حوادث المرور أو حرب الشوارع التي لا تنتهي ليس فيها غير الخاسر مشكلة لابد ان تحل. هل فكر السائق المتهور فيما يسببه من اضرار، قتلى ومصابين واشلاء متناثرة، وفقدان أسر عائلها الوحيد، وحرمان ام وحيدها واعاقة مستديمة، واجساد لا تتحرك، واسرة في المستشفيات تمتلىء بالمصابين ليس بسبب الحروب ولكنها حوادث مرور. استنزاف للطاقة البشرية والاموال، اطفال تخرج ولا تعود، ومعلمات تبتلعهن الطرق، وكابوس مرعب في كل بيت، الحوادث لا تقع صدفة وانما تحدث نتيجة خطأ يرتكب واخفاق ثقافة مرورية ضعيفة، والدليل قطع الاشارات والتجاوزات الخاطئة والسرعة الجنونية وانشغال بعض السائقين بالعبث والحديث في الهاتف، وتصليح (الغترة). المختصون في عالم المرور يحددون ثلاثية (المركبة، السائق، الطريق) باعتبارها عناصر متلازمة ينجم عن اي خلل فيها او في احداها عواقب وخيمة. لكن نسبة الخلل الكبرى تكون في خلل السائق لان الله وضع له عقلا للتمييز، فبالرغم من اهتمام المسؤولين بالطرق وبالاشارات المرورية الضوئية، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال المرور الا ان الحوادث لاتزال وبكثرة، اكثر السائقين ينقصهم الوعي المروري كما اسلفت خاصة صغار السن وبعضهم يهلكون ويهلكون الناس معهم، فليست للسرعة احكام لديهم، ولا تعنيهم الاشارات، حرب الشوارع هذه قائمة ولا اعرف متى تنتهي، والاهالي الذين يتجرعون الحسرة والندم على ابنائهم هم السبب، اب مفرط مع الاعتذار له وابن متهور غير عابىء بالارواح تفحيط ومنافسة ومطاردة شبابية لهو وعبث وكل يوم نسمع عن فواجع مروعة، حبذا لو رفع السن القانونية للقيادة الى سن العشرين، وتكاتفت الجهود للتوعية المرورية بشكل اوسع في كل وسائل الاعلام وبشكل مستمر، وحبذا لو تدرس هذه التوعية كمادة وتكون من صلب المناهج، للالمام بقواعد وآداب المرور وتعليماته، ولايقاف شلالات الدم وحرب الشوارع.