اكد الرئيس الامريكي جورج بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية امس السبت ان الولايات المتحدة ستبقي قواتها في العراق " لضمان الامن فيه" على حد قوله بعد نقل السيادة الى حكومة عراقية انتقالية.وقال بوش ان "الحكومة الانتقالية الجديدة ستتولى سلطة سيادية في 30 يونيو".
واضاف ان الولايات المتحدة "ستواصل التزامها حيال استقلال الشعب العراقي وكرامته لكن المهمة الحيوية لقواتنا التي تساهم في ضمان الامن ستتواصل في الاول من يوليو وما بعد ذلك".
وجاء اعلان بوش مخالفا لما صرح به وزير خارجيته كولن باول الذي قال يوم الجمعة: "إذا قالت لنا هذه الحكومة المؤقتة إننا نرى أننا نستطيع إدارة الامور بأنفسنا ومن الافضل لكم أن تغادروا فإننا سوف نغادر". وانضم الى باول وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ونظيراه الياباني يوريكو كواجوشي والايطالي فرانكو فراتيني خلال مؤتمر صحفي مع وزراء خارجية الدول الصناعية السبع الكبرى في واشنطن بالاضافة إلى روسيا والمعروفة باسم مجموعة الثماني.
وهكذا اكد الرئيس بوش ان السياسة الخارجية ليست بيد الوزير باول وان تصريحاته يمكن نفيها قبل ان يجف حبرها. وتعكف الولايات المتحدة مع دول أخرى في مجلس الامن الدولي على إعداد قرار واحد على الاقل بشأن انتقال السيادة في العراق وإقرار نشر قوة متعددة الجنسيات هناك لاقناع عدد أكبر من الدول بلعب دور في استقرار العراق.
وبغض النظر عن مسألة السيادة فإن الولايات المتحدة تريد استمرار سيطرتها على قوات الامن العراقية وهو ترتيب تنظر إليه بشكوك كل من فرنسا وروسيا اللتين عارضتا الحرب بشدة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه مادام العراق أصبح دولة ذات سيادة حقيقية فإنه يتعين ألا تثير مسألة استصدار قرار جديد من الامم المتحدة "قدرا كبيرا من المشاكل لنا". وقال لافروف من خلال أحد المترجمين: "السيادة تعني ضمن أشياء أخرى فكرة أن الدعم الاضافي من جانب المجتمع الدولي للعراق وحكومة العراق يجب أن يستند إلى متطلبات ورغبات وأمنيات هذه الحكومة المؤقتة". وكرر وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه دعواته التي وجهها في وقت سابق هذا الاسبوع إلى أن تمارس الحكومة المؤقتة العراقية "نوعا من السلطة على القوات العراقية" من شهر يوليو إلى شهر يناير عندما تتولى الحكم حكومة مؤقتة جديدة السلطة. وقال بارنييه: "يجب على الحكومة العراقية أن تكون في وضع تستطيع فيه الحكم وهذا سبب ما أعنيه بأن تكون هناك فترة توقف مع الماضي". وأوضح باول أن القوات العراقية سوف تشرف عليها وزارة الدفاع العراقية التي ستكون تحت إمرة القيادة الامريكية.
وقال: "من أجل أغراض توحيد القيادة والعمل مع قوات الائتلاف متعددة الجنسيات فإنهم سيكونون مسئولين أمام قائد واحد لكل القوات وإلا فستكون هناك فوضي". ومن المقرر أن ينتهى الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة رسميا في 30 يونيو بحل سلطة الائتلاف المؤقتة التي بدأت في إدارة البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين منذ أكثر من عام.
ومن المتوقع أن تنظم الحكومة المؤقتة انتخابات لاختيار جمعية وطنية بحلول يناير المقبل بعد وضع مسودة دستور تحت حماية من 130 ألف جندي أمريكي وقوات من بلدان أخرى.