امتاز ابوبكر محمد الرازي عن غيره من علماء العرب والمسلمين بوصفه التفاعلات الكيميائية بدقة وتفصيل لجميع تجاربه العلمية التي قام بها, فدفع حقل الكيمياء الى الامام وله في ذلك اضافات جليلة, لذا نجد انه اولى علم الكيمياء عناية رائعة لعلاقتها القوية والوثيقة بعلم الطب, حيث كانت عنده قناعة كافية بان شفاء المريض يرجع الى اثارة التفاعلات الكيماوية داخل جسم الانسان المريض, بهذا ابرزت بحوثه في ميدان علم الكيمياء الناحية التطبيقية لعلم الكيمياء, وعليه اشرقت عبقريته العلمية في كل من الطب والكيمياء لقد اعتبر كثير من مؤرخي العلوم في العالم انه احد مؤسسي الكيمياء الحديثة في المعمورة, بينما شهد هؤلاء العلماء في نفس الوقت ان الكيمياء مرتبط اسمها تماما مع عملاق الكيمياء استاذه جابر بن حيان الأزدي.
يقول جورج سارتون في كتابه (المدخل الى تاريخ العلوم) ان الرازي طبيب عبقري بالاضافة الى تفوقه في علم الكيمياء, وهذا يظهر واضحا من انتاجه العلمي الغزير في هذين الميدانين, ويعتبر الرازي من اوائل الاطباء الذين استخدموا معلوماتهم الكيميائية في الطب, وهو بدون شك اعظم طبيب انجبته الحضارة الاسلامية.
واضاف جابر الشكري في كتابه (الكيمياء عند العرب) قائلا: لقد دفع الرازي البحوث الكيمياوية الى الامام, واضاف اليها اضافات جديدة ومهمة جمع بين الطب والكيمياء, فهو من اوائل العلماء الذين طبقوا الكيمياء على الطب, ومن الذين ينسبون شفاء المرض الى اثارة التفاعلات الكيمياوية داخل جسم المريض, وسلك مسلكا علميا خالصا خاليا من جميع الشوائب والمصطلحات الغامضة, وحرر كتبه من كثير من الخرافات التي كانت شائعة في تلك العصور, مما جعل لبحوثه في الكيمياء قيمة عظيمة فنعته مؤرخو العلوم بالقول (الرازي احد مؤسسي الكيمياء الحديثة في الشرق والغرب).
تمكن ابوبكر محمد الرازي بتجاربه العلمية الكثيرة من ان يصل بجدارة الى المنهج العلمي الحديث الذي يدرس للمتخصصين في علم الكيمياء في هذه الايام, لهذا يقول أ, ج هولميارد في كتابه "تاريخ الكيمياء الى عهد دولين" يعتبر الرازي احد مؤسسي الكيمياء الحديثة دون منازع, وللأسف الشديد ان ابا بكر الرازي دفع الثمن لمجهوداته العظيمة في تجاربه العلمية في ميدان علم الكيمياء (كيمياء جابر) ان فقد بصره في آخر ايام حياته. والحق ان عمل كل من جابر بن حيان الأزدي وابي بكر الرازي في ميدان علم الكيمياء اعطاهما الحق في ان تنسب اليهما الكيمياء الحديثة التي يتعامل معها علماء العصر الحديث في (القرن الحادي والعشرين الميلادي).