وصف قائد أمريكي سابق في سجن ابو غريب قرب بغداد حالة مذرية من الفوضى تسود بين السجناء العراقيين قتل خلالها حراس أمريكيون أربعة على الاقل خلال حادثي شغب. وقاد اللفتنانت مايكل درايتون سرية الشرطة العسكرية رقم 870 وقوامها 124 جنديا في الفترة من نوفمبر تشرين الاول الى مارس أذار في السجن الذي سلطت عليه الاضواء بعد نشر صور الاسبوع الماضي لسجناء عراقيين يتعرضون للانتهاك.
وقال درايتون في حديث لرويترز: يجب أن يفهم الامر رغم صعوبته. العراقيون لا يفهمون سوى أسلوب القوة. وأضاف: اذا حاولت الحديث معهم شخصا لشخص كانسان عادي لن يحترموك ولن يفعلوا ما تريد سواء كانوا سجناء أو أشخاصا عاديين في الشارع. وتابع: لذلك يجب استخدام العنف معهم بشكل ما. ومضى يقول: هناك عامل محبط في التعامل مع العراقيين, الكل أيا كانوا اذا أمضوا وقتا كافيا بين العراقيين فانهم يريدون خنقهم.. لكنهم يدركون الحدود. يدركون أنهم لا يمكنهم ذلك. وتحدث درايتون وهو أحد المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب الخليج الاولى عن تدفقات كبيرة لتقارير عن وقوع مشاكل مثل اغتصاب السجناء للصبية في السجن. كما تحدث عن عمليتي شغب تسببتا في قيام جنود من سريته بقتل سجناء عراقيين.
وقال: هؤلاء السجناء كانوا يلقون الطوب ويصيبون الجنود ويتسببون في ايذاء بدني لذلك كان من حقهم (الجنود) قتلهم وقد فعلوا ذلك.. في حادث شغب واحد سقط اثنان أو ثلاثة قتلى. وقال أن اثنين من المحرضين على حادثة شغب أخرى قتلا كذلك. وبعد الكشف الاسبوع الماضي عن أن جنودا أمريكيين عذبوا سجناء قال الجيش الامريكي يوم الاربعاء ان 25 سجينا توفوا في العراق وافغانستان أثناء اعتقال الامريكيين لهم.
وكان بينهم عراقيان قتلهما أمريكيون وحالة قتل وصفت بأنها قتل مبرر و12 وفاة نتيجة أسباب طبيعية أو أسباب لم تحدد. ومازال يجري التحقيق بشأن عشر وفيات.
وأدان درايتون أفعال رجال ونساء من وحدة مختلفة صوروا سجناء عراقيين في سجن أبو غريب في أوضاع مشينة. وقال: أنهم يضعون هذه الصور على المكتب وهم فخورون بها رغم ان ما فعلوه كان مقززا.. ما فعلوه خطأ جسيم. وتابع أن التدفق الكبير للسجناء خلق حالة من الفوضى في السجن الذي اشتهر بسمعته السيئة عن التعذيب في عهد صدام حسين. وقال ان أغلب السجناء هناك معتقلون أمنيون لم يدانوا بارتكاب مخالفات غير أن هناك بضع مئات أدانتهم محاكم عراقية في جرائم.
وتنظم الشرطة العسكرية الامريكية دوريات لحراسة السجن مدتها ما بين 12 و18 ساعة. وقال درايتون: في اي وقت كان لدينا 250 على الاكثر من الشرطة العسكرية وأكثر من سبعة الاف معتقل أمني وما بين 400 و500 سجين فعلي.
وتابع: ينتابك شعور بالانهيار بسبب الافراط في العمل وكان الامر محبطا للغاية. ومضى يقول ان مسؤولي المخابرات العسكرية كثيرا ما استجوبوا السجناء لكنهم لم يساعدوا في ادارة السجن.
وفي اطار مناخ العنف الذي ساد السجن بسبب أعمال الشغب التقط الجنود الستة هذه الصور التي قادت الى احالتهم للمحاكمة العسكرية. وقال ان السجناء الذين التقطت صورهم مجرمون كان من المستبعد أن يقدموا معلومات مفيدة وليسوا معتقلين امنيين. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أحد العراقيين الذين ظهروا في الصور وهو حيدر عبد انه لم يستجوب على الاطلاق ولم يوجه اليه أي اتهام. وقال درايتون ان الانتهاكات ارتكبت: من جانب عدد محدود من الافراد الذين شعروا أنهم يتعاملون مع السجناء بطريقتهم. وأضاف: السرية نفسها المتورطة تضم مجموعة جيدة للغاية. انهم مجرد قلة من الفاسدين. ووصفهم بانهم جنود شبان ليس لديهم ما يميزهم من وست فرجينيا وماريلاند.
وقال: يجب فهم أن غالبية العراقيين غير متعلمين على الاطلاق كما أنهم على مدى أكثر من 30 عاما مضت لم يعوا شيئا سوى الترويع والقوة وسوء المعاملة...قل لاي عراقي أن يفعل أي شيء فلن يفعله.. يجب أن تصرخ فيهم حتى يزرق وجهك.