فى أحيان كثيرة تنتهى المشاكل الزوجية إلى نتيجة مؤلمة، هى الطلاق ويكون الضحية وقتها الأطفال.. وقد ينتهى الأمر بجريمة قتل يرتكبها أحد الطرفين بدافع التخلص من المشاكل الزوجية وهمومها.. وهذا ما قام به الزوج محمود (31 سنة ) قاتل زوجته سعدية (20 سنة) للتخلص من نكدها وخلافاتها الدائمة مع أمة وأخوته.. بعد 4 سنوات من الزواج فجأة ودون أن يشعر أقبل على رقبتها بيديه وهى نائمة على سرير غرفة النوم، ولم يتركها إلا جثة هامدة.. لحظات فقد وعيه، وعقله، ولم يشعر إلاورقبة زوجته سعدية فى قبضته يديه.. وطفلته مستغرقة فى النوم بالغرفة المجاورة فى كامل براءتها دون أن تعلم أن أمها قد قتلت على يد والدها.. لم يكتف بذلك بل ظل يفكر فى وسيلة للتخلص من حياته خوفا من بطش عائلة زوجته بعد قتلها فحاول قتل نفسه بأن يشنق نفسه مرة بحقن بطنه بسرنجة هواء وأخرى بقطع شرايين يديه اليسرى .. مفاجآت واعترافات مثيرة فجرها المتهم فى لقائه مع " اليوم" عن الأسباب الحقيقية لإرتكاب جريمته ، وأستغراقه فى النوم بجوار جثة زوجته ليلة كاملة داخل غرفة النوم.
فى البداية حضر المتهم على كرسى خشبى فى حالة صحية هزيلة وبدت عليه علامات الحزن والأسى .. رفض فى بادىء الأمر التحدث عن سبب ارتكاب جريمته ولكنه بعد ذلك بدأ يروي ما حدث.
بداية الحكاية تزوجت من سعدية منذ 4 سنوات عندما تعرفت عليها عن طريق إحدى صديقات أمى بناء على رغبة والدى الذى كان يلح على دائماً بالزواج مبكراً حتى يرى أحفاده ، فوافقت، وعلمت أنه سبق لها الزواج لمدة من قبل لمدة ثلاثة شهور وقدمت لي اسرتها كل التسهيلات اللازمة لإتمام أمور الزواج، فوافقت عندما وجدت هذا العرض الذى يتمناه أى شاب، ولكن بعد عقد القران فؤجئت بالخديعة الكبرى فتحولت هذه الأبتسامات المزيفة والكلام المعسول إلى معاملة سيئة وخلافات كثيرة مع أسرتى وأمى وتم زفافى على زوجتى وتوصيلى إلى عش الزوجية الذى لم أكن أعلم أنه سيكون سجناً من أسوار كبيرة كنت فيه مقيداً بسلاسل حديدية حولت حياتى إلى جحيم.
بعد الزفاف
بعد أسبوعين فقط من ليلة الزفاف دبت الخلافات بين زوجتى وأمى، وعلمت بعد عودتى من العمل فى أحد الأيام بنشوب مشادة كلامية عنيفة بينهما، وإهانة زوجتى لأمى، وبعدها نجحت فى تهدئة الموقف، وإصلاح الأمور بينهما، ولكن ظلت الخلافات مستمرة بسبب تردد زوجتى على منزل أمها باستمرار وتركى بمفردى فى الشقة لبضعة أيام، وتشاجرنا كثيراً بخصوص هذا الشأن لكن دون جدوى، فأستسلمت للأمر الواقع، وقررت معاتبتها للحفاظ على كيان الأسرة وتربية ابنتى الوحيدة نانسي، ولكن مع مرور الأيام كثرت الخلافات وزادت الفجوة بين زوجتى وعائلتى وخاصة عندما فوجئت ذات يوم أثناء عودتى من العمل فى ساعة متأخرة من الليل أن والد زوجتى بصق فى وجه أبى وتعدى عليه بالسب فى مشادة كلامية بينهما، ولم يتحمل والدى المريض هذه الإهانة فطلب منى أن أطلقها فلم أستطع فقمت بحمل أثاث المنزل على ظهرى وتوجهت لأقطن فى غرفة صغيرة بمنطقة بعيدة، ومكثت فيها ثلاثة شهور انقطعت فيها عن زيارة أسرتى حتى رزقنى الله بوظيفة بمرتب استطعت من خلاله ادخال جزء من المال واشتريت به شقه مكونة من غرفتين بمنطقة عزبة النخل، وفوجئت برفض زوجتي الانتقال الى الشقة الجديدة لخوفها من ضياع شقتنا في منزل والدي..
وبعد وفاة ابى توجهت الي شقتي القديمة في منزل العائلة بناء على رغبة امي للاقامة معها، وبالرغم من كثرة الخلافات إلا أن أمي تحملت وظلت تكتم في نفسها اهانات زوجتي النكدية لها.
تلبية احتياجاتها
واضاف الزوج في اعترافاته انه كان يخرج يوميا الى العمل في الصباح الباكر ولا يعود الا بعد استغراق زوجته في النوم حتى يتجنب اية مشاجرة معها، واكد المتهم أنه عمل في العديد من الوظائف وكان يتقاضى رواتب كبيرة، قبل ارتكاب الجريمة كان يعمل عاملا في احدى شركات الاسمنت وكان يتقاضى راتبا قدره 600 جنيه شهريا.. واستطرد: لم أبخل على منزلي مصاريف يتطلبها.
يوم الحادث
حتى جاء يوم الحادث، فقبل صلاة الجمعة نشبت بيننا مشاجرة كبيرة بسبب طلبها المستمر ذهابها لمنزل أمها وتطورت هذه المشادة الكلامية الى مشاجرة، ثم توجهت إلى غرفة نومها وتراخت بجسدها على السرير وعندما دخلت إلى الغرفة عاودت إهانتي عندما قالت "انت مش راجل .. انت ماعندكش احساس" فلم أدر بنفسي إلا وأنا أمسك برقبتها بيدي الاثنين حتى لفظت انفاسها الأخيرة بين يدي، ثم قمت بتغطيتها بالبطانية وبعدها خرجت من الغرفة على صراخ ابنتي نانسي فقمت باحضار الرضعة لها ونامت بعد ذلك .. فتوجهت مرة اخرى إلى الغرفة وجلست بجوار الجثة افكر في وسيلة للانتحار، فأحضرت حبل الغسيل علقته بقطعة حديد في السقف وقمت بلفه حول رقبتي ولكني فشلت في شنق نفسي فقمت باحضار بعض السرنجات وحقنت نفسي بحقن هواء، وعندما فشلت ايضا نمت بجوار الجثة ليلةكاملة حتى ظهر اليوم التالي، وعندما استيقظت امسكت بموسى حلاقة وقطعت شرايين يدي اليسرى ولم أدر بنفسي ألا وأنا في مستشفى قصر العيني .
واضاف المتهم ان شقيق زوجته قام بكسر باب الشقه عندما لاحظ عدم ظهورنا لمدة يومين ، وقلق أمي علي، وبدخولهما غرفة النوم وجدا جثة زوجتي وأنا غارق في دمائي.. واشار الي أن اسباب محاولته الانتحار هو خوفه من بطش عائلة زوجته والخوف من ضياع مستقبله خلف القضبان.. وانهى تفاصيل جريمته بأنه شعر بالندم على قتل زوجته لانه لم يفكر يوما في قتلها، ولو كان خطط لذلك لقتلها منذ زمن بعيد. فقد "خفت أن اطلقها فتضيع ابنتي وشقتي بعد أن تحملت مرارة العذاب سنوات طويلة"
والد الزوجة
على الجانب الآخر قابلنا والد الزوجة سعدية المجني عليها..فقال: أن ابنته سعدية كانت تتعرض للإهانة والضرب من زوجها ووالدته بصفة مستمرة ، كانت أم زوجها تعتبرها خادمة في المنزل وذلك بعد مضي شهر واحد فقط من زواجها.. وأنه قبل ارتكاب الجريمة وقتل ابنته بخمسة أشهر تم تحرير محضر بنقطة شرطة زهراء وادي حوف يفيد تعرض ابنته للضرب المبرح علي يد زوجها وأمه واخوته وأرفق بالمحضر التقارير الطبية التي تصف الاصابات التي تعرضت لها..وقال اخيرا انه لا يعلم الدافع وراء قتل ابنته.