الاسم الجميل يبعث في النفس طمأنينة وارتياحا، وكما تحب أن يناديك الطلاب يا استاذي، أو معلمي الفاضل. فكذلك الطالب يحب أن يسمع اسمه الحقيقي أو كنيته..
أما قرأت هذا البيت:
أكنيه حين أناديه
ولا ألقبه والسوءة اللقب
إن قولك تفضل يا محمد، يا سعد، يا علي،.. الخ يجعل الطالب ينظر لك باحترام أكثر.
فكيف اذا قلت له تفضل يا أبا حسن، لو تكرمت امسح السبورة يا أبا خالد.. قم يا بطل.. اجلس يا متفوق..
إن هذه اكنى قد تكون مفقودة في مدارسنا. على أن هذا الاسلوب منهج نبوي عظيم.
خذ مثالا. دخل المربي الأول صلى الله عليه وآله وسلم دار امرأة، فرأى صبيا صغيرا، فأراد أن يلاطفه فقال له: يا أبا عمير ما فعل النغير؟ أرأيت أخي المعلم كيف يخاطب الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الأطفال؟ إذا فكيف بالكبار!! فهم من باب أولى.
اخي المعلم حاول أن تطبق هذا الاسلوب على أحد طلابك أو أحد أبنائك. وانتظر النتيجة.
أذكر أن طالبا في أحد الفصول التي أدرسها لا يأتي بالواجبات المنزلية. وكنت أحثه على أداء الواجب ولو كان ينقله من زميله، فما ان أحضر الواجب لي، كتبت على دفتر الواجب (ممتاز يا قائد الفصل)!!
أتعلم ماذا حدث؟ لقد غير هذا الاسلوب في الطالب ما لم تغيره الكلمات الساخرة، أو التهديد العنيف، أو الضرب المبرح. فكان يحضر الواجب دائما، ولم أذكر أنه تأخر مرة واحدة. ومن الطريف كان يقول لي: لا تنسى كتابة الثناء يا أستاذ.
أخي المعلم: حاول أن تخاطب أحد المعلمين في المدرسة دون أن تضع لقبا: يا استاذ... أعتقد أن شعوره سيكون سيئا للغاية، لماذا؟ لأنك لم تخاطبه بما يستحقه. إذا لماذا لا تخاطب الطلاب بماتحب أن يخاطبوك.
أخي المعلم: إذا علمت أن ثمة أسماء أو ألقابا ليست مرغوبة في مجتمعنا، فاحذر كل الحذر أن تنادي الطلاب بهذه الأسماء أو الألقاب، جاء رجل الى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يشكو عقوق ابنه له. فاستدعى عمر الابن وسأله عن سبب ذلك.
فقال الابن بكل أدب: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال عمر:نعم. قال فما هي؟
قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن.
فقال الابن: إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك. أما أمي فإنها زنجية، وقد سماني جعلا (أي خنفساء)، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا. فالتفت عمر الى الرجل وقال له: جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك.
أخي المعلم لنسم أبناءنا وطلابنا بأجمل الأسماء، ونناديهم بما يحبون، فقد نستحوذ على مسامعهم ونجعل نفوسهم مهيأة لتلقي التربية والتعليم.
@@ محمد عبدالله العامر