يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود مع اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذين سيعقدون اليوم قمتهم الخليجية التشاورية السادسة بحضور صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وحضور قادة كل من البحرين وسلطنة عمان وقطر والامارات العربية المتحدة في قصر المؤتمرات بجدة وتترأس دولة الكويت القمة التشاورية باعتبارها رئيسة الدورة الحالية لدول مجلس التعاون الخليجي.
ويأتي انعقاد القمة الخليجية غير الرسمية لقادة دول مجلس التعاون في منتصف كل عام لتبادل وجهات النظر والرأي وبحث كل ما يستجد من احداث على المستويين الاقليمي والدولي لتعزيز اواصر التنسيق والتشاور وتوحيد المواقف الخليجية حيالها.
وقالت مصادر دبلوماسية خليجية ان القمة التشاورية السادسة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي تنعقد في ظل تطورات اقليمية ودولية مهمة ومستجدات بالغة الحساسية والدقة تمر بها المنطقة.
واشار الى ان القادة سيبحثون خلال القمة قضايا رئيسية تتمحور حول محاربة الارهاب والوضع في العراق والاوضاع المتدهورة في الاراضي الفلسطينية والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة ضد ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل اضافة الى مسيرة العمل الخليجي المشترك وقضايا اقتصادية وتنموية خليجية اخرى.
واضافت المصادر ان حوادث التفجيرات التي وقعت في المملكة وبالتحديد في مدينتي الرياض وينبع خلال الايام الاخيرة ستفرض نفسها على لقاء القادة الخليجيين باعتبار ان هاجس الامن مسؤولية مشتركة وما يمس اي دولة من دول المجلس يمس جميع الدول الخليجية الست.
واوضحت ان قادة دول مجلس التعاون سيجددون في هذا الشأن استنكارهم الشديد للهجمات الارهابية التي تعرضت لها السعودية ويؤكدون تأييدهم لكافة الاجراءات الاحترازية التي تتخذها في محاربة الارهاب واجتثاثه من جذوره في ضوء الاتفاقية الامنية الخليجية لمكافحة الارهاب التي وقع عليها وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون في الكويت يوم الثلاثاء الماضي.
واكدت المصادر اهمية هذا اللقاء التشاوري لتعزيز مسيرة التعاون الخليجي المشترك في كافة الميادين وتوحيد الرؤى حول المستجدات الاقليمية والدولية وتدعيم المجلس فضلا عن انه يعد خطوة ايجابية نحو تسريع وتيرة وخطى التعاون والتعامل الجاد مع متطلبات المرحلة الحالية وفي ظل التحديات التي تحدق بالمنطقة برمتها.
كما تعد القمة التشاورية فرصة لدول مجلس التعاون لاتخاذ موقف خليجي موحد قبيل انعقاد القمة العربية الـ 16 المقرر عقدها في تونس يومي 22 و23 مايو الجاري والخاصة بضرورة اصلاح الجامعة العربية وايجاد آليات جديدة لتطوير العمل العربي المشترك وبحث الملفين العراقي والفلسطيني.
وعن التطورات في العراق قالت المصادر ان القادة الخليجيين سيؤكدون ضرورة الاسراع في نقل السيادة للعراقيين وتسليم السلطة لهم بشكل فعلي في 30 يونيو المقبل وتفعيل دور الاجهزة العراقية لتسيير دفة الحياة المدنية والسياسية والاقتصادية والامنية بما يحفظ للعراق وحدة اراضيه وسيادته وسلامته الاقليمية.
ومن المؤكد ان يطالب القادة الامم المتحدة لتقوم بدور رئيسي في المساهمة في عملية نقل السلطة والسيادة للعراقيين في اطار مقتضيات الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة وبنود الاتفاقيات.
ومن المقرر ان يتدارس قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الاخيرة التي طرأت على العملية السلمية وخطة خارطة الطريق بعد الاراء التي طرحها الرئيس الامريكي جورج بوش في منتصف ابريل الماضي اثناء استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والتي تعد تنصلا من قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربية الاسرائيلي واعلانه المثير للجدل الخاص بعدم واقعية قيام دولة فلسطينية في موعد اقصاه عام 2005.
ويبحث القادة استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني والانتهاكات الفاضحة لافشال الجهود السلمية من خلال سياسة الاغتيالات والتصفيات الجسدية ضد قيادات ورموز الشعب الفلسطيني وتهديد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات واستمرارها في سياسة التهديد.
ومن المقرر في هذا الشأن ان تطلب القمة من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم في وجه التعنت الاسرائيلي وفرض تطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بعملية السلام بما يكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
ويتطرق القادة في قمتهم التشاورية الى مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي طرحته الولايات المتحدة الامريكية باسم الاصلاح في المنطقة العربية وتجديد رفضه باعتبار ان التغيير يجب ان يأتي من الداخل وليس من الخارج.
كما يستعرض الامين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن العطية تقريره امام قادة الكويت والسعودية وقطر والامارات والبحرين وسلطنة عمان الذي يتناول اهم تطورات مسيرة العمل الخليجي المشترك وحصيلتها في الاشهر الستة الاولى منذ القمة الخليجية الـ 24 التي عقدت بدولة الكويت في 21 ديسمبر الماضي.
وينتظر ان يشمل التقرير اوجه التعاون الاقتصادي بين دول المجلس واجتماعات اللجان الوزارية المختلفة واللجان الفنية المتخصصة وعلاقات دول المجلس الخليجي مع المنظمات والمجتمعات الدولية لا سيما المباحثات التي جرت مؤخرا مع دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل اواخر ابريل الماضي بشأن اقامة منطقة تجارة حرة بين الطرفين.
يذكر ان فكرة عقد قمة تشاورية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي كان قد طرحها امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني في القمة الخليجية الـ 18 بدولة الكويت عام 1997 واقرها القادة الخليجيون في قمة ابوظبي وعقدت اول قمة تشاورية في مدينة جدة السعودية في 10 مايو عام 1999 واحتضنت العاصمة العمانية مسقط القمة التشاورية الثانية في 29 ابريل عام 2000 واستضافت المنامة القمة التشاورية الثالثة في 14 مايو عام 2001 فيما عقدت القمة الرابعة في مدينة جدة في 26 مايو عام 2002 والخامسة بالرياض في 21 مايو عام 2003م.
وتتميز القمة الخليجية التشاورية بانها لا تتقيد بجدول اعمال معد مسبقا ولا بيان ختامي وتنخفض خلالها المراسم البروتوكولية للقادة خلافا لما جرت عليه في مؤتمرات القمة العادية وتنحصر الوفود المرافقة للقادة باعداد مصغرة.