إن معظم الدول التي تدار بعقول ذكية تسعى لامتلاك الاسلحة التي بها تدفع عن نفسها شر الآخرين وتحقق بها الأمن الذي هو المطلب الأول في قائمة الاحتياجات الأساسية للشعوب، والذي يندرج تحته الاستقرار السياسي والمالي والصحي والتعليمي وغيره .
ان الاهتمام بالعقل مقدم على الاهتمام بالألة هذا ما تصدقه شخصية الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله قبل موته، وذلك يتضح من خلال المقارنة بين ما يمتلكه السفاح شارون والشهيد أحمد ياسين، فهنا العقل دون الآلة وهناك الآلة دون العقل .
ومن المنطقي تغلب العقل على القوة فقد نجح الشهيد في تحقيق ما يصبو إليه في تأمين استمرارية المقاومة بينما فشل شارون في تحقيق الأمن الذي يصبو إليه ويأمل شعبه به .
ومن أكبر ما يوضح صغر عقلية شارون وفشلها قتله الشهيد أحمد ياسين كون الشيخ أصلا عقلا لا جسدا وبذلك فقد قضى شارون على الجزء غير الفعال وخلد الجزء الفعال في شخصية الشيخ ليبقى رمزا ومنهجا ورسالة للأجيال القادمة.
إن تعاطف مئات الملايين مع قتل الشيخ لدلالة لنجاحاته ومكانته في النفوس وشهادة له كما قال صلى الله عليه وسلم: (أنتم شهود الله في أرضه).
يجب ان تدرس شخصية الشيخ أحمد ياسين دراسة تتضح بها الجوانب التي لا ترغب إسرائيل بها في القيادت المعادية لها لتتخذ كنموذج يحتدى به ولعل أهم ما يميز جانب شخصية الشهيد كونه صمام أمان يضمن عدم اقتتال الفصائل الفلسطينية المختلفة، مما لهذا الجانب من قوة في النفس وإضعاف للعدو، وهذا ما يغيظ الجانب الصهيوني الذي يرغب في إثارة القتال بين الفصائل المختلفة وهذا ما يصبو إليه من قتل الشيخ أحمد ياسين لذا يجب أن يفوت هذا المطلب على الصهاينة.
يبقى الشيخ رسالة مفتوحة للأبطال والمنهزمين والأصحاء والمعوقين لتوضح لهم المنهج وتنير لهم الطريق، وستبقى ذكراه ناقوسا يرسل ومضات في عقول العاملين ليوضح لهم أن أقصى درجات العجز العجز عن التفكير.