اكد خالد احمد بن سليم مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي ان المشاريع الكبرى الجاري تنفيذها حاليا توفر دعما كبيرا للسياحة في الامارة.
واشار الى ان القطاع الفندقي في دبي شهد توسعا كبيرا خلال السنوات المقبلة حيث من المتوقع ان تزداد السعة الفندقية في دبي بمقدار 3423 غرفة وجناحا جديدا بحلول عام 2006 باستثمارات ضخمة تتجاوز مليارات الدراهم.
ومن المتوقع ان يشهد النظام الفندقي دخول لاعبين جدد وضخ استثمارات جديدة حيث يجري حاليا انشاء عدد من الفنادق مثل فندق المروج روتانا وفندق السيف ريزدرت آند سبا ومنتجع خور دبي وفندق الحمرية وفندق موفنبيك دبي.
وفندق جروفيذور هاوس وفندق روبنسون سيلكت وفندق وترفرنت بالاضافة الى فندق هيدروبولس وفندق ابيروتيل وفندق شانغريلا تريدرز الى جانب فندق كمبنسكي.
واضاف ابن سليم ان دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي تعكف على وضع خطة استراتيجية شاملة بالتعاون مع القطاع الخاص بكافة فئاته والمؤسسات الحكومية ومسؤولي المشاريع الجديدة في دبي، لتلبية احتياجات الامارة المستقبلية على الصعيد السياحي وذلك بعدما نجحت الخطة الاستراتيجية السابقة في تحقيق اهدافها الموضوعة قبل المدة المقررة لها، حيث من المقرر الانتهاء من وضع الخطة الجديدة خلال العام الجاري.
وفي حوار مع (الخليج) قال خالد احمد بن سليم مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي ان نسب الاشغال المرتفعة في فنادق دبي التي تراوحت بين 90 ـ 100% طوال العام 2003 تظهر بوضوح نجاح الجهود الترويجية للامارة في كل ارجاء العالم، وهو الامر الذي ادى الى خلق مشكلة من نوع جديد تتلخص في عدم وجود طاقة استيعابية كافية لتلبية الطلب المتزايد من قبل الراغبين في زيارة دبي وخصوصا من اوروبا.
واكد ابن سليم ان شركات السياحة الاوروبية وخصوصا الالمانية منها التي شاركت في معرض برلين الذي يعد اكبر معرض في العالم واقيم في مارس/ اذار الماضي قدرت معدلات الزيادة في الطلب على السفر الى دبي بما يتراوح بين 170 الى 200% موضحا ان ذلك يعود الى النجاح الكبير الذي حققته الدائرة في التسويق لدبي والذي دفع شركات السياحة الكبيرة لوضع دبي ضمن برامجها المنتظمة وحملاتها التسويقية المختلفة التي تنفذ على مستوى كبير، غير انها لاتجد القدرة على الاستيعاب الكافي للطلب على هذه الوجهة.
واشار ابن سليم الى انه تم تشكيل لجنة خاصة للتعامل مع هذه الاوضاع حيث تشهد دبي الكثير من الاحداث، وهناك محاولات لتوزيع هذه الفعاليات بطريقة ما على مدار العام بشكل يساعد على الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية الموجودة، بالاضافة الى ان هناك عددا من الحلول والخيارات الاخرى التي تتم بلورتها حاليا للتوصل الى افضلها.
ولفت ايضا الى ان المشاريع الكبيرة التي تنفذ في دبي حاليا، توفر دعما كبيرا للسياحة في الامارة، ليس فقط على صعيد توفير غرف فندقية، ولكنها ستوفر ايضا منتجعات شاطئية متكاملة تفتقر اليها الى حد ما صناعة السياحة في دبي، حيث ستشهد السنوات القليلة المقبلة توافر مجموعة جديدة من الفنادق الشاطئية على اعلى المستويات بالتزامن مع خطط تنظيم حركة السير والتوسعات الكبيرة في مطار دبي الدولي والتي تتواكب كذلك مع زيادة عدد الرحلات بين دبي والعديد من الاسواق العالمية الكبيرة لاسيما غير طيران الامارات وذلك ضمن منظومة الخطة الاجمالية المتكاملة للامارة.
وقال ابن سليم ان عائدات السياحة في عام 2003 اسهمت بـ 17% من اجمالي الناتج المحلي لدبي، حيث بلغ اجمالي عدد نزلاء الفنادق والشقق الفندقية في العام الماضي 98ر4 مليون شخص قضوا 3ر10 مليون ليلة سياحية فندقية مقارنة مع 94ر8 مليون ليلة في عام 2002 أي بزيادة 2ر15% على صعيد الليالي الفندقية، فيما بلغ اجمالي الانفاق في عام 2003 ما يزيد على 53ر4 مليار درهم بزيادة 3ر18 على اجمالي الانفاق في عام 2002 والبالغ 83ر3 مليار درهم، متوقعا ان يشهد العام الجاري تحقيق نتائج افضل على كل المستويات.
وفي ما يلي نص الحوار:
ـ بعد مرور ما يزيد على العامين على اطلاق رؤية الفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في شأن استقطاب 15 مليون سائح الى الامارة في عام 2010.. أين موقع دبي اليوم على خريطة السياحة العالمية؟ وما ابرز الانجازات التي تحققت على ارض الواقع؟
ليس ادل على النجاح الذي حققته دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي في تنفيذ رؤية سمو ولي عهد دبي من نسبة الاشغال العالية التي تشهدها فنادق الامارة خلال هذه الاونة والتي شهدتها طوال عام 2003 الماضي، حيث عادة ما تعبر ارقام نزلاء الفنادق والشقق الفندقية عن حجم الاقبال السياحي بشكل أدق من عدد الزوار بشكل عام وفي الوقت الذي شهدت فيه كل بلدان العالم انخفاضا كبيرا وتراجعا حادا في اداء القطاع السياحي في عام 2002 استطاعت دبي ان تحقق نموا يفوق الـ 30% وعلى الرغم من الاحداث العالمية وتلك التي شهدتها المنطقةخلال عام 2003 نجحت دبي ايضا في تحقيق نمو يصل الى 5% وذلك يعود الى القرارات الحكيمة لحكومة دبي التي دعت الى عدم النظر الى الجوانب السلبية للامور والسعي الى الاستفادة منها عبر المبادرة والابتكار.
@ وقد خلق هذا النجاح والطلب المتزايد على دبي، مشكلة من النوع الحميد تتمثل في عدم وجود طاقة استيعابية كافية لتلبية الطلب المتزايد. كيف تواجهون اذا هذا الوضع؟
ـ هذا الوضع له شقان، الشق الاول يمثل حافزا وفرصة للمستثمرين للاستثمار في المنشآت الفندقية مع التوسع علىهذا الصعيد باعتباره قطاعا واعدا، وعائداته جيدة ومضمونة في ظل زيادة الطلب المشجعة، سواء للمستثمرين الحاليين او الجدد، وهو ما سيكون له مردود واضح وكبير بالنسبة للاقتصاد المحلي، لان الاستثمارات في هذا القطاع ستؤدي الى تنشيط العديد من القطاعات الاخرى وخصوصا قطاعات المقاولات والاستشارات الهندسية.
اما الشق الآخر فيتمثل في النتائج التي ترتبت على نجاحنا في دائرة السياحة والتسويق التجاري في تسويق دبي، بشكل ادى الى زيادة الطلب عليها عالميا، حيث قامت شركات سياحية كبيرة وعديدة، بناء على هذا التسويق بوضع دبي في برامجها السياحية المنتظمة، كما قامت بالتسويق لها على مستوى كبير في كافة مطبوعاتها واتفاقاتها مع وكلاء السفر، في الوقت الذي لم تجد فيه الاستيعاب الكافي الذي يمكنها من تلبية الطلب المتزايد. وفي معرض برلين للسياحة الذي اقيم في مارس/ آذار الماضي والذي يعد اكبر معرض من نوعه في العالم، وخلال المقابلات التي اجريت مع كبرى شركات السياحة الاوروبية والالمانية، كان هناك ما يشبه الشكاوى من قبل هذه الشركات من ازدياد الطلب على دبي بمعدلات تتراوح بين 170 ـ 200%.
@ وماذا اعددتم لتلبية هذا الطلب المتزايد؟
تم تشكيل لجنة للتعامل مع هذه الاوضاع وتنظيمها، حيث تشهد دبي العديد من الاحداث والفعاليات. وهناك محاولات حاليا لتوزيع هذه الفعاليات على مدارالعام بطريقة معينة تساعد على تحقيق الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية الموجودة، كما تجرى دراسة لكيفية الاستفادة وتنظيم الحجوزات التي يتم إلغاؤها.
@ وهل هذا يكفي لمواجهة هذه التحديات؟
ـ هناك حلول اخرى تنتظر البلورة، وهناك ايضا خيارات اخرى نحاول التوصل الى افضلها، وسيتم الكشف عنها قريبا، بالاضافة الى ان مشاريع دبي الجديدة مثل مشروع (النخلة) تمثل دعما كبيرا لصناعة السياحة، ليس فقط لكونها توفر مزيدا من الغرف الفندقية ولكن لانها توفر ايضا منتجعات شاطئية نعاني من نقصها في دبي، في الوقت الذي تشهد فيه طلبا كبيرا ونتيجة لمبادرات حكومة دبي ودعمها لهذه الامور، فان السنوات القليلة المقبلة ستشهد اقامة مجموعة جديدة من الفنادق الشاطئية على ارقى المستويات، وهو ما يتزامن مع تنظيم حركة السير في دبي والتوسعات التي يشهدها مطار دبي الدولي ضمن الخطة الاجمالية لدبي، حيث اننا الآن في مرحلة العمل الدؤوب واستحداث اسواق جديدة وتوسيع الاسواق الحالية في ظل المعطيات الكثيرة التي تبشر بالخير، الى جانب زيادة عدد الرحلات بين دبي والأسواق العالمية المختلفة التي تركز عليها الدائرة، حيث ستشهد السنوات القليلة المقبلة توفير كافة التسهيلات لصناعة السياحة بشكل عام.
@ ما خطط الدائرة المستقبلية للوصول الى التحقيق الشامل لرؤية سمو ولي عهد دبي؟
ـ الدائرة لديها خطة استراتيجية تحققت اهدافها قبل المدة المقررة وتعمل حاليا على وضع خطة استراتيجية شاملة بالتعاون مع القطاع الخاص بكل فئاته من شركات سياحية وفنادق ووكلاء سفر وغير ذلك، الى جانب المؤسسات الحكومية ومسؤولي المشاريع الجديدة في دبي، لتلبية الاحتياجات المستقبلية لمدينة دبي، بالاضافة الى التركيز على الاسواق الخارجية من خلال المكاتب الخارجية للدائرة والعاملين في هذا المجال في الخارج، حيث من المقرر الانتهاء من وضع الخطة خلال العام الجاري، اذ ان التغيرات والتوسعات والمبادرات الجديدة، تجعلنا دائما نراعي المرونة في وضع التصورات، ولكن هناك حاجة ماسة الى هذا التوسع بعد ان هيأنا طلبا من شرائح مختلفة على دبي.