ادانت السلطة الفلسطينية بشدة امس نية الجيش الاسرائيلي تدمير مئات المنازل في رفح جنوب قطاع غزة لتوسيع ممر فيلادلفيا الممتد على طول الحدود مع مصر، معتبرة انها كارثة كبرى يجب ان يتدخل العالم فورا لمنعها.
وادان المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بشدة هذه الخطة الاسرائيلية العدوانية، محملا حكومة اسرائيل مسؤولية التصعيد المتواصل.
وقال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات ان هذه الخطة تكشف اكذوبة الانسحاب من غزة، مؤكدا ان الهدف الحقيقي (لاسرائيل) هو التدمير والتخريب وليس الانسحاب، داعيا مجلس الامن الدولي الى وقف الجرائم الاسرائيلية اليومية التي ستدمر خارطة الطريق وكل الجهود المبذولة لانقاذ عملية السلام. واكد صائب عريقات زير شؤون المفاوضات الفلسطيني ان تدمير هذه المنازل سيكون كارثة كبرى لشعبنا وامرا في غاية الخطورة.
واضاف عريقات ان هذه الخطة تدل على نوايا الحكومة الاسرائيلية بالبقاء في قطاع غزة وليس الانسحاب منه، متهما الاسرائيليين بانهم يريدون الحاق الدمار والخراب على غرار الهزة الارضية التي احدثها الجيش الاسرائيلي في حي الزيتون حيث دمر كل شىء.
وعبر عن امله في ان يدرك الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اعلن تأييده لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الانسحاب من غزة ان الممارسات الاسرائيلية ما هي الا تمكين اسرائيل للاستمرار واعادة احتلال غزة.
واكد انه بدأ بتكليف من القيادة الفلسطينية اتصالات سريعة مع الولايات المتحدة واللجنة الرباعية والدول المعنية لاطلاعهم على خطورة هذه الممارسات التي تهدف الى تكريس احتلال القطاع ولحثهم على التحرك لمنع الكارثة.
وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان الجيش تلقى اذنا من شارون بتوسيع الممر المعروف باسم فيلادلفيا الممتد على طول الحدود مع مصر وتدمير مئات المنازل الواقعة على طول هذا الممر مستقبلا.
من جهته، قال مسؤول امني فلسطيني ان مشروع اسرائيل هو تدمير كافة المنازل في منطقة الشريط الحدودي مع مصر المعروف بممر فيلادلفيا ليحكموا السيطرة على كل رفح.
واشار الى ان حجتهم (الاسرائيليون) كانت في السابق التدمير للبحث عن انفاق والآن يتذرعون بالرد على العمليات الدفاعية في اشارة الى الهجمات الفلسطينية.
وحذر المسؤول الامني الفلسطيني الذي طلب عدم ذكر اسمه من خطورة هذا المشروع، مؤكدا ان من شأنه ان يفقد آلاف العائلات مأواهم الوحيد وهو ما سيوجد توترا وغضبا ولن يخدم الا من هم ضد عملية السلام.
واكد ان الفلسطينيين طالبوا الجانب الاسرائيلي عدة مرات بوقف عمليات تدمير المنازل في رفح وغيرها بدون جدوى، متهمين الاسرائيليين بانهم يسعون الى مزيد من التدمير والتخريب.
وكانت الاذاعة العامة الاسرائيلية قد افادت ان الجيش الاسرائيلي حصل على موافقة لتدمير مئات المنازل في رفح بجنوب قطاع غزة قرب الحدود المصرية اثر مقتل خمسة جنود في هذه المنطقة الاربعاء.
وقالت الاذاعة ان الجيش تلقى اذنا من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بتوسيع الممر المعروف باسم ممر فيلادلفيا الممتد على طول الحدود مع مصر وتدمير مئات المنازل الواقعة على طول هذا الممر مستقبلا.
واضافت الاذاعة انه سيتم في مرحلة اولى تدمير مبان مهجورة ثم منازل اخرى مأهولة. وستهتم اسرائيل بايجاد منازل للفلسطينيين الذين سيتم اجلاؤهم بدون اعطاء مزيد من التفاصيل.
واكد مسؤول في رئاسة الحكومة ان الجيش سيوسع المنطقة التي يسيطر عليها على طول الحدود المصرية وان منازل لفلسطينيين ستدمر حين تنتهي عمليات البحث عن اشلاء الجنود القتلى قرب رفح التي استؤنفت الجمعة.
واضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه انه اجراء دفاعي مشروع، من اجل تأمين حماية افضل لجنودنا الذين يجب الا يتعرضوا للنيران مثل الارانب وايضا منع تهريب الاسلحة وقذائف الهاون والصواريخ عبر انفاق بين مصر وقطاع غزة.
ولم يحدد عدد المنازل التي ستدمر مكتفيا بالتأكيد ان اسرائيل ستجد حلولا بديلة للفلسطينيين الذين سيصبحون بدون مأوى.
ويقول المسؤولون الاسرائيليون ان المنازل الواقعة قرب ممر فيلادلفيا تستخدم من قبل قناصة فلسطينيين او في هجمات بالصواريخ ضد جنود اسرائيليين.
وندد نائب المعارضة اليساري يوسي ساريد بمشروع تدمير نصف رفح. وقال لاذاعة الجيش انها جريمة حرب والدعم الاميركي لمثل هذا النوع من العمليات لن يساعدنا امام المجموعة الدولية.
ودعا زعيم المعارضة العمالية شيمون بيريز امس في حديث للاذاعة الى الانسحاب من كل قطاع غزة بما يشمل ممر فيلادلفيا كما كانت تنص عليه الخطة الاساسية لرئيس الوزراء.
وكان بيريز يشير الى النسخة الاولى من خطة الانسحاب من قطاع غزة التي عرضها شارون ورفضها اعضاء الليكود في مطلع الشهر خلال تصويت.
وفي تشرين الاول/اكتوبر 2003، دمر الجيش الاسرائيلي او خرب 114 منزلا تاركا 1240 شخصا بدون مأوى في مخيم رفح للاجئين كما افادت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). واطلقت هذه العملية بهدف تدمير ما تصفه اسرائيل بانفاق التهريب.
دوليا اعلن مصدر رسمي ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تسلم امس الجمعة رسالة خطية من الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان تؤكد التزام اللجنة الرباعية بخارطة الطريق وضرورة اتفاق الفلسطينيين والاسرائيليين حول القضايا النهائية.
وقال ابو ردينة ان عنان اكد في رسالته التزام اللجنة الرباعية بخارطة الطريق، كما اكد التزامه بقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة خاصة ما يتعلق بقضايا المرحلة النهائية. واضاف ان الامين العام للمنظمة الدولية قال في رسالته ان قضايا المرحلة النهائية يجب الاتفاق عليها بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على قاعدة قرارات مجلس الامن الدولي ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام ومبدأ الارض مقابل السلام.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول إنه يعتزم لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في الأردن اليوم السبت لطمأنة العرب على أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل من أجل السلام بين العرب وإسرائيل حسب قوله. وأوضح باول في تصريح للتلفزيون الدانماركي أن اجتماعه مع قريع وزعماء عرب في الأردن يهدف إلى إبلاغهم بالتزام الرئيس الأميركي جورج بوش بالعمل من أجل قيام دولة فلسطينية, إضافة إلى الالتزام بخطة خارطة الطريق. من جهتها أعربت روسيا عن قلقها من تصاعد ما وصفته بأعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة، وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إنها سترسل إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة الممثل الخاص لوزارة الخارجية ألكسندر كالوغين من أجل تسوية النزاع. وعلى صعيد العلاقات المصرية الإسرائيلية أعربت رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي عن شكر شارون للرئيس المصري حسني مبارك على الوساطة المصرية التي أتاحت لإسرائيل تسلم أشلاء الجنود الستة الذين لقوا حتفهم في غزة.
وقالت: إن شارون طلب من الرئيس المصري نقل امتنانه لرئيس جهاز المخابرات اللواء عمر سليمان على الجهود التي بذلها لهذه الغاية.