التغيير الذي حدث في السنوات الأخيرة وأصبح بموجبه الفريق الفائز يحصل على 3 نقاط بدلا من نقطتين لاشك أنه أعطى نتائج ايجابية لأن الهدف الأساسي للعبة هو امتاع المشاهدين وكلنا يعلم أن المتعة في كرة القدم هي الأهداف، ولهذا كان التركيز على تشجيع اللعب الهجومي، وقد أضافت بعض الدول أفكارا تصب في مصلحة التسجيل وتحقيق الفوز، خاصة ان البطولات تحسب وتسجل للفرق الفائزة لا الفرق التي تقدم مستويات بلا نتائج.
ولذا فإن من واجبنا التفكير فيما يشجع الفرق على الانحياز للنزعة الهجومية على حساب النزعة الدفاعية (المقيتة) وهذا لن يأتي إلا من خلال وضع الحوافز للاعبين عند تحقيقهم الفوز مباشرة.
أعتقد أن القطاع الخاص قادر على المساهمة في تأمين هذه الحوافز من خلال تقسيم مباريات الدوري على أكثر من شركة أو مؤسسة تقام المباريات تحت رعايتها وعلى سبيل المثال تقام المباريات في الشرقية تحت رعاية أرامكو أو سابك أو الزامل أو غيرها من الشركات ذات الوزن الثقيل وكذلك الحال في جدة والرياض وغيرها من المناطق على أن تقدم الشركة الراعية مبلغ ثلاثين ألف ريال للفريق الفائز في المباراة الواحدة. وبنظرة رقمية أقول ان عدد مباريات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين على سبيل المثال (132) مباراة ولو قسمنا هذا العدد على 12 شركة راعية فإن حصة كل شركة ستكون في حدود (11) مباراة فقط قد يكون منها (8) مباريات فوز والباقي تعادل وهذا يعني أن الشركة لن تدفع أكثر من ربع مليون ريال في الموسم الواحد وهو مبلغ ضئيل جدا بالنسبة لهذه الشركات العملاقة وبالمقابل الذي سيعود عليها من خلال رعايتها هذه المباراة أو تلك.
وإذا فكرنا بجدية فيما أطرحه الآن فإننا سنكتشف أننا وفرنا مبالغ كبيرة على الأندية وأشركنا القطاع الخاص بمبالغ معقولة لا تشكل عبئا عليه وشجعنا الفرق للتحول للنزعة الهجومية وحققنا بذلك الهدف الذي نبحث عنه.
واذا كانت بعض الدول المجاورة تتجه لأن يقوم اتحاد اللعبة بتقديم مكافأة الفوز فور انتهاء المباراة مما لا يثقل كاهل الأندية فإنني اخترت أن يدخل القطاع الخاص هذه التجربة بما لا يشكل ضغطا عليه أو حرجا لدى القيادات العليا فيه، وأجزم أن الاتحاد السعودي لكرة القدم بإمكانه طرح هذه الفكرة وتسويقها على القطاع الخاص ليبدأ تطبيقها من الموسم القادم وأنا متأكد أن طرح الفكرة بهذا الشكل سيشجع القطاع الخاص للمساهمة مادام أن ما سيدفعه ليس كبيرا، ومادام أنه سيحصل في المقابل على مردود اعلامي، ومما يزيد من ثقتي بنجاح الفكرة هو وجود خبراء في الرئاسة من أمثال الدكتور صالح بن ناصر في علم التسويق الرياضي مما سيعطي الفكرة مساحة أكبر من التفاؤل لنجاحها.. فدعونا نجرب.
ولكم تحياتي،،،@