إذا كان الأمر قد وصل بالرئيس بوش الى حد لوم العالم لأنه لم يتوجه بالشكر إلى شارون على "إنجازاته" التي يعرفها الجميع، فمعنى ذلك أننا بصدد حالة سياسية مستعصية وميؤوس منها. وذلك ليس شراً كله، لأنه لا يخلو أيضاً من فائدة.
(1)
لا أستطيع أن اصدق أن الرئيس الأمريكي كان يمزح حين قال كلماته في الحفلة السنوية لجمعية الصحف الأمريكية يوم الخميس الماضي 22/4. وما زلت عاجزاً عن تصور كيف كان جاداً فيما قاله. ذلك انه إذا كان يعرف حقيقة "إنجازات" شارون ومع ذلك قال ما قاله، فانه يغدو شريكاً بالتواطؤ أو التستر على جرائمه ضد الإنسانية التي لا تنتهي. أما إذا لم يكن يعرف فتلك فضيحة تاريخية، تدين الإدارة الأمريكية وجميع أفراد الطبقة السياسية المحيطة بالرئيس.
أياً كان الأمر فقد وقعت الواقعة، ذاهبة في ذلك إلى ابعد مما يخطر على البال، إذ لم يعد مطلوباً أن نرضى بالهم ونستسلم له، وإنما تعين على الجميع أن يحتفوا به وتنشرح صدورهم له، الأمر الذي يضعنا في مواجهة أعلى درجات الإذلال واسفل درجات الهوان.
"الإنجاز" الذي تحدث عنه الرئيس بوش، واستحق العالم أن يعاتب جراء عدم تقديره له، كان مشروع شارون لانسحاب خبيث من غزة، تتحول بمقتضاه من "قطاع" إلى سجن قانوني كبير. إذ تخلى المستوطنات في حين تحتفظ إسرائيل بوجود عسكري في قلب المدينة تحسباً للطوارئ. ليس ذلك فحسب، وإنما تسيطر قواتها على المداخل والمخارج والبحر والجو، وفوق ذلك لها حق اقتحام "القطاع" في أي وقت بزعم ملاحقة "الإرهابيين".
بعدما اعتبر الرئيس بوش هذا المشروع حدثاً تاريخياً(!)، وبعد اللاءات التي اشهرها في مؤتمره الصحفي مع شارون يوم 14/4، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي من واشنطون منتفخ الأوداج، وحاملاً معه رخصة مفتوحة لممارسة القتل والترويع وتدمير حياة الشعب الفلسطيني. ولعلك لاحظت فيما نشرته صحف الأسبوع الماضي أن الرجل لم يقصر في استثمار الأجواء المستجدة. إذ على الفور تم اغتيال الدكتور الرنتيسي، وبعد أيام قليلة أعلن انه لم يعد ملزماً بعدم اغتيال عرفات. كما أن قواته رفعت من وتيرة عربدتها، فاختطفت طفلاً عمره 12 سنة - اسمه محمد سعيد بدوان - من إحدى قرى شمال غرب القدس، ووضعته فوق مقدمة إحدى سياراتها، وحولته إلى درع بشري في مواجهة الحجارة التي رشقها بها الناس، احتجاجاً على إقامة الجدار العازل فوق زراعات القرية (الصورة نشرت يوم الخميس 23/4)، ثم أكملت مهمتها في القتل والاعتقال والتدمير.
على هذا المنوال توالت "إنجازات" السيد ارييل شارون، التي طالبنا الرئيس بوش بالحفاوة بها!
(2)
يصدمنا كلام الرئيس الأمريكي - يصفعنا إن شئت الدقة - لكنه يفتح أعيننا على أمور كثيرة، وينبهنا إلى أمور أخرى، وهو ما إذا أدركناه واستوعبناه سيكون له مردوده الإيجابي لا ريب. وفي هذه الحالة فأننا قد نتوجه بالشكر إليه، لأنه أفادنا من حيث لا يحتسب، وجلب لنا خيراً لم يخطر له على بال. وإذا سألتني كيف، فعندي في الرد كلام كثير.
خذ مثلاً مسألة المراهنة على دور الولايات المتحدة، ومصيرها في ضوء تصريحات الرئيس بوش. ذلك أن الجميع يذكرون لا ريب تلك المرحلة التي حفلت بثقافة وأدبيات التعويل على الدور الأمريكي. تلك التي قيل لنا فيها إن 99% من "أوراق اللعبة" في يد واشنطون، كما عول البعض كثيراً على فاعلية وساطة الولايات المتحدة في الصراع العربي الإسرائيلي، واستبسل آخرون في مسعى إقناعنا بضرورة التحاقنا بالمركبة الأمريكية و "تجاوبنا" مع ضغوط واشنطون واملاءاتها، في حين شاع الاعتزاز بالصداقة الأمريكية، باعتبارها صك ضمان للمستقبل، يحمي المتعلقين بها من تقلبات الدهر وغوائل الزمن.
ما مصير هذا التراث كله الآن؟
بعد الذي أعلنه الرئيس بوش، من صكوك التسليم المطلق بالرغبات الإسرائيلية إلى صكوك الترخيص بإبادة المقاومة الفلسطينية للاحتلال، فان كل تلك العناوين واللافتات، تحولت إلى تراث مستهجن لا يتمتع بأي رصيد للقبول فضلاً عن الاحترام. فليس هناك عاقل الآن يمكن أن يقبل حكاية أوراق اللعبة التي في يد واشنطون التي ثبت أنها يد غير أمينة وغير مسئولة وليست فوق الشبهة. أما مسألة الوسيط أو الراعي لمساعي السلام مع إسرائيل، فقد باتت نكتة سخيفة لا تتمتع بأي صدقية، وبعد الوقوف الكامل في المربع الإسرائيلي، وتحول الإدارة الأمريكية إلى طرف مباشر في الصراع، فان استمرار إحسان الظن بمسألة الوساطة لن يكون من قبيل العبط أو الاستعباط.
على صعيد آخر، فلم يعد هناك أيضاً أي مجال لاحسان الظن بالضغوط والاملاءات بل ومشروعات الإصلاح الأمريكية، التي نستطيع الآن أن نقول - وبفم ملآن - ان تحقيق المصلحة الإسرائيلية هي القاسم المشترك الأعظم بين كل تلك الرسائل، وان ما تطلبه الإدارة الأمريكية أو تعرضه، بما في ذلك مشروع الشرق الأوسط الكبير، لا يتحرى المصالح العربية من أي باب، وإنما هو يصب بالمطلق في جانب المصلحة الإسرائيلية.
أما حكاية الصداقة التي يلوح بها البعض بين واشنطون والعواصم العربية، فقد تبين أنها وهم كبير، يحسب للرئيس بوش انه بدده بنجاح يهنأ عليه. وهذه مسألة تحتاج إلى وقفة قصيرة.
(3)
إذا انطلقنا من أن القضية الفلسطينية تعد مفتاح الاستقرار في العالم العربي، واتفقنا على أن حلها على نحو عادل شأن وثيق الصلة بالأمن القومي العربي، فان تعامل الرئيس بوش مع القضية، من خلال اللاءات التي أعلنها والضمانات المكتوبة التي قدمها لإسرائيل، يعد عدواناً صارخاً وافتئاتاً ظالماً على الفلسطينيين وأمن الأمة العربية بأسرها.
والرئيس بوش حين قرر من جانبه منع اكثر من أربعة ملايين لاجئ فلسطيني من العودة إلى ديارهم التي اقتلعوا منها، وحين اقر بيهودية دولة إسرائيلي ومن ثم فتح الباب لطرد العرب المقيمين فيها، وحين رفض انسحاب إسرائيل إلى ما وراء خطوط عام 67، وأيد استمرار المستوطنات المقامة فوق الأرض المحتلة.. حين فعل الرئيس ذلك كله بإرادة منفردة، ضارباً عرض الحائط بالقرارات الدولية المتعلقة بتلك الأمور، ودون التشاور مع أي طرف فلسطيني أو عربي، فانه في حقيقة الأمر اسقط عملياً مصطلح الصداقة من قاموس علاقة إدارته بالدول العربية جميعاً. اقرب دليل على ذلك أن الرئيس حسني مبارك رئيس اكبر دولة عربية كان قد التقى بالرئيس بوش في مزرعته قبل 48 ساعة من اجتماعه مع شارون، وكانت مسودة خطاب الضمانات الأمريكية لإسرائيل آنذاك معدة وجاهزة على التوقيع، ومع ذلك فان الرئيس الأمريكي لم يتطرق إلى الموضوع بكلمة، رغم أن مصر طرف أصيل في القضية، على الأقل من زاوية أمنها القومي، كما أنها محسوبة ضمن الدول الصديقة لواشنطون - ولم يخف الرئيس مبارك استياءه إزاء المفاجأة، التي اعتبرها بمثابة "صدمة" له.
هذه الواقعة إذا أضفناها إلى شواهد وقرائن أخرى مماثلة لها تفسير واحد هو أن واشنطون ليست معنية بأي حوار أو تشاور مع العالم العربي، الذي تراجعت أهميته الاستراتيجية نسبياً في حساباتها، بعد انتهاء الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفيتي، الذي كان منافساً ومتحدياً للنفوذ الأمريكي في المنطقة. إن شئت فقل إن الولايات المتحدة أصبحت مطمئنة إلى نفوذها في العالم العربي إلى درجة تصورت معها أن إرادتها نافذة، وكلمتها غير قابلة للرد. وبسبب ذلك فإنها لم تعد مهيأة ولا مستعدة لتضييع الوقت في التشاور مع العواصم العربية، واكتفت بتوجيه الرسائل إلى تلك العواصم، سواء كانت رسائل إملاء على "الأصدقاء" أو إنذار أو تهديد للمشكوك في صداقتهم. وهذا الموقف يقول لنا بصريح العبارة إن كل ما يقال عن "صداقة" بين العرب والولايات المتحدة في الوقت الراهن في حقيقة الأمر مجرد "مجاملات" اقتضاها حسن تسيير الأمور، أما في لحظة الاختيار فان الصداقة الحقيقية ستكون من حظ إسرائيل، وليس للعرب منها نصيب. وليس من شك في أن الرئيس بوش هو صاحب الفضل في إيصال هذه الرسالة أيضاً، الأمر الذي يضيف سبباً آخر لتوجيه الشكر إليه.
شاركت قبل أسبوع في مؤتمر حول الحوار بين الإسلام والغرب، دعت إليه الجامعة الإسلامية العالمية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وكان التحفظ هو محور الورقة التي قدمتها، وقلت فيها اننا نقيم المنتديات ونعقد المؤتمرات لمناقشة موضوع الحوار في حين أن الغرب فقد حماسه له ولم يعد مضطراً إليه، وفي ظل الخلل المشهود في موازين القوة فان الولايات المتحدة في ظل الإدارة الحالية تحديداً، نبذت فكرة الحوار، واختارت أن تملي وتأمر بعدما اقتنعت بأن أحداً لن ينكر عليها ما تفعله أو يقول "لا" لرغبة تبديها.
خلصت في ورقتي إلى أننا في ظل الخرائط والتحديات الراهنة ينبغي أن نقدم شعار المقاومة بمختلف صورها على الحوار، الذي لا نعارضه، ولكننا ندرك أن الولايات المتحدة بالذات لا تريده ولا تأبه به، وهي تمثل العمود الفقري للغرب الآن.
(4)
إذا كان هذا هو موقف صاحب "خريطة الطريق"، فقد عرفنا من الآن نهاية الطريق ومراميه، الأمر الذي يحسم الخلاف الذي ثار بين المعنيين بالأمر، الذين تعلق بعضهم "بقشة" الخطة المذكورة، بينما تشكك فيها آخرون. والحسم لم يجيء من عندنا، ولكن تكفل به الرئيس بوش حين كشف النقاب عن حقيقة الموقف الأمريكي، واختار بصورة لا تقبل الشك أن يصطف في الجانب الإسرائيلي، وان يتبنى رغباته على النحو الذي رأيت. من ثم فان الرئيس الأمريكي أعفانا من مواصلة الجدل حول الموضوع، ولذلك فالشكر له واجب.
وإذ "خدمنا" الرئيس بوش بحسمه الجدل حول خطة الطريق، فان فضله علينا شمل أموراً أخرى نسجلها له، منها على سبيل المثال:
@ انه اثبت أن القوة فوق الحق، ولا صحة للعكس كما يتصور آخرون. فهو حين اختار أن يرسم المستقبل الفلسطيني على الهوى الإسرائيلي، تجاهل كل ما له علاقة بالحق او الشرعية، واستند إلى شيء واحد هو شريعة الغاب و"هراوة" القوة العظمى. وباستدعائه تلك الحقيقة فانه بعث إلينا رسالة ضمنية تقول: انه لا أمل في استرداد أي حق للعرب والفلسطينيين إلا إذا عولجت موازين القوى. وتلك لعمري رسالة نفيسة، من تسلمها وعمل بها فقد سلك طريق الفوز والسلامة لا ريب.
@ انه بتجاهله قرارات الشرعية الدولية وباستسلامه المدهش للرغبات الإسرائيلية، التي هي في حقيقة الأمر بمثابة أفعال سياسية فاضحة، عاد بالصراع إلى صورته التي كان عليها في عام 1948. فإسرائيل الشارونية التي باركها الرئيس بوش تواصل الحرب التي جرت في ذلك العام، وأوقفتها "هدنة" استمرت أكثر من نصف قرن. وليس هذا الكلام من عندي، ولكنه كلام شارون الذي اعتبر نفسه قائداً يكمل مسيرة "الاستقلال"، ومن ثم فهو لا يزال يتطلع إلى التمدد ووضع يده على ما يسمونه "ارض إسرائيل"، مستخدماً في ذلك مختلف وسائل القمع والترويع والتهجير. وإذ ألغى بكلامه كل قرارات الشرعية الدولية التي صدرت منذ عام 48 بخصوص قضية فلسطين، فانه تعين على العرب أن يبدأوا من الصفر مرة ثانية ويدافعوا عن قضيتهم أمام الأمم المتحدة، وان يحاولوا تثبيت حقوقهم مرة أخرى في المحافل الدولية.
@ في نفس الوقت، فان الرئيس بوش بغلو موقفه وتماديه في الانحياز وضع الأنظمة العربية كلها في موقف حرج وفرض عليها أن تتحمل مسئوليتها إزاء القضية. إذ بوسع أي مواطن في الأمة أن يقول الآن: ها هي أمريكا التي راهنتم عليها لعدة عقود، وها قد ألقى رئيسها القفاز في كل الوجوه، فماذا انتم فاعلون وكيف ستردون؟ صحيح أن الرئيس مبارك يحدث عن ارتفاع معدلات الكراهية لأمريكا في المنطقة بسبب مواقف قادتها وسياستهم، وكان رأيه صائباً لا ريب، لكن إشارته سلطت الضوء على موقف الشعوب، وبقي السؤال الكبير حول موقف الأنظمة معلقاً ومنتظراً الإجابة.
@ لا نستطيع أن ننسى في هذا السياق أن موقف الرئيس بوش أسهم - مشكوراً -في تضييق المسافات بين منظمات المقاومة الفلسطينية، ومن ثم هيأ دون أن يقصد فرصة افضل لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني، وتلك نتيجة إيجابية للغاية. إذ أدرك الجميع أن المستهدف الحقيقي ليس حماس او الجهاد الإسلامي، ولكن القضية برمتها والشعب الفلسطيني بأسره.
(5)
إذا لاحظت أن اغلب الزعماء الأوروبيين انتقدوا بدورهم تصريحات الرئيس بوش، فان موقفهم هذا يسلط الضوء على بعد آخر في المشهد، خلاصته أن إطاحة الرئيس الأمريكي بالشرعية الدولية فيما عبر عنه، لا تعد عدواناً على القانون الدولي والأمم المتحدة فحسب، وإنما هي أيضا بمثابة إلغاء لدور أوروبا وازدراء له. وهو نفس النهج الذي اتبعه الرئيس الأمريكي في غزوه العراق، الأمر الذي رفع معدلات الرفض الأوروبي للسياسة الأمريكية. وقد عكس استقصاء الاتحاد الأوروبي الشهير هذه الحقيقة، حين بين أن أغلبية الأوروبيين يضعون الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بين الدول التي تهدد السلام العالمي (إسرائيل كانت الأولى بامتياز).
هذا الامتعاض الأوروبي لن يذهب بعيداً، ولكنه سيكون مجرد سحابة صيف في سماء العلاقات الغربية الغربية. أولا:ً إن أوروبا في كل الأحوال ليست مستعدة للاشتباك مع الموقف الأمريكي، خصوصاً إذا كان الأمر لا يمس مصالحها بصورة مباشرة. ذلك أن ما بين أوروبا وأمريكا هو في نهاية المطاف اكبر بكثير مما بينها وبين العالم العربي. وثانياً: لان الموقف العربي المتهافت لا يشجع أي طرف أوروبي على التضامن معه او المراهنة عليه، ولا نستطيع في هذه الحالة أن نطالب الدول الأوروبية أن تكون عربية اكثر من العرب أنفسهم. (لاحظ أن ذلك ما حدث أثناء التحضير لغزو العراق حيث كانت المظاهرات الأوروبية أضعاف المظاهرات التي خرجت من العواصم العربية). وهذه هي الرسالة التي سمعها اكثر من مسئول عربي زار باريس في الأسابيع الأخيرة، حيث قيل للجميع بلا استثناء: افعلوا شيئاً حتى نساعدكم.
إذا صح ذلك التحليل فانه يدعونا إلى عدم التعويل كثيراً على الموقف الأوروبي في مواجهة تغول واستكبار الأمريكيين. وإذا وضعنا هذه النتيجة إلى جانب المؤشرات السابقة التي مررنا بها، فان المحصلة سوف تتمثل في خلاصتين جوهريتين، لو قبضنا عليهما واستوعبناهما، فستكون تلك اثمن هدية يقدمها إلينا الرئيس بوش.
الخلاصة الأولى: إن الاعتصام بالمقاومة باختلاف صورها هو الموقف الذي لا بديل عنه للدفاع عن الحق الفلسطيني وحق الأمة في الدفاع عن أمنها وكيانها، في مواجهة هجمة الاستكبار الأمريكي الإسرائيلي. بله الموقف الوحيد أن شئنا الدقة، لان الخيار الآخر الذي يلوح في الأفق لا يتمثل إلا في الركوع والاستخذاء.
الخلاصة الثانية: إن الرهان على الولايات المتحدة في القضية الفلسطينية على الأقل خاسر بالمطلق، والرهان على أوروبا ليس فعالاً وهو في احسن أحواله عنصر مساعد وليس حاسماً. أما رهاننا الحقيقي - والأول بامتياز - فينبغي أن يكون على إرادة شعوبنا العربية، ومحيطنا الإسلامي الكبير. ذلك أننا إذا استقوينا بشعوبنا وامتنا فإننا قد نكون قد وضعنا أيدينا على مفاتيح القوة التي لا تقهر.
ترى، من يستلم الرسالة لكي يطمئننا ويطفىء النار التي تحرق قلوبنا، ويجنبنا العار الذي يراد لنا أن ننتهي إليه؟