انسحب جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) بشكل جزئي من حول مدينة الفلوجة لكنهم خرقوا اتفاق وقف النار بقذائف وصواريخ الدبابات والطيران، اضافة لتبادل إطلاق الرصاص مع المقاومة، فأسقطوا العديد من الشهداء قدرت مصادر طبية عددهم بعشرة عراقيين و38 جريحا، لكن مراسل تلفزيون الجزيرة أفاد بأن القوات الأمريكية فشلت في اقتحام حي نزال مساء، بعد أن جوبهت بنيران كثيفة من المقاومة أجبرتها على الانسحاب دون أن تعاود الكرة.
وقامت مقاتلات امريكية باربع طلعات فوق المدينة، مساء أمس، مصوبة نيرانها الى اهداف غير محددة كما أكد شهود ومراسل فرانس برس المتواجدون هناك. وقبل الغارات الجوية سمع دوي نيران مدفعية الدبابات وسقطت قذيفة على مدرسة اعداد المعلمين في حي الاندلس، كما سمع تبادل إطلاق النار في حي الجمهورية وشوهد دخان اسود يتصاعد من بعض مناطق القصف.
وقتل جندي من المارينز واصيب سبعة آخرون بجروح امس خلال معارك خارج المدينة، حسبما أعلن ناطق باسم مشاة البحرية كما أعلن ضابط فيها عن تحطم مروحية أمريكية من نوع "إم إتش 53" على مسافة 20 كم جنوب شرق الفلوجة. وقال أن المروحية ليست تابعة للمارينز بل لوكالة حكومية امريكية لم يحددها. وأضاف أن عددا من رجاله ارسلوا الى مكان الحادث حيث تعرضوا لاطلاق نار اسفر عن اصابة عدد منهم بجروح.
وخلال اجلاء هؤلاء الجرحى تعرض رجال المارينز مجددا لقذائف هاون وقنابل يدوية اوقعت مزيدا من الجرحى وفق الضابط الذي لم يحدد عدد الجنود المصابين في الهجومين. وقال ضباط المارينز أن الاشتباكات حصلت بعد تعرض مروحية امريكية لنيران ارغمتها على الهبوط قرب الفلوجة. وقال الجنرال الامريكي مارك كيميت، مساعد قائد العمليات العسكرية في العراق ان ثلاثة جنود وقعوا في مكمن بعد ان توجهوا لإغاثة الطائرة التي تم تدميرها حتى لا تقع في أيدي المقاتلين العراقيين.
وأعلن فؤاد الراوي، أحد الوسطاء أن الهدنة تم تأجيلها بالفعل لتستمر حتى مساء أمس على الأقل (الساعة الخامسة، إفتراضا).
وقال وهو عضو بالحزب الاسلامي الذي يتولى التفاوض من اجل وقف غير محدود لاطلاق النار في الفلوجة، يفترض ان تستمر الهدنة حتى المساء لكننا نأمل ان تستمر فترة اطول، ما زلنا متفائلين بالوصول الى نتائج ايجابية خاصة وأن المفاوضات متواصلة وهذا هو المهم.
واعلن الراوي، استنادا الى مصادر طبية، ان اكثر من 300 مدني بين نساء واطفال وشيوخ قتلوا في الفلوجة خلال العملية التي بدأها المارينز يوم الأحد من الأسبوع الماضي. وأوضح أن من بين القتلى هناك 160 امراة و141 طفلا والعديد من الاشخاص المسنين وذلك في اول حصيلة دقيقة لعدد الضحايا المدنيين في الفلوجة، وتشير حصيلة عامة أعلنت قبل أيام الى سقوط 700 قتيل و1240 جريحا.
وأعلن الهلال الاحمر العراقي انه سيقيم مركزا قرب الفلوجة لاستقبال مئات العائلات التي تغادر المدينة. وقال محمد ابراهيم إنه سيتم نصب 170 خيمة في اول الامر لاستقبال هذه العائلات.
وفي إعلان مثير، قال المتحدث باسم سلطة الائتلاف دان سينور في بغداد ان من المرجح وجود ابو مصعب الزرقاوي، مسؤول عمليات تنظيم القاعدة في العراق، في مدينة الفلوجة أو حولها. وهذا الرجل مطلوب للقضاء الأردني ومطلوب رأسه مقابل مكافأة أمريكية تبلغ عشرة ملايين دولار.
وفي كربلاء، قتل احد عناصر جيش المهدي التابع للزعيم الجنوبي مقتدى الصدر خلال مناوشات مع رجال الشرطة العراقية، بدأت فور انتهاء الهدنة التي أعلنها الشيعة لمدة ثلاثة أيام .
وقال مصدر في الشرطة ان الاحتكاك حصل بين دورية للشرطة وعناصر تابعة لجيش المهدي كانوا يتولون حراسة احد المساجد.
وفي النجف، اعلن مقتدى الصدر الذي صرحت القيادة العسكرية الأمريكية منتصف ليل الاثنين الثلاثاء أنه مطلوب قتيلا أو أسيرا، تأييده الوساطة مع قوات الائتلاف.
وقال الصدر حتى هذه اللحظة، ما زلت مؤيدا للوساطة، ليس هناك مفاوضات مباشرة مع قوات الاحتلال ولن يكون هناك مفاوضات معهم. فالمفاوضات تجري بواسطة شخصيات عراقية وتحت اشراف المرجعية الدينية.
واضاف الصدر الذي لجأ الى مدينة النجف، اكرر القول بانني تحت تصرف المرجعية الدينية، معربا عن استعداده للقاء المرجع الكبير علي السيستاني. وقال إن تحرير النجف لتكون عاصمة للمرجعية يشكل احد مطالبه.