تقدمت عملية زراعة الاعضاء تقدما كبيرا وزادت نسبة نجاحها في السنوات الاخيرة, وقد بدأت هذه العملية كتجارب على الحيوانات ثم انتقلت بعد ذلك الى المرحلة التي كان يتم فيها نقل العضو لانقاذ حياة مريض - ثم تطورت الى ان اصبحت وسيلة لتحسين وظائف عضو من الجسم كطريق للعلاج - ولقد اجريت اول عملية زرع كلى سنة 1954 وتلا ذلك تقدم في تحاليل الانسجة وكذلك استعمال ادوية تثبيط المناعة التي تساعد على منع رفض الكلى, الامر الذي جعل عملية زرع الكلى حقيقة في الستينات - وتميزت الثمانينيات ببدء استعمال عقار (السيكلوسبورين) لتثبيط المناعة حيث ساعد ذلك في زيادة نسبة نجاح عمليات نقل القلب والكبد والرئة, مع تحسن النتائج عن ذي قبل - وبعد هذا التحسن امكن استعمال زرع الاعضاء في العناية بالمرضى الذين يعانون من امراض عضوية مزمنة ومنهكة وهناك امثلة كثيرة للحالات المرضية التي يحتاج فيها المريض الى نقل عضو بغرض تحسين نقص ما في وظائف هذا العضو - ومن هذه الحالات المرضية, الكلى عندما تكون في المرحلة الاخيرة ووظائفها مختلة كثيرا - وكذلك القلب عندما يكون في مرحلة من هبوط القلب, وكذا تليف الرئة وتليف الكبد وضمور وتليف القرنية ويتم زرع الاعضاء بطرق عدة مثل نقل انسجة من الجسم ووضعها بنفس الجسم في مكان اخر وفي هذه الحالة تكون الخلايا غير غريبة من الجسم وبالتالي لا يتفاعل معها الجهاز المناعي - اما النوع الآخر فهو نقل عضو من شخص الى شخص آخر متطابق معه كما في التوائم وحيدة البويضة, والنوع الآخر وهو الاكثر شيوعا حيث يتم نقل الاعضاء من شخص الى آخر من نفس الفصيلة لكنه غير متطابق تماما وهذا النوع هو الذي يستلزم عمل تحاليل للانسجة حتى يتم ايجاد الشخص المتبرع.
وتختلف سرعة رفض الجسم للعضو المنقول على الشخص فهناك رفض حاد ويستغرق اياما او اسابيع ويحدث نتيجة لعدم تطابق فصيلة كل من المتبرع بالعضو والمستقبل له, وتعتمد درجة وسرعة حدوثه على كيفية استعمال العقاقير المثبطة للمناعة اما في حالة الرفض البطيء فان ذلك يستغرق شهورا وترجع اسباب ذلك الى ضعف يطرأ على المناعة, وعموما فان انسب شخص ينقل منه العضو هو الذي يكون مطابقا تماما للمريض حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول.
استاذ طب الاطفال ـ واستشاري امراض الدم والسرطان