قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد يوم أمس الاول إن الجيش الامريكي لم يصل إلى قرار نهائي حول كيفية خفض وجوده العسكري في ألمانيا وإن التقرير الذي نشرته إحدى الصحف ومفاده أنه سيتم سحب نصف القوات الامريكية من هناك هو مجرد تكهنات. وقال رامسفيلد : الاشياء التي ينشرها الناس عبر التليفزيون والراديو ليست سوى تكهنات.
وكان رامسفيلد يرد على تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست وجاء فيه أن الولايات المتحدة ستعمد إلى خفض وجودها العسكري في ألمانيا وأنها تعتزم سحب نصف جنودها البالغ عددهم 71 ألفا.
وتعكف وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاجون ) على مراجعة مقترحات بشأن إجراء إعادة هيكلة بدرجة كبيرة لوجودها العسكري في أنحاء العالم مع التركيز أساسا على القوات الامريكية في ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان وذلك لجعل هذه القوات أكثر قدرة على الاستجابة بسرعة لاية تهديدات في حقبة ما بعد الحرب الباردة.
وقد التزم البنتاجون الصمت حيال هذه الخطة بيد أن بعض المسؤولين قد اعترفوا بأنه من المحتمل أن يتم نقل العديد من القوات الامريكية في ألمانيا إلى قواعد أصغر في دول أوروبا الشرقية.
وقال : يتعين علينا اتخاذ ترتيبات بصورة مرنة حتى يمكننا الانتقال إلى أي مكان نريده وقت الحاجة.
ووفقا لما ذكرته الصحيفة تسعى البنتاغون إلى خفض وجود القوات الامريكية في اليابان وكوريا الجنوبية معا بواقع 15 ألف جندي من مجموع 85 ألف جندي في هاتين الدولتين.
وقال رامسفيلد إن التكنولوجيا والقدرات المطورة ستكون عوضا عن الخفض المقترح للقوات الامريكية كما أن البنتاجون لن تقلص من القدرة الدفاعية للحلفاء.
وفي برلين أبدت الحكومة الالمانية رد فعل حذرا حيال تقرير واشنطن بوست. ولم تكن الانباء مفاجأة ولكنها أكدت المخاوف الاسوأ لدى المجتمعات المحلية في جنوب ألمانيا والتي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الوجود العسكري الامريكي. وأصدر متحدث باسم وزارة الدفاع بيانا مقتضبا في محاولة للحد من هذه المخاوف جاء فيه أن برلين تعمل مع واشنطن على إعادة توزيع القوات الامريكية في أوروبا.
وتردد أن رامسفيلد أطلع نظيره الالماني بيتر شتروك على هذه الخطط وعلى خطوط عامة بشأن الموضوع الذي احتل معظم المناقشات في ألمانيا على مدى عام.
ومن المعروف أن البنتاغون تعتزم إعادة توزيع معظم جنودها في ألمانيا ونقلهم إلى قواعد في شرق أوروبا. وقبل عام صرح قائد القوات الامريكية في أوروبا لصحيفة ألمانية إن تغييرات مهمة ستحصل بينها سحب قوات وإغلاق قواعد.
وقال جيمس جونز قائد قوات مشاة البحرية الامريكية والذي يشغل أيضا منصب القائد الامريكي للناتو في أوروبا إن كافة القواعد العسكرية الامريكية في ألمانيا تخضع للمراجعة وذلك فيما عدا قاعدة رامشتاين الجوية العملاقة بسبب أهميتها الاستراتيجية.
وكان تقرير صحفي ألماني نشر في العام الماضي أفاد بأن الولايات المتحدة ستغلق عددا من قواعدها العسكرية العملاقة في وسط وجنوبي ألمانيا وأن الاغلاق لن يشمل قاعدتي رامشتاين وفرانكفورت الجويتين فضلا عن فرقة للدبابات.
وبموجب هذه الخطة التي تقترب من الموافقة عليها سيتم إنشاء قواعد أصغر نسبيا في رومانيا وربما في بلغاريا على أن تكون مخصصة للانتشار السريع للقوة العسكرية الامريكية ضد إرهابيين ودول معادية وأعداء محتملين آخرين. وفي أقصى الشرق في آسيا الوسطى ستبقى القواعد الموجودة في أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، والتي أقيمت في عام 2001 لدعم الحرب في أفغانستان ، كما هي على أن تستخدم كمواقع للتدريب ومناطق انطلاق يمكن أن تستخدمها القوات الامريكية في حالات الطوارئ.