لا تحملوا انفسكم أكثر من طاقاتها ولا تثقلوا كاهلكم بهموم هذه الدنيا وخذوا الكلام من شعرائكم وحكمائكم ودعوا الايام تفعل ما تشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء وتجزعوا لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء.
كثيرون منا يجعلون من همومهم قيودا تكبلهم ويستسلمون ويتصورون ان الدنيا انتهت عند أول نقطة سوداء تواجههم ويرفضون ان تكون حياتهم كاشارات المرور حمراء احيانا يقفون ليتحرك الآخرون وصفراء يتأملون من حولهم وخضراء عندما يتوقف الجميع ليتحركوا.
أنا لا أطالبهم بأن يتجاهلوا همومهم أو يغمضوا عيونهم أو يقسوا على قلوبهم بل اطلب ان ينظروا من حولهم فان اغلق أمامهم باب فليبحثوا عن آخر وان سد في وجههم طريق فهناك ألف طريق بديل وان اظلمت الدنيا في ليلة وان غابت الشمس في يوم فلينظروا يوما آخر يبدد فيه النور ذاك الظلام الدامس وتزيح فيه الريح تلك الغيوم لتعود الشمس مشرقة في حياتهم.
اطلب منهم ان يفتحوا نوافذهم وان يأخذوا نفسا عميقا والا يجعلوا من حياتهم سجونا ومن همومهم قيودا فالله سمى الحياة حياة والحياة أيام والايام يوم لك ويوم عليك.
ألم تسمعوا اعزائي القراء بما قاله الحكيم ابراهيم ابن ادهم عندما مر على رجل كان وجهه ينطق هما وحزنا؟؟ فقد سأله ان كان مايجري في هذا الكون أمورا لا يريدها الله كما سأله ان كان ينقص من رزقه شيء قدره الله وان كان أجله ينقص لحظة كتبها له الله وكانت اجابات الرجل المهموم بالنفي (لا) فقال له ابراهيم: فعلام الهم اذا؟؟
يا أحبتي تغلبوا على همومكم بالدعاء فالغارق في البحر والتائه في البر والجائع في الدنيا والخائف من اليوم والغد كلهم يرفعون ايديهم لرب الخلق الكريم القادر على كل شيء وما الهم بأكبر من كل هذه الاشياء.
المهم ان تدركوا ان الله هو القادر على كل شيء فادعوه ونظفوا قلوبكم قبل الدعاء وصفوا نياتكم وطهروا انفسكم ثم ارفعوا ايديكم لله سبحانه وتعالى ليزيد عنكم هذه الهموم وليفرج كربكم ويعيد لكم الامل من جديد وتعلموا ان الحياة سفح وجبل وبر وبحر وان السماء غيث ونجوم وقمر.. واصابع اليد لا تتساوى ابدا فان كان اليوم عليكم فان الغد والذي يليه ويليه قد يكون لكم والمهم ان تتفاءلوا وان تزرعوا الامل وان تدعوا الله بنية صادقة وقلب طاهر ليفتح لكم الابواب الموصدة وينير لكم الطريق.
ولكم تحياتي ...