يرى الأخصائيون في علم النفس أن الجنوح السلوكي في فترة المراهقة لا يعد مؤشراً على التكوين الشخصي العام للفرد وأنها مجرد حالة يمر بها بعض المراهقين تختلف في شدتها من شخص لآخر. ومن خلال البحوث أثبت الأخصائيون أن هذه الحالة تحدث نتيجة التغيرات والاضطرابات الهرمونية خلال التي تحدث خلال تلك المرحلة، كما أشار الأخصائيون إلى أن هناك حالات جنوح سلوكي تستمر خلال عمر الإنسان وقد تكون بدايتها مع مرحلة المراهقة ولكن لا يمكن إلقاء اللوم على المراهقة للجنوح السلوكي العام.
ماذا تعرف عن الجنوح السلوكي للمراهقين
في البداية لابد من إلقاء الضوء على ماهية الجنوح السلوكي. ويمكن تحديد ذلك بأنه المبالغة لدى بعض المراهقين في رد فعلهم تجاه مواقف معينة أو لجوء بعضهم إلى مخالفة البيئة الاجتماعية بتصرفات غير مقبولة وغير قانونية.
الاكتئاب إشارة البدء
تؤكد الدكتورة/ غابرييلا سيلدر/ أخصائية علم نفس المراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية. أن للجنوح السلوكي إشارات تظهر على المراهق تكون مؤشرا لاحتمال جنوح الشخص المراهق وهي الإصابة بالاكتئاب والانعزال عن الناس وقد أشارت إلى أن الدراسات والبحوث التي قامت على عينات مختلفة من المراهقين الجانحين أكدت إصابتهم بالاكتئاب الذي يسبب انعزالهم عن مجتمعهم وقد أشارت إلى أن معالجة تلك الحالات مع بدايتها قد تكون ناجحة وبسيطة جداً فمع بلوغ مرحلة المراهقة تضطرب الهرمونات مما يؤدي إلى حدوث انفعالات نفسية كثيرة ومختلفة ومعالجتها بسيطة بتزويد المراهق بعض المعادن والفيتامينات التي تؤثر على الحالة النفسية للشخص أما في حالة إصابة المراهق بالاكتئاب فلابد من إعطائه مضادات الاكتئاب والتي تساعده على تجاوز تلك المرحلة بدون حدوث مشاكل قد تؤثر على مسيرة حياته وأشارت إلى أن هذه المضادات بسيطة في تركيبتها وهي إيحاء نفسي للمراهق أكثر منها علاج فبمجرد تناول المراهق المكتئب لها يستمر في الاعتقاد أنها ستحل كل الأمور وأنها غيرت بالفعل من نظرته للحياة حتى لو كانت تركيبة تلك الأدوية بسيطة جداً.
الجنوح السلوكي بين الأولاد والبنات
أشارت الدكتورة غابرييلا/ إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الشكل العام لحالة المراهقة بين الأولاد والبنات فمع أن كل من الجنسين لابد من مروره بالمراهقة إلا أن مراهقة البنات تعد أخف حدة من الأولاد فقد أثبتت الدراسات أن لكل ثمانية مراهقين جانحين سلوكياً من الأولاد يقابلهم مراهقتين فقط جانحين سلوكياً هذه النسبة تعطي مؤشراً على اختلاف التأثير الهرموني بين الفتيات والأولاد.
المعادن والجنوح السلوكي والمراهقة
تلعب المعادن دوراً كبيراً في حل مشكلة الجنوح السلوكي ومشاكل المراهقة بشكل عام. فمع ما لها من فوائد كبيرة للصحة العامة إلا أنها أيضاً لها دور كبير في امتصاص الجسم للفيتامينات فمن دون المعادن لا يمكن للجسم أن يمتص أي نوع من الفيتامينات، وتكمن أهميتها في أن لها تأثيرا كبيرا على الحالة النفسية لذا دائماً ما ينادي أخصائيو التغذية بالحرص على تناول الأغذية الغنية بالمعادن أو التعويض بتعاطي الكبسولات الخاصة بكل نوع من أنواع المعادن.
معادن وفيتامينات مهمة للمراهقين
تؤكد أخصائية التغذية أمل الأنصاري على ما ذكرناه من أهمية تناول المعادن وتشير إلى أهمية الاستمرار بالتعامل مع بعض العصيرات وتناولها يومياً لتحاشي الوقوع أسرى للاكتئاب والأمراض النفسية وذلك بتناول عصير الخس المخلوط مع عصير البرتقال أو الرمان ولعصير الرمان أهمية كبيرة في توازن الحالة النفسية اليومية. أما مع حدوث حالة الاكتئاب المؤقتة التي قد تصيب الشخص خلال مشكلة ما أو نتيجة البرنامج اليومي المتكرر فتؤكد أمل الأنصاري أنه لابد ولا ضرر من تناول الشكولاته التي تعتبر الحل السريع لتغيير المزاج العام في مثل تلك الحالات.
حلول ضمن قواعد أساسية
حدد الدكتور دون فونتيل / أخصائي وخبير في علم النفس ومتخصص في سلوك المراهقين، حدد قواعد أساسية لكيفية التعامل مع المراهقين وهي
أولا / لابد أن تكون وليا ثابتا في قراراتك ومبادئك حيث يؤكد أننا لا ننصت للبالغين الذين يقولون شيئا ويفعلون نقيضها لذلك لا يمكننا أن نتوقع أن ينصت المراهقون إذا تصرفنا بنف الطريقة .
ثانيا / المكافآت لابد منها فحاول مكافأة ابنك المراهق ماديا ومعنويا حتى ولو بكلمة ثناء وهي أضلها ولكن لابد من أن تتبع السلوك المرغوب به .
ثالثا / العقاب لابد منه في بعض الحالات ويكون بعدة طرق مثل سحب الامتيازات الممنوحة له كذلك قد يكون من المفيد إبعاده عن النشاطات السارة كالرحلات والخروج من الأصدقاء وفقد المكافأة عندما لا يتم تنفيذ المطلوب منه .
لا عقوبات عنيفة مع المراهقين إضافة للقواعد السابقة الأساسية في التعامل مع المراهقين حذر د. فونتيل من استخدام العقوبة اللفظية كالتوبيخ والصراخ والنقد والشكوى والإهانة حذر من استخدامها مع المراهقين كذلك شدد على التحذير من استخدام العقوبة البدنية كالضرب وغيره كذلك إشارة إلى الابتعاد عن الترهيب والتخويف من كون الوالد أكبر فهذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية غير مرغوبة.
لنتجنب غضبهم
معظم المراهقين تنتابهم ثورات غضب بين العنيفة والبسيطة وهنا يجب على الآباء محاولة الحد من عقلية تفاقم الغضب وأن يتعاملوا مع السلوكيات العداونية للمراهق بشكل مناسب لتحاشي الاصطدام بثورات غضب المراهقين بالطرق التالية :
@ حاول حث المراهق دائما على توصيل مشاعر الرفض والسخط بتشجيعه على التعبير عن مشاعره السلبية، اسمح له أن يختلف معك ويشكو منك ما دام لا يتصرف بوقاحة
@ تجنب الانتباه السلبي مثل التركيز على سلبياته (الفشل والإخفاق وطريقة الأكل واللبس ولكن ركز على الإيجابيات أكثر وراجع معه في نهاية كل يوم إنجازاته وحاول التعليق عليها بكلمات بسيطة لتتيح له الفرصة للتعبير .
@ لا تستجيب للسلوكيات السلبية العدوانية
@ فقد يحاول المراهق استشارتك ببعض التصرفات المزعجة مثل الأكل بطريقة سيئة والإزعاج والصوت العالي فلا تتجاوب أبداً مع مثل تلك التصرفات كونه قد يجعلها أسبابا لثورة غضب عارمة حين تحاول توجيهه
@ اجعله صديقا لك فبدلا من ان تدخل معركة لا تعرف من سيفوز بها فمن الأفضل أن تجعله صديقا لك تتفهم له بشكل أفضل إذا وضعت علاقتكما بهذا الإطار .
@ تجنب القيود الزائدة فهو يعيش في فترة زمنية مختلفة عن زمنك لذلك أتح له ما لم يتح لك من خلال مقارنته بأصدقائه .