أخبار متعلقة
الصداقة لها شروطها الاجتماعية والأخلاقية والنفسية لذلك نجد أن الخطر يداهم الشباب حينما تكون هناك فوارق عمرية،فمن الخطأ أن نحكم على صداقة سليمة ومتكافئة بين شخصين أحدهما أكبر من الآخر خصوصاً في المرحلة الشبابية بأنها غير مثالية حيث يظهر التأثير من جانب واحد وهو الأكبر الذي يؤثر على أسلوب صديقه الأصغر الذي قد يكتسب سلوكاً متعارضاً مع عمره مما يهدد الصداقة بالتبعية وتعدي التواصل الدائم كما هو متعارف عليه في هذه الصداقات, "اليوم" رصدت مدى تقبل الأطراف المعنية للعلاقة المتكافئة وسلبياتها التي قد تضع الصداقة في قفص الاتهام!!
عبر ونصائح
بداية تحدث الشاب إبراهيم الضريس قائلا:لاشك في أن الصداقة مع من هم أكبر مني سنا شيء إيجابي بالنسبة لي،حيث ستتيح لي تعلم دروس وأخذ عبر ونصائح ممن هم أكبر مني
لاسيما أنهم أعلم منا بشؤون الحياة وأقدر على مواجهة مصاعبها ولكن هناك أناس قد يرون أنه أمر سلبي وهم بالطبع يرون الأمر من منظور مختلف ولا يضعون هذه الإيجابيات في الاعتبار،لذا فأعتبر أمرهم سلبياً لأنهم لم يراعوا الأمر من جميع النواحي بل أخذوه من منظور واحد وهذا التفكير الخاطئ ولد في مجتمعنا نظرة سلبية خاطئة لمن يصادق أشخاصاً أكبر منه وهذا ما يدفع كثيرا من الشباب إلى تجنب مصادقة من لا يقربونهم في السن خوفاً من نظرة المجتمع وما سيظنه الناس فيهم وإن كانوا يصدون مصادقة من هم أكبر منهم في السن وأعتقد أن هذا هو سبب الانحطاط الذي يعيشه شبابنا حيث إن احتكاكهم واختلاطهم يقتصرعلى من يقاربهم في السن فتجدهم يجهلون كثيراً من أمور الحياة وتجاربها .
ويحدد عبد الله الحديثي هذا الفارق في عدد معين من السنوات حيث إنه يعتبر أن مصادقة كبار السن بفرق بسيط لا يتجاوز السنتين قد يكون أمرا إيجابيا يستطيع الشاب من خلال هذه الصداقة أن يستفيد من تجارب غيره في حدود مستواه العقلي والنفسي أما إذا كان الفارق أكبر من ذلك فإن هذا أمر غير مقبول لأنه كلما زاد الفارق في السن تزداد معه الاختلافات في مستوى التفكير واختلاف في الاهتمامات وقد يولد ذلك مشاكل ستؤثر بالطبع في تكوين شخصية الشاب وبما أن هذا السن هو سن النضوج فإن حدوث أي خطأ سلبي فيه سيؤثر على شخصية الشاب طوال العمر.
قدوة حسنة ويقول عبد الله العبد الرحمن: إن الفارق في السن ليس له علاقة فصداقات الشاب تعتمد اعتماداً كلياً على الأشخاص الذين سيصادقهم فبالنسبة لي أختار أصدقائي ممن أرى فيهم قدوة حسنة لي وممن يحظون بتقدير واحترام من حولهم بغض النظر عن أعمارهم ولكن أراعي التقارب في مستوى التفكير فالولد الصغير الذي يتمتع بعقلية متفتحة وناضجة أفضل عندي بكثير من الشاب الذي يقاربني في العمر وتكون عقليته متحجرة وطائشة إن لم يضرك فإنه لن ينفعك وإن كان هناك من الناس من يرون في هذا عيباً فهو أمر غير مهم بالنسبة لي،وما يهمني غير رأيي الشخصي واقتناعي بنفسي وثقتي في اختياري أكبر من ذلك لأني أرى كثيرا من الشباب يجد في شخص معين كل مواصفات الصديق التي تجذبه ولكن اختلاف عمره يحول بينه وبين مصادقته فهو يخاف من نظرة الناس له فهذا شخص مخطئ والخطأ الأكبر هو النظرة السلبية الخاطئة لمجتمعنا الذي أوجد هذه الفكرة. سلبيات وإيجابيات ويؤكد إبراهيم الحديثي أن صداقة الكبار أمر له سلبيات وإيجابيات فإيجابياته اكتساب الشخص خبرات أكثر واطلاعه على تجارب غيره في الحياة فلا يمنع أن يكون للشاب صديق واحد أكبر منه وأن يكون على خلق ومشهود له بالصلاح يستفيد من خبراته ويتعلم من تجاربه وكذلك الأمر مع من هم أصغر منه سناً فما المانع أن أفيد ممن هو أصغر مني بتجاربي في الحياة كما علمني من هو أكبر مني أما أن تكون صداقات الشاب جميعها مع من هم أكبر منه سناً فهذا أمر سلبي لأنه قد يولد عند الشخص شعوراً بالنقص في شخصيته عمن هم حوله مما سيدفعه إلى ارتكاب أفعال مشينة كالتدخين والتفحيط ليشبع شعوره بالنقص .
وأوضح قائد فرقة كشفية خالد الغامدي أن هذا الأمر هو ما حرص عليه إيماناً منه بأن احتكاك الشاب مع من هم أكبر منه سناً سيفيدهم في تكوين شخصيتهم والاستفادة من تجارب من هم أكبر منهم في حياتهم العملية كثيراً ولكن من واقع اطلاعي على تكوين الصداقات بين الشباب اكتشفت أن كثيراً منهم يعي هذه الإيجابية ولكن يخافون نظرة المجتمع ويعتبرونها نظرة سلبية خاطئة,وبينما أنا أشجعهم على تكوين صداقات متميزة مع من أكبر منهم سناً إلا أنني لا أعتبر نظرة المجتمع سلبية خاطئة بل إنه بالفعل أن هذه الصداقات لن تمر على الشاب مرور الماء في النهر بل إنها ستغير شيئاً كثيراً في حياته وفي شخصيته فإن لم تكن إيجابية فستنعكس سلباً تلقائياً: ولا يخفى على الجميع ما انتشر في عصرنا من وسائل الغزو الفكري بين الشباب وما انتشر من أساليب هدامة ينقلها بعضهم لبعض ولإيجاد معامل التوازن بين ما نرجوه من إيجابيات احتكاكهم بمن أكبر منهم وما سينتج عن ذلك من سلبيات في ظل إهمالهم وعدم رقابتهم كانت هناك فكرة إنشاء هذه الفرقة التي أوجدت كياناً اجتماعياً تمكن لهم الارتباط بمن هم أكبر منهم سناً بكل ارتياح واطمئنان دون الوقوع في سلبيات أخرى ناهيك عن أن نظرة المجتمع من حولهم ستكون مختلفة بالطبع عن سواهم من الشباب حيث إنهم أعضاء فرقة كشفية واحدة تقدم خدماتها للمجتمع عامة قبل أن يستفيدوا هم أنفسهم من وجودهم في هذه الفرقة . وقت فراغ
وعن رأي الأخصائيين الاجتماعيين يقول المرشد الطلابي بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل أن اختيار الشاب أصدقاء أكبر منه أمر مرفوض لأن من الواجب عقلاً أن تكون صداقة الشباب في نفس عمره حتى يستطيع أن يقضي معهم وقت فراغه دون أن يؤثر فيه سلبا لأن احتكاك الشباب بمن هم أكبر منه يعني أنه انسان يسبق الأحداث ويستعجل وقوعها وهذا سينطبع على شخصيته سلبياً حيث ستجده إنسانا متهورا في جميع قراراته وتصرفاته لأن استباقه للزمن في اختيار صحبته سيجعله مسابقاً للزمن في اتخاذ أي قرار في حياته وفي قيادته السيارة مثلاً ستجده يقود السيارة بسرعة جنونية مستبقاً بها الزمن وهذا أمر خطير .
أما من يعتقد أن احتكاك الشاب بمن هم أكبر منه سناً سيستفيد من تجاربه فهذه نظرية خاطئة لأن الشاب لا يمكن أن يتعلم من تجربة لم يمارسها ودليل ذلك أننا نجد آباء يشغلون مناصب عالية في المجتمع ولهم تجربة ناجحة في الحياة وفي الوقت نفسه لا نرى أن أبناءهم وصلوا إلى ما وصل إليه آباؤهم ولو كان الشاب يستفيد من تجارب من هم أكبر منه سناً لاستفاد هؤلاء الأبناء من تجارب آبائهم . أساس معين وأعتبر المرشد الطلابي سعد العويس بالكلية التقنية بالدمام أن نظرة المجتمع لمن يخالط أناسا أكبر منه سناً ليست نظرة إيجابية الا إذا كانت علاقتهما مبنية على أساس معين كعلاقة المدرس والطلاب أو إذا وجد شابان مختلفان في العمر ولكنهم ينتمون لنشاط طلابي واحد أو تأدية عمل معين فستكون نظرة المجتمع لهم ستكون مشبوهة.
ويرى أن إيجابيات مثل هذه العلاقة وسلبياتها تكشف أن اختلاط الشاب بمن هم أكبر منه سناً أمر سيفيده كثيراً في حياته العلمية والعملية إذا كانت تلك الصحبة على درجة عالية من الأخلاق وهو أمر يصعب توافره في الوقت الحاضر؟؟
ماذا يدور في هذا الحوار