أخبار متعلقة
حذر صندوق النقد الدولي من أن ارتفاع أسعار النفط الذي يغذيه النمو في الولايات المتحدة والصين قد يعرض للخطر الانتعاش الاقتصادي اذا اضطربت الامدادات النفطية.
وقال راجورام راجان كبير الاقتصاديين في الصندوق عند مناقشة التقرير الاقتصادي العالمي الذي يصدره الصندوق مرتين سنويا "النفط سيؤثر على النمو اذا ارتفع". مبينا ان الصندوق يخشى من أن يؤدي حدوث قلاقل سياسية في مناطق منتجة للنفط مثل الشرق الاوسط الى اضطراب الامدادات الامر الذي قد يؤدي الى ارتفاع الاسعار.
وقالت ادارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الاميركية ان من المتوقع أن يبلغ سعر الخام الاميركي 33 دولارا للبرميل في المتوسط خلال عام 2004. وقد تجاوز سعر النفط في المعاملات الآجلة في نيويورك 38 دولارا للبرميل في الآونة الاخيرة.
الأسعار تهدد الانتعاش
وفي هذا الاطار قال هانز ايشل وزير المالية الألماني "اذا ظلت أسعار النفط عند مستوياتها الحالية المرتفعة لفترة أطول فإن الانتعاش الاقتصادي في اوروبا سيكون في خطر". مشيرا الى ان قرار اوبك الاخير خفض حصص الانتاج لا يساعد الاقتصاد العالمي.
وقال ايشل: ان سعر الصرف الحالي لليورو امام الدولار الامريكي مقبول بالنسبة للمصدرين الالمان. لكنه حذر من انه في الآجل المتوسط ستستمر "ضغوط كامنة على اليورو للصعود".
أوبك ملتزمة وفي هذا الإطار أكد علي النعيمي وزير البترول والمعادن ان أوبك ملتزمة بتلبية احتياجات مستهلكي النفط بغض النظر عن حصص الإنتاج مضيفا انه لا ينبغي لوم أوبك على ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
وقال النعيمي على هامش أعمال اجتماع مجلس الشؤون العالمية في دالاس "بغض النظر عن سقوف الانتاج يستجيب المنتجون لحاجات السوق للوفاء بالتزاماتهم. لن يكون هناك نقص".
كما أكد على ان انتاج المملكة الحالي من النفط يبلغ ثمانية ملايين برميل يوميا بما يتجاوز حصتها التي تقررت في أول ابريل والبالغة 7.638 مليون برميل يوميا، مؤكدا على أن امكانية المملكة "دون صعوبة كبيرة" زيادة انتاج النفط الخام من 10.5 مليون برميل يوميا الى 12 مليون او 15 مليون برميل يوميا باستخدام التكنولوجيا الحالية مع الحفاظ على هذه المستويات 50 عاما.
مشيرا الى أن ارتفاع أسعار البنزين في أمريكا يرجع الى انخفاض القدرة الانتاجية لمصافي النفط في الولايات المتحدة، مؤكدا على انها عامل من عوامل صعود أسعار النفط الخام. "أزمة العرض ناجمة عن نقص قدرة التكرير الأمريكية".
وأضاف "هناك عوامل كثيرة تؤثر على التغيرات في سعر (النفط).. احدها سعر البنزين.. والآخر نقل أموال الى السلع.. ليس نقصا في المعروض".
وردا على سؤال وجهه أحد الصحفيين حول ما اذا كانت السعودية قد تستخدم النفط للتأثير على السياسات الأمريكية قال النعيمي "نحن لا نسمح بأن يتدخل النفط في سياسات أي بلد. خاصة الولايات المتحدة".
تهدئة الأسعار
ومن جانبه أكد بورنومو يوسجيانتورو رئيس أوبك على جدية المنظمة في سياستها بالسماح بتجاوزات فوق حصص الانتاج الرسمية من اجل تهدئة اسعار النفط المرتفعة بشدة والتي لا ترتبط على الاطلاق بأي اختلالات في العرض والطلب.
وقال بورنومو، وهو ايضا وزير النفط الاندونيسي، للصحافة "اوبك حازمة في سياستها بالسماح بتجاوزات". ليؤكد بالتالي ان اسعار النفط الحالية المرتفعة ليس لها علاقة بأساسيات السوق وانما ترجع الى الاوضاع في العراق وفنزويلا واغلاق مصافي تكرير في اوروبا والولايات المتحدة والسعودية. لافتا الى ان الطلب على النفط في الصين يتزايد ايضا.
هبوط بالأسعار
وتوقع وزير النفط الايراني بيجن زنجنة هبوط اسعارالنفط المرتفعة بشدة حاليا على المدى الطويل نتيجة زيادة المخزونات النفطية. وتوشك اسعارالنفط حاليا أن تصل لأعلى مستوياتها فى 13 عاما مدفوعة بتعاظم الطلب الصينى وانخفاض مخزونات البنزين الامريكية والقلق من تاثيرالعنف فى الشرق الاوسط على امدادات النفط.
غير أن الوزير الإيراني أعلن أن اسعارالنفط الحالية مرتفعة للغاية ولن تستمر طويلاعند مستوياتها المرتفعة، بل ستهبط على المدى الطويل بشدة نتيجة التخزين الفورى للنفط، ملقياً باللوم فى ارتفاع اسعارالنفط على تفاقم التوتر فى الشرق الاوسط ونقص طاقة مصافى النفط فى الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن ارتفاع سعر النفط فى الوقت الحالى خرج عن سيطرة أوبك، والتي تستهدف نطاقا سعريا بين 22 و 28 دولارا للبرميل من سلة خاماتها النفطية. وكشف المسؤول الإيراني أن بلاده تفضل من جانبها مستوى اعلى، وأن السعر يجب ان يتحرك فى نطاق بين 28 و30 دولارا للبرميل.
مخزون البنزين
و قالت الحكومة الامريكية ان معروض البنزين زاد في الاسبوع الماضي فيما استغلت مصافي النفط هوامش الربح لدعم المخزون قبل بدء موسم العطلات الصيفية.
وقالت ادارة معلومات الطاقة في تقريرها الاسبوعي ان معروض البنزين زاد 1.6 مليون برميل فيما زادت المصافي الكميات المعالجة بمقدار 557 الف برميل يوميا. واشار التقرير الى ان زيادة معدل تشغيل المصافي ادى الى زيادة اقل من المتوقع في مخزون النفط الخام بلغت 200 الف برميل لكنها رفعت المخزون الى اعلى مستوياته منذ اغسطس 2002 . وكان المحللون يتوقعون زيادة مخزون النفط 2.5 مليون برميل جراء تعمد أعضاء أوبك تجاوز حصص الإنتاج.
وقالت الادارة ان الزيادة في الامدادات لم تكن كافية للخروج بالمخزون من مرحلة العجز فمازال مخزون النفط الخام يقل 19.3 مليون برميل عن متوسط خمس سنوات وما زال مخزون البنزين يقل 8.5 ملايين برميل عن متوسط خمس سنوات. وجاءت الزيادة في مخزون البنزين فيما سجلت واردات البنزين مستوى قياسيا عند 1.3 مليون برميل يوميا اضافة الى زيادة معدلات الانتاج المحلية.
البحث عن الغاز
قال الان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الاميركي" ان الولايات المتحدة تحتاج لاستيراد مزيد من الغاز الطبيعي باسعار اقل حتى تبقى صناعات اساسية خاصة المتعلقة بالكيماويات قادرة على المنافسة.
وقال جرينسبان امام اللجنة الاقتصادية المشتركة بالكونغرس ان "البديل المرن الوحيد المتاح امامنا هو البحث عما يسمى بمكامن الغاز الضخمة في انحاء العالم. وايجاد السبل لاستيرادها الى الولايات المتحدة في صورة غاز طبيعي مسال بما يوفر لنا صمام امان في حالات الندرة التي نواجهها من آن لآخر".
وقال ان الولايات المتحدة تحتاج لخفض اسعار الغاز الطبيعي من خلال فتح اسواقها امام الامدادات العالمية حيث الاسعار اقل.
علي النعيمي
بورنومو بوسجيانتورو