الكثير منا يجيد تطبيق الأنظمة، بل يستمتع بذلك، والقليل جدا من يفهم تلك الأنظمة وروحها ومآلها من منظور المنظمة.. والسبب هو الاختلاف الشاسع بين القادة والاداريين.. فالقادة ينظرون الى الأنظمة ويفسرونها بما يخدم مسيرة المنظمة العامة المحققة للأهداف، أما الاداريون فينظرون الى تلك الأنظمة نظرة مجردة بعيدة عن الرؤية العامة.. وهم معذورون في ذلك بسبب افتقادهم للرؤية والتفكير الاستراتيجي.. والخطأ هو وضع هؤلاء في مكان القيادة.. حيث من المفترض وضعهم في المواقع التنفيذية المحددة المعالم وقليلة الاجتهاد.
ويجد كثير من الاداريين متعة غامرة في تطبيق الأنظمة حتى ولو آل الأمر لخراب البلاد والعباد.. لأن الأمر عندهم هو أن هذه الأنظمة ارتقت مع مرور الزمن، وافتقادهم لمهارات القيادة، الى أهداف يجب تقديسها والعمل بها.. لأنه لا أهداف يرونها سوى ما يقومون بممارسته من تلك الأنظمة.
ولتوضيح ذلك نضرب مثالا حقيقيا: مريضة تنزف لعدة ساعات.. لا يوجد دم لإسعاف المريضة.. وأخيرا وصل الدم بعد مرور ست ساعات بدأت المريضة في التشنج.. ولكن الطبيب لم يعط المريضة الدم بحجة أن حرارة الدم لم تصل الى 37 درجة مئوية حسب العرف الطبي حيث كانت حرارة الدم قد وصلت الى 25 درجة مئوية.. وهنا قضت المريضة نحبها.. وتوفيت رحمها الله.. وهنا قام الطبيب بدور الاداري في تطبيق الأنظمة. .ولم ينظر الى ان الهدف من تلك الأنظمة هو المحافظة على صحة المريض.. حيث ان المريضة كان يمكن اسعافها ولو كانت الحرارة منخفضة عن المطلوب.. قد تحصل بعض المتاعب.. ولكن كان يمكن بمشيئة الله انقاذ هذه المريضة.. ويمكن ان نعمم هذا المثل على جميع نواحي الحياة.. وسترى كم هي الحياة جميلة مع وجود القادة الذين يرون الطريق ويصدرون من الأنظمة والتعليمات ماينير الطريق ويسهل الوصول للهدف.. وهم على استعداد لتغيير تلك الأنظمة اذا أعاقت أو حاولت اعاقة الوصول للأهداف.