممكن اعتقال الشيخ ياسين ومحاكمته .. الاغتيال سيؤدي الى تصعيد العنف.
إدانات وقلق في أوروبا
وادان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بيان مشترك من بروكسل اغتيال مؤسس حركة حماس. وجاء في البيان ان المجلس يدين عملية الاعدام غير القضائية للشيخ ياسين وسبعة فلسطينيين على يد القوات الاسرائيلية صباح امس.
وقال الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا: ان هذا العمل يسيء بشدة لعملية السلام في الشرق الاوسط.
وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك: انه يدين من دون تحفظ قيام الجيش الاسرائيلي باغتيال الشيخ احمد ياسين واصفا هذا العمل بانه مخالف للقانون الدولي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان لدى وصوله الى الاجتماع في بروكسل: ان فرنسا تدين هذا العمل ضد الشيخ ياسين مضيفا انه في وقت من المهم فيه حشد القوى لاستئناف عملية السلام، لا يمكن لمثل هذه الاعمال الا ان تغذي دوامة العنف.
واعتبر الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير انه غني عن القول ان رئيس الوزراء يدين اغتيال مؤسس حماس بصواريخ اسرائيلية.
وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو: نفهم حاجة اسرائيل للدفاع عن نفسها ويحق لها تماما الدفاع عن نفسها من الارهاب. لكنها غير مخولة للقيام بمثل هذا النوع من الاغتيالات غير المشروعة ولذلك نحن ندينها.
وأكد وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان الحكومة الالمانية قلقة جدا ازاء تطور الوضع. وقال: ان الارهاب والعنف سيفضيان فقط الى سقوط مزيد من الضحايا الابرياء في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، لابد في النهاية من حل عبر التفاوض يأخذ في الاعتبار مصالح الجانبين المشروعة. ولا يخفى على احد ان ما حصل اليوم لا يسهل الامور.
وقال وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر: ندين كل اعمال القتل الخارجة عن القانون. انها ليست الطريقة الصحيحة لاحراز تقدم في النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
واضاف: ليس هناك سوى حل واحد لهذا النزاع، وهو ليس عسكريا وانما سياسي.
وقالت وزارة الخارجية السوبسرية في بيان: إن هذا العمل من شأنه تأجيج دوامة العنف في الشرق الاوسط ويتعارض مع القانون الدولي الانساني الذي يحظر القتل الخارج عن القانون.
وقال وزير الخارجية النروجي يان بيترسن: ندين الارهاب لكن اغتيال ياسين لا يبرر التصفية.
وعبر وزير خارجية بولندا فلودزيمير شيموجيفيتش عن خشيته ان يؤدي اغتيال الشيخ ياسين الى زيادة التهديد الارهابي بما يشمل اوروبا.
وقال: اخشى ان تترتب على ذلك عواقب سلبية جدا ليس فقط على الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. واخشى ايضا ان يتزايد التهديد بشن هجمات ارهابية ضد دول اخرى بما يشمل الدول الاوروبية.
ووصف وزير الخارجية الاسباني المحتمل والمبعوث الخاص السابق للاتحاد الاوروبي الى الشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس نبأ اغتيال الشيخ ياسين بأنه خبر كارثي، حسبما قال لإذاعة كادينا سير.
وقالت وزارة الخارجية التركية: إن مثل هذه الاعمال لا تخدم السلام والهدوء بل على العكس تؤدي الى جر المنطقة الى مواجهة يصعب الخروج منها.
واضاف البيان التركي من الواضح ايضا ان عمليات الاغتيال التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي لا تعزز امن البلاد.
وادان الفاتيكان اغتيال مؤسس حركة حماس واصفا اياه بانه عمل عنف لا يمكن تبريره في اطار دولة القانون.
وقال الناطق جواكين نافارو فالس: إن الفاتيكان يضم صوته الى صوت المجتمع الدولي لادانة عمل العنف هذا الذي لا يمكن تبريره في اطار دولة القانون.
كما ادانت جنوب افريقيا اغتيال الشيخ ياسين معتبرة انه لا يمكن الا ان يؤدي الى اعمال انتقامية وردود مكثفة عليها.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية نشر في بريتوريا ان مثل عمليات الاغتيال هذه الخارجة عن القانون تنتهك القوانين الدولية ومعاهدات الامم المتحدة. وحثت اليابان اسرائيل على اعتماد اقصى درجات ضبط النفس. وقال المتحدث باسم الحكومة ياسيو فوكودا: نخشى حقا ان يغذي هذا الحادث العمليات التي يقوم بها المتطرفون الفلسطينيون وغيرهم ويطيل مسلسل العنف.
شجب واستنكار عربي
وقد ا?دانت جميع الدول العربية عملية اغتيال الشيخ ياسين واعربت عن شجبها واستنكارها للعمل الجبان.
ودان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عملية الاغتيال ووصفها بأنها تجسيد لارهاب الدولة في أبشع صورة.
كما دعا مجلس الجامعة العربية المجتمع أمس في تونس على مستوى المندوبين الدائمين، مجلس الامن الدولي الى اتخاذ الاجراءات اللازمة من اجل ردع فوري وجدي للحكومة الاسرائيلية اثر اغتيال مرشد حماس.
ويعكف اجتماع مجلس الجامعة العربية على الاعداد للقمة العربية المقررة في 29 و30 اذار مارس في تونس.
من جهة اخرى ادان مجلس وزراء الداخلية العرب ومقره في تونس بشدة عملية الاغتيال ووصفه بالعمل الارهابي.
وادان مجلس التعاون لدول الخليج العربية اغتيال الشيخ احمد ياسين. ووصف الامين العام للمجلس عبد الرحمن العطية الاغتيال معتبرا انه جريمة وحشية وجبانة واستمرار لسياسة البطش والاغتيال ضد ابناء الشعب الفلسطيني وجريمة تنتهك بشكل صارخ قرارات الشرعية الدولية ومبادىء القانون الدولي والانساني. وأعلن الرئيس المصري حسني مبارك انه قرر وقف مشاركة مصر في احتفالات الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) بالذكرى الخامسة والعشرين لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية احتجاجا على اغتيال الشيخ احمد ياسين الذي وصفه بانه عمل وحشي وجبان. وقال مبارك للصحافيين بعد اجتماع مع الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط وليام بيرنز ندين هذا الاعتداء، انه عمل مؤسف وجبان واوقف مشاركة مصر في احتفالات الكنيست بمعاهدة السلام.