تعد منطقة ميلاكا جوهرة في تاج السياحة في ماليزيا من ناحية روعة المناظر وعمق التاريخ تضاف الى اشهر جوهرتين سياحيتين في ماليزيا وهما لينغاوي وبنا، وتمتلك ميلاكا تاريخا يختبئ وراء كل واجهة من واجهات المباني التي يعود تاريخها الى مئات السنين وتشكل خليطا هندسيا رائعا يعبر عن البصمات التي خلفتها الدول المستعمرة التي تعاقبت على حكم هذه الإقطاعية على مر التاريخ.
ففي نهاية اي ممر ضيق من شوارع ميلاكا تصادفنا جوهرة من التاريخ تنتظر اكتشافها وسرد قصتها، فقد أسس الأمير المنفي باراميسوارا في عام 1396 مدينة ميلاكا التي كانت في الأساس ميناء للسفن القادمة من الشرق الأوسط والصين والهند والجزيرة العربية وأمريكا اللاتينية.وتقول الأسطورة ان الأمير باراميسوارا كان في رحلة صيد وأثناء استراحته تحت شجرة ميلاكا قرر اقامة إمبراطوريته على تلك الأرض التي اعتقد أنها مباركة واطلق عليها اسم ميلاكا نسبة الى اسم الشجرة التي كان يستجم تحت ظلالها، واعتنق الأمير باراميسوارا الإسلام ليصبح أول أمير مسلم من سلالة مالاي لذا اصبح الإسلام الديانة الرسمية في ماليزيا. وبحلول نهاية القرن الخامس عشر أصبحت ميلاكا امبراطورية تجارية كبيرة وملتقى للملاحين العرب والهنود والصينيين والبرتغاليين والهولنديين والبريطانيين ومن امريكا اللاتينية.
ومن بين البضائع التي كان يتم تداولها والمتاجرة بها في ميلاكا الذهب والحرير والشاي والتبغ والتوابل والعطور.
وحكم البرتغاليون ميلاكا في عام 1511 ومن بعدهم الهولنديون عام 1641 ومن ثم الانجليز في عام 1824 وترك كل حكم بصماته التي امتزجت فيما بينها لتصبح خليطا فريدا من نوعه، وفي شهر اغسطس عام 1957 نالت ميلاكا استقلالها مثل مثيلاتها من المقاطعات الماليزية الاخرى. وتأثر المعمار والهندسة في ميلاكا بهذا الخليط الفريد من نوعه من الثقافات والاجناس والاعراق مما اعطاها هذا الطابع الفريد في هندسة المباني والمعمار.
وتتمتع ميلاكا بمناخ دافيء ومشمس نهارا وخفيف البرودة في الليل تتخلله زخات مطر في المساء وتتراوح درجات الحرارة بين 23 و 33 درجة مئوية في حين تتجاوز نسب الرطوبة 28 في المائة في اغلب الاحيان. وتنتشر في ميلاكا التي يطلق عليها (ارض الجمال) المنازل الفاخرة من طراز الشاليهات والاكواخ الفاخرة وملحقاتها والشقق الفندقية بالمنتجعات والمنازل.