DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

معالجة هموم المعلمين والمعلمات من أجل جيل أفضل

المعلمات والمعلمون يروون مآسيهم

معالجة هموم المعلمين والمعلمات من أجل جيل أفضل
معالجة هموم المعلمين والمعلمات من أجل جيل أفضل
المدرسة.. هذا المبنى الذي تتبلور فيه شخصية الفرد، ويتم تحديد مستقبل الوطن، من خلاله ينمو ويتسع ويعلو بأبنائه وبإنجازاتهم، وطموحهم الذي رُسم داخل هذا المبنى وكبر معهم، كل فرد، وكل أسرة معنية بهذا المبنى، فهو الذي يرسم الطريق للأبناء، فيه يتلقون العلم والتعليم، ويحملون الشهادات والدرجات العلمية، التي تؤمن لهم حياة كريمة.وتظل وزارة التربية والتعليم هي الوزارة الأكثر قربا للوطن وللمواطنين..ولكن كيف يكون الأمر حينما يتحول هذا المبنى المدرسي إلى جهة للظلم، واستغلاله لتنفيذ مصالح ومآرب شخصية، بعيدة كل البعد عن التربية والتعليم؟مديرون، معلمون، مشرفون تربويون ومسؤولون فتحوا قلوبهم ـ رجال ونساء ـ لـ (اليوم)، التي فتحت صفحاتها لهم ولهن.فكانت أحاديثهم شكوى وتساؤلات مريرة، مليئة بالدهشة والاستغراب، من يجيب عنها، ويشفي صدورنا؟ هذا المدير كيف تم ترشيحه مديرا؟ وذلك المشرف التربوي، الذي يتواطأ مع مدير المدرسة لظلم معلم، كيف أصبح مشرفا تربويا؟ معلم آخر يتم تعيينه مشرفا تربويا، وهو لا يمتلك من الخبرة في التعليم سوى 3 سنوات، أو حتى سنة واحدة. الظلم الذي يمارسه المدير تجاه المعلمين والوكيل أيضا، الظلم والتعسف الذي يتعرض له مدير المدرسة من مسؤول في إدارة التربية والتعليم، وذلك المشرف التربوي، الذي يتحدث عن تناقضات تعاميم الوزارة، التعاميم التي تطبق بحذافيرها في منطقة، ويتم تجاهلها في منطقة أخرى. صور عديدة ملونة وباهتة، ننقلها من مواقف وتجارب منسوبي التعليم، ننقلها من صدورهم، ونضعها على طاولة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد أحمد الرشيد، ننقلها إلى صدر أكثر رحابة ورأفة بمنسوبي التعليم، لعل لديه الجواب الشافي، الذي يشفي صدور منسوبي وزارته، لإيضاح الصورة الملتبسة، والمواقف الشائكة التي تحدث بشكل يومي في مناطق مختلفة في مملكتنا الحبيبة. والهدف من وراء هذا التحقيق الصحفي ليس تسجيل خبطة صحفية، أو الإثارة، بل إعادة النظر في كثير من برامج الوزارة، التي هي عصب الوطن، ومنها يتخرج الوزير، المهندس، الطبيب، المعلم، الصانع، الفني والطيار. مشكلتي مع الوزير المعلم بكر العبدالمحسن يروي حكايته: مشكلتي هي مع الوزير الدكتور محمد أحمد الرشيد، فقد كنت اتصل به، واستمع إلى حديثه، فكنت أقرأ له مقالاته في (مجلة المعرفة) في افتتاحيتها، في كل عدد، وكنت أحرص على تنفيذ توجيهاته النبيلة، التي يقدمها بأسلوبه الشيق، بعيدا عن لهجة التعاميم، ومما جاء في العدد 86 جمادى الأولى 1423هـ في الافتتاحية، التي كتبها الوزير نفسه: إن من أهم ما تعلمته في الصغر، وأدركت أهميته في الكبر، التبيّن والتثبت، فيما يصل إلينا من الأخبار، فأنا قد أسمع عن شخص أنه قال قولاً أو عمل عملاً لا أرضاه، فلا أنتقده وأنكر عليه، قبل أن استوثق من صحة النقل، وأحاول إن استطعت ان أسأله واستفهم منه، وكم مرة فعلت هذا فتبين بعد الاستيقان غير ما نقل إلي عنه. ويستطرد الوزير في مقالته: وقد يكون النقل صحيحاً، ولكن النظر في الخبر يتعمق، وملاحظة مناسبته ولهجته، يدل على غير المعنى الذي استنبطه الناقل. شكوى ضد المدير غير أن بكر يقول: ولكن ما يؤسف له أن ما يكتبه لا يتطابق مع الواقع، وكذلك مدير التربية والتعليم، الذي يهتم بالأقوال والتوجيهات والجودة، وعندما ترى الواقع تشاهد غير ذلك، فعليك أن تكون من أسرة عريقة، أو قريبا لمسئول كبير، حتى يتفهم المدير مشكلتك في بعض الأحيان. ويبدأ بكر استعراض مشكلته، فيقول: أنا مدير مدرسة منذ 6 سنوات، عقدت اجتماعاً دورياً مع معلمي التربية الإسلامية، مع بدء العام الدراسي، ليكون حافلاً بالعطاء، وخاليا من المشكلات التي تعرضت لها المدرسة في السابق، مع أحد معلمي التربية الإسلامية، وتم نقله نقلآً تأديبياً، ولتعامله بالضرب مع الطلاب وشكاوى المعلمين، خصوصاً من زملائه معلمي التربية الإسلامية، والشكاوى المتكررة شفوياً وكتابياً من أولياء الأمور، فكان لابد لي كمدير المدرسة أن أطلب من زملائي معلمي التربية الإسلامية التعاون معي، ومع أولياء الأمور، وكسب ثقتهم واحترامهم. ويكمل بكر بقوله: فوجئت بعد أيام من عقد الاجتماع باتصال من إدارة التربية والتعليم، يخبرني عن شكوى مقدمة من قبل الزملاء ضدي، وتنص الشكوى على أن مدير المدرسة يعتبر مواد التربية الإسلامية ثقافة إسلامية، دون دليل مادي أو مستمسك مسجّل أو مكتوب، بل هي شكوى شفهية. قامت إدارة التربية والتعليم بالتحـقيــق معي قرابة الساعتين ونصف الساعة، والسؤال عما جاء في الشكوى، فنفيت ما اتهمت به الذي هو كلام ملفق ليس فيه من الحقيقة شيء. عقوبة ما نُسب إلي وحول رأي اللجنة في الشكوى يقول بكر: لقد رأت لجنة المتابعة أن الموضوع فيه سوء تفاهم، ولا يستحق كل هذه الضجة، إلا أن مدير التربية والتعليم أحالها إلى قسم التربية الإسلامية بالإدارة، الذين اقترحوا إعفائي من العمل الإداري، ثم رفعت المعاملة إلى الإدارة العامة للمنطقة، التي وجهت لي عقوبة الإنذار بالنظر إلى ما نسب إليّ من قبل معلمي التربية الإسلامية، وفعلاً تم إعفائي من إدارة المدرسة من قبل وحدة الإدارة المدرسية. فمضت أيام اعتقدت خلالها أن مدير التربية والتعليم تفهم المشكلة، وسيتصرف بحكمة، إلا أنني فوجئت بصدور قرار إنهاء تكليفي بالعمل الإداري، وتحويلي إلى معلم وتم ذلك خلال الاختبارات النصفية للفصل الدراسي الثاني من العام 1424هـ. ما علاقة التعاميم بالواقع ويشير العبدالمحسن إلى أن ما حدث له دلالة على الوضع المتردي في مدارس التعليم العام.. وعن عدم رفع شكواه إلى الوزير يقول: فكرت في رفع شكوى أو تظلّم للوزير، لكنني عدلت عن ذلك، لأن من تقدم بشكوى ضدي هم 4 ضد واحد، ومن الطبيعي أن تكون لهم الغلبة، وأنهم على صواب، رغم عدم وجود دليل مادي. ويتساءل بكر: أين التثبت ومعرفة الحقيقة قبل الحكم، كما نادى به وزير التربية والتعليم؟ ولماذا لم يكن مدير التربية والتعليم أيضا في مستوى التثبّت، حسب ما يدعو له هو أيضا عبر التعاميم التي توزع على المدارس، فكيف أرفع شكوى إلى الوزير، الذي لا يعرف شيئا عن ظروف وملابسات قضيتي، كما أن أي شكوى ترفع إلى الوزير ستمر من خلال الروتين الإداري، وسيكون مدير التربية والتعليم في المنطقة هو الحكم، قبل أن تصل إلى الوزير. سأحتفظ بصورة الوزير ويشير بكر إلى أن هناك سببا أقوى في عدم رفع مشكلته للوزير، يقول: إذا أنا صدمت في مدير التربية والتعليم، بعدم حياديته في الموضوع، فلم أرد أن أصدم أيضا بوزير التربية والتعليم، فقبلت بخسارة واحدة، ولكي تبقى صورة الوزير ناصعة في خيالي، كما رسمتها، حسب ما يكتبه في مقالاته، فقد كنت أحاول أن أجسّد مضامينها في واقع العمل التربوي، ولم أتوقع أنها ستوصلني إلى هذه النهاية، ولكن بعد هذا الموقف لم استطع قراءة مقالة واحدة للوزير. لعبة الجودة قضى المعلم خالد 32 عاما في تدريس مادة العلوم، أراد أن يبدأ من الأخير، فوجه حديثه مباشرة إلى مدير التربية والتعليم في منطقته، حيث قال: على مدير التربية والتعليم أن يعيد حساباته، فالإدارة لا تسير في الاتجاه الصحيح، وعدد من مديري الأقسام في الإدارة يحققون مصالحهم باسم التربية والتعليم، فيتم تعيين أقاربهم وأصدقائهم في الأماكن الحساسة والمهمة، أو نقلهم إلى المدارس التي يرغبون بها والتي تكون قريبة من منازلهم على حساب آخرين، وأهم شرط يتوفر في من يشغل منصبا حساسا في الإدارة هو إجادة كلمة (نعم) في موقعها ووقتها المناسب، والابتعاد عن الــ (لا). وينتقل خالد بحديثه عن الجودة، فيقول: طبقت الجودة على مدرستنا، وكنت لا أعرف من الجودة إلا اسمها، فأحببت أن أطلع أكثر، وأتعرف على هذا المسمى الجديد، الذي أخذ يصل إلى مسامعنا، وعندما بدأت البحث في علم الجودة، فرحت به، وهمستُ لنفسي أخيرا: سيتطور التعليم في بلادي، وسيتخرج أبناؤنا من المدارس حاملين شهادات التفوق والمهارات والخبرة، التي تؤهلهم لدخول سوق العمل، بعكس ما يحدث الآن. جودة تعبئة الملفات ولكن هذه الفرحة والبشرى لم تطل، فقد أصيب خالد بصدمة، حيث يقول: عند تطبيق الجودة في مدارسنا اكتشفت الطامة الكبرى، وتبدلت أحوالي، وأصبحت مهموما بالتعليم بشكل أكبر، فأصابني الاستياء والحزن على ما يحدث في مدارسنا وفي إدارة التربية والتعليم، وهمست لنفسي: ليتني لم أطلع على مفهوم الجودة، ولم أفتح عيني عليه، فقد طبقت الجودة في مدارسنا على تعبئة الملفات، وعلى السجلات والتعاميم والأوراق، تعليمنا على الورق فقط، 11 مدرسة حصلت على شهادات الآيزو iso، ولكن حين ترجع لها الآن لن ترى جودة، لأنها اختفت، فقد تم العمل بها للحصول على الشهادة فقط، وليس الهدف هو الرقي بالتعليم وبمدارسنا وبأبنائنا الطلبة، فالجودة إذا لم تصل إلى الصف وإلى الطلبة والمنهج والمعلم، فليست جودة، في السابق كانت لدينا جودة، ولكن من دون مسميات، ومن دون (بهرجة ولمعان). كان الهدف هو التعليم من قبل رجال قلوبهم على الوطن. الجودة للجوائز والانتدابات ويضيف خالد: نحن شوهنا الجودة، والآن هناك سعي لزيادة عدد المدارس التي ستحصل على شهادات الجودة، فكلما زاد عدد المدارس الحاصلة على iso انعكس ذلك إيجابا على سمعة المسؤولين في إدارة التربية والتعليم. وبحرقة يضيف خالد: اتجهوا للجودة بشكل خاطئ، لتحقيق الجوائز والسمعة والانتدابات، والظهور على صفحات الجرائد، وإلقاء المحاضرات والندوات. وبألم وحسرة يضيف: تصور 3500 ريال يتسلمها من يقوم بإعطاء دروس نظرية عن الجودة، في فترة لا تتجاوز 3 أيام، وما أعرفه تماما أن أكثر من 300 ألف ريال مخصصة للجودة، لم يستفد منها بالشكل الصحيح، ومع الأسف أن الجودة لا تطبق على المدارس المستأجرة، لأن هذه المدارس تحتاج إلى جهد وتعب مضنٍ، فهم يتجهون للمدارس الحديثة والجاهزة، لأن الهدف ليس التعليم بل السمعة والمصلحة، ومن خلال استماعي للمحاضرات التي تلقى عن الجودة أنهم ينقلون من الكتب فقط، ولكن لا يجيدون تطبيقها، الجودة لعبة لعبوها بشكل صحيح، وخسرنا فرصة سانحة لتطوير التعليم. عبء على الدولة وعن أهمية التعاميم التي تخدم مصلحة المعلم يقول خالد: التعاميم ليست ذات فائدة، هي عبء على الدولة، باستهلاك الورق، وإشغال وقت المعلم، أما التعاميم المفيدة، التي تخدم المعلم، فلا توزع على المدارس، أو توزع حين ينتهي وقتها، كي لا يكون للمدير والمعلم تبرير لذلك، مثل تعاميم الإيفاد (التدريس في الخارج). فهذه التعاميم تصل للمدارس بعد أن يتم ترشيح معلمين معينين، أو أن من يذهب مرة لا يحق له الترشح مرة أخرى، بينما نظام الوزارة ينص على أن المعلم الذي ترشح للتدريس في الخارج يحق له التقديم مرة أخرى بعد 4 سنوات من سنة الإيفاد، وعندما تطالب بحقك لا تأخذه أبدا، والدخول إلى مكتب وزير التربية والتعليم أسهل بكثير من الدخول لمكتب الإدارة. الاهتمام بالموهبة الفنية وفي إطار الظلم الذي يلقاه المعلمون من مديري المدارس يشير أحمد الزويد (معلم تربية فنية، خبرة 18عاما) إلى الموقف الذي حدث بينه وبين مدير المدرسة، فيقول: كان لدي طموح كبير في تنمية الموهبة الفنية للتلاميذ، وتخريج طلبة يمتلكون هذه الموهبة، وكان لدي الاستعداد لعمل المجسمات واللوحات الفنية في المدرسة، وإقامة معرض فني للطلاب، ولكن اصطدمت مع المدير، الذي لم يكن يريد أن يخسر ريالا واحدا، رغم أن المدرسة تستلم 3500 ريال شهريا من المقصف المدرسي، ولكن ليست هناك مخصصات للنشاط الطلابي، كما تنص عليه التعاميم. أين فلوس المقصف؟ ويتساءل أحمد: لا نعلم أين يصرف المبلغ العائد من المقصف؟ وفي الوقت نفسه يطلب مني المدير أعمالا فنية للمدرسة، رغم عدم وجود غرفة تربية فنية خاصة بي، وليس لديه الاستعداد لتوفير الخامات والأدوات اللازمة لتنفيذ هذه الأعمال، وتصرفه هذا ليس معي فقط، بل في مختلف الأنشطة، كما أنه يطلب مبلغا من المال لصيانة المدرسة، وعندما واجهته بهذا الكلام بدأ يتذمر مني ويضايقني، فظلمني في الأداء الوظيفي، كما أنه يظلم معلمي الصفوف الأولية، بوضع درجات متدنية لهم في الأداء الوظيفي، كي لا يستمتعوا بإجازاتهم المبكرة، كيدا وحسدا، رغم أنها حق من حقوقهم، كما تنص عليها التعاميم الوزارية، فهو يتعامل مع المعلمين وكأنهم موظفون لديه. 32 حصة و60 طالبة الحال في مدارس الأولاد يتكرر في مدارس البنات، هذه معلمة يبدو أن ظلمها أشد وأقسى، تذكر زينب (معلمة لغة إنجليزية حديثة التعيين) أنها المعلمة الوحيدة في المدرسة في تخصص اللغة الإنجليزية، ولم تقم المديرة بطلب تأمين معلمة أخرى، لذلك أجبرتها المديرة على تدريس 32 حصة دراسية في الأسبوع، و3 مناهج لصفوف الأول والثاني والثالث المتوسط، وكل فصل به 30 طالبة، مما تسبب لها في إرهاق وإجهاد، ولتخفيف عدد الحصص أمرت المديرة بدمج فصلين معا، وبذلك يصل عدد الطالبات إلى 60 طالبة في الفصل، ولكن تدريس هذا العدد أمر مرهق جدا، ومع الشكوى المتكررة للمديرة رأفت بها وخفضت نصابها إلى 28 حصة في الأسبوع، بينما النصاب لكل معلم ومعلمة هو 24 حصة.
بكر العبدالمحسن
أخبار متعلقة