دارت صباح امس معارك شرسة بين قوات الاحتلال الامريكية ورجال المقاومة العراقية في الفلوجة استخدمت فيها الرشاشات وقذائف المورتر والقنابل وان الطائرات والمروحيات الامريكية قصفت أحياء سكنية في الاطراف الشمالية للمدينة رغم هدنة مؤقتة. واسفر القصف الامريكي عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
وقال شهود عيان ان الاشتباكات تفجرت في حي الجولان بالبلدة في حوالي الساعة السادسة صباحا وانها كانت مستمرة بعد ثلاث ساعات. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة بكثافة في أعقاب القصف.
وفي واشنطن قال نائب رئيس الاركان الامريكي قائد سلاح مشاة البحرية "مارينز" الجنرال بيتر باس امس ان وحدات المارينز التي ترابط حول مدينة الفلوجة العراقية لا تملك فكرة حول اعداد العناصر المقاتلة المتواجدة داخل المدينة او هويتهم0 واضاف الجنرال باس في ايجاز للصحفيين بمقر وزارة الدفاع "بنتاغون" قائلا لاننا لم ندخل الى قلب مدينة الفلوجة فاننا لم نواجه بعد اولئك المقاتلين المتواجدين هناك ولانعرف تحديدا من هم لكننا سنعرف كل شيء قبل ان ينتهي هذا الامر0
واضاف انه اتضح ان بعض المقاتلين لديهم خبرة عسكرية او نالوا تدريبات عسكرية.
وقال الجنرال بيتر بيس ان مئات الجنود من مشاة البحرية الامريكية مازالوا على أهبة الاستعداد في الفلوجة وحولها ويعطون للمفاوضات السياسية فرصة.
من جانبه قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد وهو يعبر عن تشاؤمه بشأن احتمالات مفاوضات السلام في الفلوجة ان الهدنة في هذه المدينة المضطربة لن تستمر الى أجل غير مسمى.
وقال رامسفيلد في مؤتمر صحفي لوزارة الدفاع الامريكية"البنتاجون"ان "الحالة الراهنة للاحوال في الفلوجة لن تستمر الى أجل غير مسمى. البلطجية والقتلة وأنصار الرئيس السابق صدام حسين لن يسمح لهم باقتطاع اجزاء من تلك المدينة أو ان يعارضوا السلام والحرية". وقال ان المحادثات التي استمرت عدة ايام وضمت زعماء عراقيين وسنة ومسؤولين من الفلوجة وممثلين لسلطة الحكم الامريكية في المدينة لم تشمل المقاومين العراقيين الذين يواجهون القوات الامريكية.
وعندما سأل صحفي رامسفيلد عما اذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض واهدار الفرصة لاعتقال المقاتلين الاجانب وآخرين يعتقد انهم المسؤولون عن القتل والتمثيل بجثث امريكيين رد بقوله "لا أحد يعتقد ذلك".وقال "ولذلك فان فرص ان تثمر هذه المفاوضات عن نتيجة تتفق مع الخطوط التي وصفتها تبدو لي من الناحية الواقعية صعبة". واضاف رامسفيلد "انني لا استبعد أبدا أي شيء ومن الواضح ان الاشخاص هناك الذين يقتلون الناس ويهددون شعب الفلوجة يحتاجون الى ان يقدموا للعدالة".
ولفت رامسفيلد الذي حضر الايجاز الانظار الى صعوبات ومخاطر انتقال العراق من دولة شمولية قمعية الى دولة ذات نظام تمثيلي تحمي حقوق مواطنيها0
واضاف رامسفيلد يجب ان يشعر جميع العراقيين بان لديهم مصلحة في هذا التحول واعتقد ان الشيعة ينحون باتجاه الاعتقاد بذلك لانهم الاغلبية واعتقد ان السنة قد يشعرون بان دورهم المهيمن سيختفي لانهم الاقلية وهذا ما سيحدث بالفعل0
وتابع قائلا ان الهيمنة التي حظوا بها في ظل نظام صدام حسين سوف تختفي وهذا شيء جيد لكن في الناحية الاخرى فان السنة عليهم ان يشعروا ان لديهم دورا في البلاد ومصلحة فيها وانهم سيتمكنون من العثور على وظائف واعمال كمدرسين وموظفين في الحكومة وفي الجيش وفي قوات الامن.. والا فلن يعمل النظام وهذه هي الخطورة.