أكد الشيعة والسنة في حيين متجاورين في بغداد انهم شعب واحد في مواجهة قوات التحالف وذلك اثر الاشتباكات الدامية في الأيام الثلاثة الأخيرة في العراق.
وقال الشيخ رائد الكاظمي المسؤول في مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مسجد حي الكاظمية في غرب بغداد (كل العراق مع مقتدى الصدر، نحن جسد واحد وشعب واحد).. مؤكدا أن السنة في حي الاعظمية المجاور وكذلك سكان الرمادي والفلوجة في المنطقة السنية غربي بغداد وحتى الموصل في الشمال يؤكدون دعمهم للشيعة ويقولون انهم (يدعمون مقتدى الصدر ويقاتلون معه).
ويضيف ان بعض سكان حي الاعظمية السني يطلبون الانضمام (لجيش المهدي) الميليشيا التابعة لمقتدى الصدر (لأننا نشكل الشعب العراقي)، كما يقول الشيخ المحاط بحراسه الشخصيين.
وكان الشيخ الكاظمي قد دعا قبيل ذلك في حديقة المسجد زهاء مائة رجل مسلحين ببنادق الكلاشينكوف الى الاستعداد (للقتال) على حين كانت الحركة في سوق الحي الشيعي عادية. وشوهد عدد كبير من الزوار الإيرانيين يجوبون الشوارع للتسوق.
وحدها مدارس الحي كانت (في حالة إضراب) وذلك في اطار ثلاثة أيام (من التضامن مع الأحداث) كما يقول عصام علي، المدرس في معهد الكاظمية. اما مدير المعهد نافع يوسف فيشير الى ان عناصر ميليشيا الصدر هم الذين عطلوا الدراسة. وعلى الضفة الأخرى من نهر دجلة الذي يربط ضفتيه جسر الأئمة، يردد سكان الاعظمية السنة الكلمات ذاتها ويؤكدون على الوحدة في مواجهة الغزاة الأمريكيين.
ويؤكد سكان الاعظمية انهم تعرضوا ليل الاثنين الى الثلاثاء لغارة أمريكية شديدة اوقعت قتلى وجرحى، على حد قولهم.
وفي هذا السياق يؤكد نبيل الاعظمي (30 سنة) البائع في وسط المدينة (نحن شعب واحد مسلم موحد خاصة بعد ما حدث هنا الاثنين والأيام السابقة في النجف ومدينة الصدر).
وأضاف (انه الجهاد ضد الأمريكيين وسواء كنا شيعة أو سنة فإننا نقاتل في حينا دون ان ننضم بالضرورة لجيش المهدي)، متهما قوات التحالف بالقيام باستجواب جرحى في مستشفى الحي.
وبدت آثار رصاص على جدران الساحة المقابلة للمسجد. وظهر هيكلا سيارتين في الزقاق من بقايا معارك الليلة الماضية، بحسب شهود.ولتأكيد إرادة الوحدة هذه فان سكان محافظة الأنبار (غرب) السنية وجهوا رسالة الى رجال الدين الشيعة في مدينة الصدر أكدوا فيها (نحن كلنا خلف مقتدى الصدر ومعه لانه أيقظ الشعب العراقي لتحرير العراق العظيم من الغزاة الكافرين).
وفي الاتجاه ذاته قدم وفد من اكثر من 150 سنيا في بغداد الثلاثاء الى مدينة الصدر لتقديم الدعم الى أنصار مقتدى الصدر في هذا الحي الشيعي الفقير في بغداد. وجاء في الرسالة التي سلمها الى مكتب الشهيد الصدر، الشيخ صبحي محمد عبد القادر من مسجد القدس في بغداد، (نحن أمة إسلامية واحدة ولا يمكن لأي كان تفريقنا سواء في العراق أو فلسطين). وفي مدينة الصدر أوقعت المواجهات الدامية بين الميليشيات الشيعية والجيش الأمريكي في الأيام الثلاثة الأخيرة عشرات القتلى ومئات الجرحى بحسب مصادر طبية والسكان.