لقد جاء الحادث الارهابي الاخير يوم الاربعاء الماضي الذي اصاب مبنى الادارة العامة للمرور ليؤكد ان الارهاب في ارض الحرمين يلفظ انفاسه الاخيرة، وان الفئة الضالة في النزع الاخير بعد ان فقدت كل تعاطف من رجل الشارع المخدوع بزيف توجهاتها وسقطت عنها اقنعة الدين والتدين.
لا يجب ان نحزن بما حدث... فما حدث خير.. انه المسمار الاخير في نعوش هؤلاء الذين يتسترون وراء الدين ويدعون انهم يودون تحكيم شرع الله في الارض.. لقد محقهم الله بكفرهم وقتلهم الناس بغير حق.. انهم لا يفرقون بين صغير ولا كبير ولا شيخ ولا طفل ولكنهم يشبهون المغول في همجيتهم ولذلك فقتالهم حق والتستر عليهم مشاركة في الجرم والاثم.
لقد اكد سيدي سمو ولي العهد ان المملكة ستواجه الاعمال الاجرامية التي تقوم بها هذه الشرذمة الضالة بكل حزم حتى يتم اجتثاثها وهو تأكيد يعيد الى الاذهان الثوابت الراسخة التي اعلنتها ارض الحرمين الشريفين مرارا وتكرارا تجاه الظلاميين ورموزهم ومن يناصرهم.
اني لأتعجب من هؤلاء واشياعهم فهم يقاتلون باسم الدين والتدين.. والدين منهم براء واين؟ في بلاد الحرمين الشريفين... حيث انزل الله الوحي على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وحيث البيت العتيق وحيث تطبيق الشريعة الاسلامية في كل مناحي الحياة... انهم باطلون مبطلون هم ومن يساندهم من ائمة الكفر، انهم فئة ضالة تسعى الى اشاعة الفوضى في المجتمع ونشر الرعب بين الآمنين... الا انهم قدموا لنا فائدة عظمى وهي التلاحم بين جميع المواطنين والمقيمين على التصدي لهم والايقاع بهم... كما انها كشفت عن معدن الانسان السعودي وقت الشدائد في الالتحام بقيادته والذود عن هذا الوطن وليس ادل على ذلك من هؤلاء الابطال الذين نحتسبهم عند الله شهداء وقدموا انفسهم فداء للوطن من جنود وضباط وافراد.
لقد قرأت ان هؤلاء الخونة في احدى غاراتهم استوقفوا دورية امنية بعد ان طلبوا منها المساعدة وبعد ان توقفت لمساعدتهم امطروا من بداخلها بالرصاص... أي اخلاق هذه؟؟ هذه اخلاق الجبناء واللصوص وقطاع الطرق ومن لا دين ولا خلاق لهم.
ان حادث الوشم جرى على ادارة مدنية تخدم مصالح الناس واذا طبقنا مبدأ (المصالح المرسلة) وهي احدى مصادر التشريع فهؤلاء يعدون ممن يفسدون في الارض وينشرون الفساد.. لقد روعوا الآمنين وعطلوا مصالح الناس حتى ولو لم يقتل احد... ان قتال هؤلاء حق والكف عنهم ومساعدتهم كفر.. فهم فاسدون مفسدون كنبتة خبيثة وجب استئصالها من المجتمع، انني اعلم ان هناك مدرسة ابتدائية قريبة من مبنى المرور فماذا كان الحال لو ان الانفجار طالها؟.. هل هذا هو الدين الذي يدعون اليه؟
واني لاتعجب أيضا من اين يأتي هؤلاء بالدعم والفتاوى التي تدفعهم دفعا للموت لقد قال احدهم ممن تم ضبطهم في اعترافات مثيرة انه تلقى فتوى بأنه اذا فجر نفسه فسيزف الى احدى الحور العين هذه الليلة؟ ما هذا الهذر والسخف؟
اني ادعو كل ابناء الوطن الى التلاحم معا لصد هؤلاء والكشف عن زيفهم خاصة انهم في الرمق الاخير وان يؤكد علماؤنا ومشايخنا ان هذه الفئة الظالمة انما هي فئة ضالة وبعيدة كل البعد عن الدين والتدين وان اقوالهم زائفة وقتالهم حق والتستر عليهم جرم ومشاركة لهم.. يجب ان نعزل هؤلاء عن الدين لان لهم ولمناصريهم أهدافا اخرى هم يعرفونها جيدا... ابعد ما تكون عن الاسلام الذي هو خير لكل البشر.
* نائب شيخ قبيلة الدواسر بالدمام