اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس تصميمه على تنفيذ خطته للانسحاب من قطاع غزة قبل نهاية عام 2005 رغم المعارضة ،وقال للجنة برلمانية انه يتوقع ان توافق الحكومة على خطته للانسحاب من غزة خلال الاقتراع المصيري الذي تجريه على الخطة يوم الاحد القادم، بينما ابدت حماس موافقتها على الخطة
واكد شارون للصحفيين بعد اجتماع للجنة امنية رئيسية في البرلمان (الكنيست): الخطة ستمرر الاحد
وقال شارون امس إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يقضي أوقاتا طيبة في المقاطعة ولا ننوي تغيير سياستنا تجاهه وأكد في الوقت نفسه أنه غير معني بإثارة أزمة مع الولايات المتحدة بسبب خطة الانفصال المعدلة بعد مطالبة الاخيرة له بتنفيذ الخطة الاصلية.
وأِشار شارون في تصريحات نقلها عنه امس موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الانترنت إلى أن إسرائيل لن تغير نهجها تجاه عرفات فيما يتصل بمسألة الحصار الذي فرضته عليه منذ مطلع عام 2002. وقال وهو يبتسم: عرفات سيبقى في المقاطعة إنه يقضى أوقاتا طيبة هناك . وجاءت تصريحات شارون خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والامن امس التي خصصت لمناقشة خطة فك الارتباط والتعديلات التي أدخلت عليها قال خلالها إن خطة الانفصال التدريجي ستنفذ كاملة حتى نهاية العام 2005 مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ كافة مراحل الخطة التدريجية الاربع . في الوقت نفسه أكد شارون أمام أعضاء اللجنة أنه لن يدخل تغييرات على الخطة وأنه غير معني بإثارة أزمة مع الولايات المتحدة من شأنها أن تعرض علاقات الصداقة الوثيقة بين البلدين للخطر . وعلى الصعيد الامريكي صرح متحدث باسم السفارة الامريكية في اسرائيل بأن الرئيس جورج بوش لن يصادق على اية خطة بديلة عن الخطة ،وصرح بول باتين المتحدث باسم السفارة بأن الخطة الاصلية هي الخطة التي صادق عليها الرئيس بوش في بيان واعتبرها مبادرة جريئة (..) وهذه هي الخطة التي يؤيدها وليس غيرها . من جانبهم قال نواب في البرلمان حضروا الجلسة المغلقة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نقل الى اللجنة ثقته في ان غالبية حكومته ستؤيد الخطة التي عارضها بعض الوزراء المتمردين عليه. ونقل ران كوهين وهو نائب معارض في البرلمان عن شارون قوله انه سيطرح خطة الانسحاب من غزة كاملة لا الخطة المرحلية المخففة التي اقترحها بعض الوزراء كحل وسط.
وقال كوهين ان شارون قال للجنة انه سيطرح الخطة للتصويت يوم الاحد ولديه اغلبية تمررها.
وكان شارون قد وجد صعوبة في كسب موافقة الاغلبية على مبادرته داخل حكومته خاصة الجناح اليميني في الليكود بعد ان رفض الحزب الخطة في استفتاء اجري الشهر الماضي، وسرعان ما عاد وطرح الخطة على الحكومة يوم السبت الماضي لكنه ارجأ التصويت عليها لافتقاره الى صوت واحد على الاقل. وقال النائب البرلماني ايهود ياتوم وهو من الجناح اليميني لليكود المعارض للخطة للصحفيين: شارون يقول ان لديه اغلبية لتمرير الخطة في اقتراع الحكومة يوم الاحد.
واشار نواب حضروا الجلسة المغلقة الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ابلغ اللجنة ثقته في ان غالبية حكومته ستؤيد الخطة التي عارضها بعض الوزراء المتمردين عليه. وفي نفس السياق أكد شارون امس تصميمه على تنفيذ خطته للانسحاب من قطاع غزة قبل نهاية عام 2005 رغم المعارضة، ونسبت صحيفة معاريف اليومية إلى شارون قوله أمام لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكنيست (البرلمان) بحلول 2005، لن يتبقى أي مستوطن في غزة . ويقول شارون إنه يعتزم عرض خطته للانسحاب على مجلس الوزراء للتصويت عليها يوم الاحد القادم رغم ما تردد عن معارضة غالبية الوزراء للخطة. وأعلن رئيس الوزراء أيضا أنه لن يقبل بحلول وسط بشأن خطته لاخلاء جميع المستوطنات في قطاع غزة وعددها 21 وأربع مستوطنات معزولة شمالي الضفة الغربية. ويحاول وزير العدل يوسف ليبيد التوسط لايجاد حل وسط مع وزير المالية بنيامين نتنياهو وهو أشد معارضي خطة الانسحاب داخل الحكومة، والذي يطالب بالانسحاب من ثلاث مستوطنات معزولة فقط في قطاع غزة.
بدورها رحبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بخطة اسرائيلية للانسحاب عقب محادثات مع حزب الله في لبنان. وجاء في بيان اصدرته حماس في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أن وفدا منها ضم محمد نزال عضو المكتب وأسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان التقى بزعيم حزب الله حسن نصر الله في لبنان لمناقشة خطة شارون. وقال البيان: (ان الشعب الفلسطيني يبتهج بأي اندحار صهيوني عن أي جزء من أرضه المحتلة لكنه لن يقبل منطق المقايضة
والمساومة بالانسحاب من القطاع دون بقية الارض الفلسطينية المحتلة).