في دراسة حول أسباب موت الأمريكيين جاءت حوادث الطرق في المرتبة الاولى والتي تقتل 117 أمريكيا في اليوم أو ما يقرب من 43ألف امريكي في العام 0 ثم تجئ الإنفلونزا التي تعد على رأس الامراض الوبائية والتي تقتل 36 ألف شخص ، ثم تأتي الأسلحة في المركز الثالث حيث يموت بسببها 26 ألف شخص،رابعا الأطعمة الفاسدة تتسبب أيضا في مقتل 5 الاف أمريكي في العام.
و أخيرا يأتي الارهاب في المركز الخامس وحقيقة انه لم يتسبب في مقتل الأمريكيين على الأرض الأمريكية باستثناء أحداث 11 سبتمبر2001 00 إلا أن جهود مكافحة الارهاب تبلى في هذا الاتجاه بلاء حسن.
وقد جاءت اعتداءات مدريد لتؤكد على الجهود التي يبذلها الرئيس بوش بشأن محاربة أسلحة الدمار الشامل ذلك لان قنبلة نووية واحدة قادرة على مقتل 500 ألف شخص.
لكننا مازلنا في حاجة لعمل توازن لمجابهة هذه التهديدات 00 إننا اذا لاحظنا حملة الرئيس بوش على الارهاب نجد انه في عام 2001 بذل جهودا جريئة حول هذه القضية لدرجة انه سماها "اهتماماته الأولى" اما الان فانه يقول انني رئيس محارب.
وحقيقة ان الارهاب تهديد حقيقي لكننا دولة أكثر تعقيدا من ان تركز كل اهتماماتها على أولوية واحدة - هي الارهاب انه تهديد حقيقي لنا لكننا لا يمكن أن نعتبره المبدأ الأساسي الذي ينظم سياستنا الخارجية.
وان حوادث السيارات لا تجذب الانتباه لانها تحدث على نحو فرادي ولكن اذا حدثت على نحو الحادث المروع الذي نجم عنه مقتل 3500 شخص فقد يحصل الأمر وقتها على أولوية الاهتمامات لدى بوش والكونجرس الأمر الذي يترتب عليه حماية الاف الأرواح.
ويقول مسؤول الطيران الامريكي تعليقا على حوادث الطرق اذا مات كل يوم 115 شخصا في حوادث طيران فاننا لن ندع طائرة تحلق في السماء إن قيادة السيارات من أخطر الأشياء التي نفعلها وقد لاحظت السويد ارتفاع
الحوادث بها فشرعت بعض القوانين خاصة بحزام الامان والزحام وعدلت في خطوط المواصلات الاخرى ونصحت قائدي الدراجات بارتداء الخوذات. والنتيجة ان السويد اصبحت من أقل الدول التي تحدث بها حوادث للطريق واذا مضت الولايات المتحدة على نفس مسار السويد فانها قد توفر 12 ألف و500 من الارواح في العام.
واعتقد ان مثل هذا التصرف سيكون أنفع لبوش في انتخاباته الرئاسية من مسألة غزو دول الشرق الأوسط.
ولكن مازلت اولوياتنا كلها موجهة نحو الارهاب بينما يموت كل يوم 115 أمريكيا على الطرق.
إن الحكومة الأمريكية تبدو كأنها تلعب مباراتي شطرنج في وقت واحد.. لكنها تعطي كل اهتماماتها لرقعة الارهاب.. في حين انها لو اعطت جزءا صغيرا من الاهتمام للقضايا المحلية الاخرى قد تنقذ ارواح الاف.
*نيويورك تايمز