عزيزي رئيس التحرير
ساهم أسلوب التعليم بالتلقين في بلادنا في وجود حالة التوتر لدى الطلاب طوال العام وانشغال أذهانهم بالتفكير في النجاح والحصول على المعدل المطلوب من الدرجات والذي لا يتأتى إلا عن طريق حفظ الطالب للمقرر ثم يوضع الطالب في هم أكبر وهو هم الامتحانات التي تقيم الطالب فيما حفظه للاختبار.
وإذا ما بحثنا في أسلوب الامتحانات وطرق التدريس بالمملكة وجدنا أن هناك تجديدات في أساليب تصميم المناهج والامتحانات التي تعتبر ناتجا طرديا للعملية التعليمية، ولكن للأسف فإن التعليم في المملكة مازال متأخراً عن نظيره في الدول الصناعية بالرغم من وجود مفكرين وخبراء على مستوى عال من الكفاءة في مجال التدريب والتعليم. ومع أن هؤلاء قد تلقوا علومهم في تلك الدول الصناعية إذ لا يزال التعليم والتقييم محل مناقشة، بطيء التقدم بالرغم مما آلت إليه العلوم من تفجر معلوماتي سريع جداً. فعلى سبيل المثال تعتبر التكنولوجيا المكتشفة اليوم منسوخة نتيجة اكتشاف جديد نسبي لنفس الاكتشاف في حدود 90 يوما فقط. أما الأبحاث العلمية فتعتبر غير صالحة بعد سنتين إلى ثلاث سنوات من إنتاجها فأين تعليمنا من هذا الايقاع المتسارع ؟
سوف أركز في هذا المقال على جانب مهم وحيوي في مناهج التعليم الحالية عندنا وهي الامتحانات والتي تعد انعكاسا للتعليم وفرصة وحيدة لقطف الجهد المبذول طوال العام إلا أنه وبعد عملية حسابية بسيطة نجد أن الامتحانات لا تمثل أكثر من (8%) فقط من المنهج بحيث أن الحصة التي تدرس خمس مرات أسبوعيا لمدة (45) دقيقة يوميا تمتحن خلال ساعتين فقط في نهاية الفصل في الوقت الذي يطالب فيه التلميذ بأن يحقق ما نسبته (50%) كحد ادنى من نسبة الدرجة الكلية. ومن هنا يظهر لنا حجم الخلل في أسلوب عملية التقييم في المناهح الحالية مما يستوجب إعادة النظر في الامتحانات بشكلها الحالي واستبدالها بمنهج تقويمي يحقق التوازن الكمي والزماني بين محتوى المادة ومحتوى تقييمها وذلك يتم في تقديري عن طريق ترسم الخطوات التالية:
ـ اعطاء أرضية أكبر للمدرس من حيث توزيع الدرجات وإدخال المشاريع والابتكارات العلمية للطالب من ضمنها .
ـ دخول أساليب أخرى للتقييم عبر الامتحانات الكمية تستثير الطالب بالتفكير في مدى تعلمه وتربطه بحياته وواقعه المعاش وأحب هنا أن أشيد بتحديثات مناهج الرياضيات في جميع المراحل في التعليم العام .
ـ إدخال التعليم عن طريق المجاميع (Group work) الدراسية وضم المشاريع الجماعية إليها .
ـ توزيع الدرجات على أعمال ومساهمات من قبل الطلاب ضمن ما نسبته (40%) .
ـ ألا تزيد درجات الامتحانات النهائية للفصل الأول والثاني عن 20% من نسبة الدرجة الكلية لكل منهما من ضمن (15%) من كمية التدريس كما أشارت إليه الابحاث في ذلك .
ـ دفع الطلاب إلى الاعتماد على الذات في التعليم لتحفيزهم على التفكير في حلول المشاكل التي يقابلونها لا انتظار أن يعلمهم أحد بالحل بكل بساطة وبدون جهد فقد أثبتت الدراسات التربوية الحديثة أن استثارة الطالب فكريا تؤدي إلى تعلم طويل الامد لا محدود ينتهي بنهاية الامتحان .
وفي الختام أود أن أشيد بمجهودات وزارة التربية والتعليم ومجهودات إدارات التعليم ومجهودات إدارات التعليم بمناطقها المختلفة ولكن طالما اتجه التعليم إلى المركزية في التوجيهات والتقييم الكمي والمحدد سابقا من قبل الوزارة وطالما بعض الأجندة في التعليم لا تراعي تحدي الفرد للمصاعب ومواجهة المشاكل الحقيقية التي تعتبر نتيجة حتمية للتعليم ونقطة أهم للخوض والبحث والتطوير فإن، ذلك سيبقى عقبة في طريق تقدم التعليم ومسايرته للتطور .
د. شريف جاسم العبد الوهاب ـ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني