(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
نعم هذا كلام ربنا وهو ايماننا وعقيدتنا ان كل شيء يفنى وكل شيء الى زوال في هذه الدنيا، تذهب امم تلو أمم وافراد خلف افراد ولكن السؤال هو عن كيفية الزوال والفناء لبعض الافراد والأمم.. نعم هناك اشخاص يموتون كما تموت البهائم لا يؤبه بهم ولا يبكى عليهم كما يقول الله عزوجل (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا إذا منظرين) إنها محبة الله لهم وحسن عبادتهم لربهم ارتقت بهم الى هذه الدرجة.
وما وفاة فضيلة الشيخ محمد بن علي السعوي - رحمه الله - الا مثال للفجيعة بمثل هؤلاء فقد عرف - رحمه الله - خلوقا سمحا متواضعا بشوشا جمع الله له بين العلم والخلق وهو خطيب مفوه وعالم ملهم حباه الله محبة الناس نحسب ان الله احبه فأحبه الناس وما مشهد جنازته الا شاهد عيان على ذلك فقد اتى المسلمون من كل حدب وصوب للصلاة عليه وحضور جنازته اشترك في ذلك الأمير والمأمور والصغير والكبير والعلماء والأدباء تلك هي الغبطة وتلك هي النعمة الحق.
لقد كان الشيخ رحمه الله عضوا فاعلا في جمعية البر الخيرية ببريدة يفتى ويعلم عن طريق برنامج الهاتف الاسري حيث خصص له مغرب كل جمعة للافتاء والتوجيه والعلم والتعليم.
رحم الله الشيخ محمد السعوي وزوجته وابنته واسكنهم فسيح جناته والهم أهلهم وذويهم الصبر وحسن العزاء وخلف على المسلمين خيرا مما اخذ منهم والحمد لله على قضائه وقدره (إنا لله وإنا إليه رجعون).
صالح بن حمود الغدير ـ مدير عام جمعية البر الخيرية ببريدة
