فيما كان تشارلز ستانسيل يقود سيارته عائدا الى القاعدة الامريكية في حي سان فيتنام في العام 1971 عندها انفتحت ابواب جهنم فجأة. وتجمد ستانسيل في مكانه في نقطة تقاطع التراشق بالنيران بين القوات الفيتنامية الشمالية والقوات الامريكية. وفكر في انه يستطيع ان ينجو بنفسه لو كانت هناك وسيلة تمكنه من رؤية ما كان ينتظره على بعد مائة متر فقط، مثلما كان يرى من أعلى عندما يقود طائرته الهليكوبتر. وواقع الحال ان ستانسيل نجا في النهاية غير ان الفكرة ظلت عالقة في رأسه الى ان لحقت به التكنولوجيا في النهاية، بعد ثلاثة عقود من ذلك اليوم. فبعد ان شاهد كيف يمكن نقل الصور بسهولة بين الكاميرات الرقمية وكمبيوترات الحضن، ابتكر ستانسيل طريقة توفر للجنود مشهدا جويا لميدان المعركة. اختراعه هذا، الذي يسميه (قذيفة استكشافية) هو في جوهره كاميرا رقمية محشوة في قذيفة هاون تطلق الى ارتفاع 600 الى 700 في الجو. وعند ذاك تنشر مظلة تحمل كاميرا قادرة على ارسال الصور الى كمبيوتر الجندي على الارض خلال هبوط المظلة. لقد اصبحت صور ميدان المعارك التي تلقتطها طائرات التجسس والاقمار الاصطناعية والطائرات غير المأهولة ادوات جوهرية للمخططين العسكريين. غير ان هذه هي ادوات مخصصة للجنرالات، كما يقول ستانسيل، وعادة تحتاج الى الكثير من الوقت والعمل اللوجستي لتقدم صورا آنية للجنود في حمى المعركة، في حين ان (القذيفة الاستكشافية) تقدم له الصور في غضون 90 ثانية. ستانسيل طور القذيفة الاستكشافية بمنحة مالية من سلاح البحرية ضمن عمله كباحث في معهد جورجيا للتكنولوجيا. وقد عرض اختراعه على الجيش وسلاح المارينز وهو يأمل في الحصول على الموافقة للبدء في انتاجه في الخريف المقبل، الا ان ستانسيل يواجه منافسة حامية. فصانعو العربات الطائرة غير المأهولة تصنع الآن ادوات طائرة شخصية صغيرة قابلة لوضعها في حقيبة الجندي. ويشير ستانسيل الى ان اختراعه يكلف جزءا صغيرا من تكاليف الاجهزة الاخيرة (700 دولار) واستعمال اسهل من الميني عربات الجوية غير المأهولة تلك، كما انه يشدد على ان استعمال تلك العربات الجوية يتطلب مهارة خاصة ولن يكون كل جندي قادرا على تطيير واحدة منها. ويجري ستانسيل تجارب على قذيفته الاستكشافية في مزارع جورجيا ويطلقها في الجو بأجهزة اطلاق بالغاز المضغوط. وقد بدأ مع فريقه المؤلف من ثمانية افراد باطلاق القذيفة في العام 2001، وتوجب عليه ان يتغلب على عقبات كثيرة قبل ان تصبح القذيفة قادرة على نشر المظلة وبث الصورة بطريقة صحيحة. ولارسال الصور استعمل ستانسيل اجهزة ارسال والتقاط لاسلكية عادية ترسل الصور الى الارض بسرعة ميغابايت واحد في الساعة. وكانت المفاجأة عظيمة عندما جاء اداء الكاميرات الرقمية جيدا جدا في السرعة الكبيرة.. حتى عندما فشلت المظلة في المراحل الاولى للتجارب وسقطت القذيفة على الارض. وعندما عثر ستانسيل وفريقه على قذيفة الهاون المغروزة في الارض كانت الكاميرا قد التقطت 149 صورة.. اي بمعدل 17 صورة في الثانية وفقا لبرمجتها تماما. والطراز الذي سيتم انتاجه في النهاية سيكون مجهزا لتدمير نفسه بنفسه لئلا يقع في ايدي العدو فيتعلم كيفية عمله. ويقول ستانسيل ان جهازه قد اصبح جاهزا للعمل بعد ان تم التغلب على مشكلة المظلة والمشاكل المعوقة الاخرى.