DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سامية عباس مترجمة عراقية في المستشفى وزوجها بعد تعرضهما لاطلاق نار في المحمدية

المقاومة تصفهم بالجواسيس.. والحاجة و حب الامريكيين احيانا يسوقانهم لحتفهم

سامية عباس مترجمة عراقية في المستشفى وزوجها بعد تعرضهما لاطلاق نار في المحمدية
 سامية عباس مترجمة عراقية في المستشفى وزوجها بعد تعرضهما لاطلاق نار في المحمدية
يوما بعد آخر تطول قائمة القتلى من المترجمين العراقيين الذين يعملون مع قوات الاحتلال الأمريكي، فيما تشير إحصائيات غير رسمية ان عدد القتلى منهم تجاوز مائة مترجم مع مقتل احد المترجمين يوم الجمعة الماضي 23 من الشهر الجاري في العراق خلال عمله مع حارس من جنوب افريقيا يعمل لحساب الامريكان في هجوم شنه مسلحون عليهم. وكان اخر الضحايا امس المترجمة أمل علي أصيبت ابنتها إثر إطلاق النار عليهما وهي تقود سيارتها في مدينة المحمودية على بعد 25 كيلومترا جنوبي بغداد. وقال الطبيب إحسان يوسف مدير قسم الطوارئ بمستشفى المحمودية إن مجهولين أطلقوا النار على المترجمة وأردوها قتيلة فيما أصيبت ابنتها (5 سنوات). والمترجمون العراقيون الذين يعملون مع القوات الامريكية في العراق تتعدد مهماتهم وفق الجهات التي يعملون معها من شركات او قطاعات عسكرية او استخبارية او صحية ومنظمات انسانية، الا ان الاغلب منهم يعمل مع القوات الامريكية التي تتنقل داخل المدن العراقية مما يعرضهم الى الهجمات التي تؤدي لمقتل العشرات منهم، فيما تذكر تقارير مؤسسة الحضارة العربية مقرها في العراق في تقرير لها ان عدد المترجمين الذين قتلوا مع القوات الامريكية، او في حوادث اغتيال لتعاونهم مع تلك القوات قد تجاوز المائة منذ مايو من العام الماضي. كانت بداية عمل المترجمين دون عقود، بل تبرع عدد من العراقيين الذين يتقنون اللغة الانكليزية خاصة الى التعامل مع الامريكان بعد سقوط بغداد تحت الاحتلال وكان الهدف كما يقولون تعريفهم بالاوضاع العراقية ومنعهم من تجاوز الخطوط الاجتماعية الحمراء او الابلاغ عن جرائم السرقة والسلب والنهب التي عمت في العراق. وخلال الفترة القصيرة بعد سقوط بغداد تكونت لدى المترجمين خبرة وفرتها طبيعة عملهم واللقاءات المتكررة مع الامريكان فتعاقدت القوات الامريكية مع عدد منهم، لكن بعضهم تحول الى مخبر بدل مترجم، ففي مدينة بابل مثلا وحول لجنة اجتثاث البعث كان الشخص الذي يقوم بمهام الترجمة عضوا في اللجنة ،فكان يجيب على اسئلة الضابط الامريكي فيما يتماشى مع وضعه في اللجنة ومع ما يريد ان تقوم به هذه اللجنة، مما اوقع الامريكان وعددا من الناس الابرياء في مشاكل. ويذكر كثير من العراقيين ان هناك بعضا من المترجمين ليسوا من الذين لا يترجمون بامانة وموضوعية بل من النوع المنحاز الى الامريكان تماما وهو ما يطلق عليه (المتأمرك) اي الذي يميل الى الامريكيين كثيرا حتى لو كان ذلك على حساب ابن بلدته، وتظهر تصرفاتهم وسلوكياتهم جلية من خلال تعاملهم مع المواطنين لاسيما الذين تضطرهم ظروفهم لمراجعة مقار مكاتب الاحتلال الامريكي لسبب او آخر. فامام باب احد المقرات الأمريكية اخرج احد الزملاء الصحفيين هويته التعريفية والتي دخل بواسطتها الى المقر الامريكي وبدون الحاجة الى المترجم، ولكن حظه كان سيئا حيث تدخل المترجم ليمنع دخوله. مخبرا الضابط الامريكي المسؤول عن دخول المواطنين بان هوية المراسل قديمة (من عهد صدام) وليست قانونية رغم ان موعد صلاحيتها ينتهي في آخر ساعة لعام 2003 وهكذا كان نصيبه الحرمان من دخول مؤتمر صحفي بسبب (مترجم). (اليوم) حاولت استطلاع شؤون وشجون بعض المترجمين من خلال لقاءات معهم.. فقال المترجم سعدي الذي يعمل في بلدية الرشيد حيث اتخذته القوات الامريكية مقرا لها، بان المراجعين العراقيين يتلقون تعاملا جيدا وصدرا رحبا من لدنا، ونحن نبذل ما في وسعنا من اجل اقناع المواطن حول القضية التي يراجع بصددها رغم المجهود الكبير الذي نبذله في عملنا الذي يستمر لـ(12) ساعة يوميا، حيث يبدأ عملنا من الساعة السابعة صباحا وحتى السابعة مساء وباجور شهرية تبلغ بين (400 ـ 500) دولار في الشهر. لكن زميله المترجم محمد يقول بأنه في داخله غير راض بالعمل مع الامريكيين وربما تشكلت صورة سيئة عنا لكن لابد وان تكون هناك حلقة وصل بين قوات الاحتلال والمواطنين. احد المترجمين الشباب الذي رفض الكشف عن اسمه مواليد 1974 يؤكد بأنه قد حصل على شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية قبل سقوط النظام بقليل،ولم يتقدم للتعيين في اية دائرة حكومية وذلك لانه ينتظر دخول الشركات الاجنبية ليتعين في احداها وحين وصول هذه الشركات تقدم للعمل مع الامريكيين لانه وكما يقول (احب الامريكان من كل قلبي) وعندما سألناه عن السبب اجاب(لانهم اقوى دولة في العالم). هذا المترجم الشاب كان يرتدي الزي العربي ويبدو انه كان يستعمله للتمويه، وذلك لان غالبية الناس وكما يقول يكرهون المترجمين، لاسيما اتباع النظام السابق ويهددون بقتلهم، مضيفا القول ان بعض المترجمين يؤدون واجبهم بكل امانة، في حين ان البعض الآخر يسيئون لانفسهم عندما يستغلون تواجدهم مع الامريكيين ويتعاملون بشكل فظ مع الناس ولا يساعدون في ايصال وجهة النظر العراقية الى الامريكيين بصورة صحيحة، وهذا مايفسر احيانا الجفوة بين الامريكيين والمواطنين العراقيين بسبب سوء الترجمة. وحين اقتربنا من احد المترجمين الذي فضل عدم ذكر اسمه ولكن يبدو عليه انه في سن الثلاثينات وذو خبرة في التعامل مع الموقف، وسألناه عن الراتب الشهري الذي يتقاضاه المترجم فقال:الامر يختلف من مترجم الى آخر ومن موقع عمل الى آخر فبالنسبة لعملي مع الدوريات يتطلب مخاطرة نسبية اكثر من المترجمين الذين يقومون بعملهم في دوائر ثابتة ولهذا فان الاجور تكون اعلى نسبيا، وعلى العموم فلا تزيد في معظم الاحوال على 500 دولار شهريا. ويقول الامريكيين الحقيقة الوضع مزعج بعض الشيء مع الباعة الذين يفترشون الشارع اذ نسمع كثيرا من التعليقات ولكن البعض يتجنب التحدث او الاقتراب منا لوجود الامريكيين معنا؟، وقد نواجه حوادث مؤسفة حيث قتل بعض زملائي اثناء هجمات مختلفة على الامريكيين، ويروي انه في احدى المرات فكر في ترك العمل لولا الحاح زوجته على ضرورة الصبر وتحمل ظروف العمل لاجل المعيشة، ويشير انه مسؤول عن سبعة اشخاص بين زوجته واطفاله واخواته. ويقول بشكل عام المعاملة جيدة مع الامريكيين لكوننا نتفاهم معهم بلغة واحدة ولو ان بعضهم يفهم العربية لكونه قضى فترات في القواعد الخليجية او بحكم احتكاكه مع العرب في بلده، ولكن على الفرد ان يتجنب الحديث معهم في اوقات عصيبة معينة خاصة اثناء مواجهة الهجومات وغيرها حيث يتطلب منا الهدوء في التعامل معهم. اما موضوع المترجمات فهو مثير وغريب، فهناك انتقادات كثيرة وجهت وتوجه الى المترجمات العراقيات اللواتي جازفن للعمل مع القوات الامريكية، بل تجرأ بعضهن الى مرافقة الجنود في جولاتهم الميدانية في الشوارع والاسواق وكثيرا ما صادفنا سيارة امريكية وهي تحمل مترجمة عراقية شابة تقوم بالترجمة لهم.. بعض المترجمات اظهرن تجاوبا كبيرا ورغبة جمة للعمل مع الامريكيين بل قام البعض منهن بارتداء قميص عسكري امريكي مع قبعة عسكرية امريكية ايضا والبعض ارتدين ملابس لا تتلاءم مع المجتمع العراقي وتقاليده، و تحررهن هذا قد انعكس على طريقة تعاملهن مع المواطنين حيث هذا النمط من المترجمات يتصف غالبيتهن بالاسلوب الجاف مع عموم المواطنين ويؤمن دائما بوجهات النظر الامريكية ..فقد شكا عدد من الموظفين العاملين في المجمع النفطي من سلوكيات احدى المترجمات المرافقات للامريكان ومن اسلوبها الفظ مع الموظفين. وقالت مترجمة تعمل في احدى مقرات القوات الامريكية بان ثلاثة ارباع المترجمات يتغير سلوكهن بمجرد العمل مع القوات الامريكية ويعتقدن أنهن في موضع القوة وهي ليست بالتأكيد من هذا الصنف. اما عن الاعتداءات التي حصلت ضد المترجمين فقد اخبرنا مترجمون بأنهم قد تعرضوا حقيقة للاعتداءات، وقد تعرض مترجم لرصاصة مهاجم مجهول استهدفت جنودا امريكيين كان يرافقهم حيث اصيب في كتفه وقد قرر بعد هذا الحادث عدم الخروج ميدانيا مع القوات الامريكية واكتفى بالعمل الثابت في المقرات لكنه احيانا يرافق جنودا امريكيين ومجموعة من قوة الطوارئ العراقية في احد الشوارع الرئيسة حيث كانوا يزمعون مداهمة بعض البيوت التي يشكون باقتنائها للاسلحة، وبرر خروجه معهم في ان زميله المترجم كان مجازا لاسباب مرضية، وانه غاب عنه لحين عودته من الاجازة. اما اهالي حي القاهرة في بغداد فقد وجدوا مترجما مقتولا في داره وكلهم يؤكدون السبب في هذه النهاية المؤلمة لكونه -حسب رأيهم- كان ضحية عدم ترجمة الكلام للامريكيين عن عناوين قيادات جيش صدام -كالفدائيين وجيش القدس وقادة كبار وغيرهم. وفي مناطق اخرى كان الحديث عن مقتل مترجمين يعطي صورة وهوية مختلفتين للقاتل المجهول فيقولون ربما لان المترجم كان قد ترجم كلام المبلغين عن فلول صدام وعناوينهم فقتله انصار صدام جزاء خيانته. ولكن يبقى حال المترجمين اكثر خطورة من أي حال آخر فالرصاص وقنابل المقاومة لا تفرق بين مترجم وامريكي، فالجميع اهداف منتخبة للحظة ما وما دام العمل مع قوات الاحتلال هو هدف المترجمين فان هدف المقاومة اصطيادهم في أي مكان.
الجنود الامريكيون اثناء مداهمة منزل في الفلوجة
أخبار متعلقة