تشير دراسة جديدة الى ان الرياضيين والرياضيات كلاعبي كرة القدم، الذين اصيبوا بارتجاجات ثلاث الى اربع مرات لديهم ضعف احتمال الاصابة بالاكتئاب السريري لاحقا ـ وهو احتمال يرتفع اكثر كلما كان عدد الرضوض اكبر.
وهذا اخر استنتاج يوحي بان ما يعتبره كثيرون مجرد رضة يمكن ان يكون له مضاعفات على المدى الطويل. وقد بدأ العلماء يجرون دراسات تصويرية مكثفة لمعرفة ماذا يحدث بالضبط داخل الدماغ عندما يصاب احد بارتجاج.
ولا يقتصر الأمر على الرياضيين المحترفين فالارتجاج وهو اذى دماغي خفيف ـ يمكن ان ينجم عن ضربة او رضة قوية للرأس ـ سواء في حادث تصادم سيارات او السقوط على الرصيف.
غير ان الرياضيين، سواء كانوا محترفين او هواة، هم اكثر احتمالا من الاشخاص العاديين للتعرض لحوادث ارتجاج متكرر.
يقول الدكتور جوليان بايلز، من كلية الطب في جامعة وست فيرجينيا: اقول دائما انك تستطيع ان تضع الثلج على كاحلك ولكنك لاتستطيع ان تضعه على دماغك. ولاينبغي اعادة اللاعب الى الحلبة اذا كان لايزال يحمل الاعراض.
ان معظم المصابين بالارتجاج يتعافون تماما الا ان عددا صغيرا منهم يعانون مشاكل مستديمة، واحيانا حادة، في الذاكرة والوظائف الاخرى ـ والاطباء يتساءلون ما اذا كان الافراد الذين تعرضوا لارتجاجات شديدة او متكررة هم اكثر عرضة للاصابة بأمراض عصبية في مراحل لاحقة من حياتهم وبدا ان التعرض للارتجاجات ثلاث او اربع مرات اوجد ضعف احتمال الاصابة بالاكتئاب بالمقارنة مع الرياضيين الذين لم يصابوا بالارتجاجات ابدا، وان الاحتمال ارتفع الى ثلاث مرات تقريبا اذا كان عدد الارتجاجات خمسة او اكثر.
ويقول د. لوفيل اذا تعرضت لضربة وشعرت بالصداع لاتهمل الامر وتتصرف كبطل، بل عليك ان تخبر احدا.
وابحث عن الاعراض بجد، فهي لاتكون ظاهرة عادة على الرياضيين الذين يتدفق الادرينالين بقوة في عروقهم. ومن ابرز الاعراض المعروفة فقدان الوعي من دقائق قليلة الى نصف ساعة، الا انها لاتحدث دائما. ومن الاعراض الاخرى ايضا الالتباس والصداع المتواصل وعدم القدرة على التعرف على الاشياء والاشخاص والاجهاد وتغير المزاج والرؤية والسمع.
والذاكرة قصيرة الامد مهمة للغاية: ما اطول مدة قبل الارتجاج تتذكرها؟ كلما طال فقدان الذاكرة كان الارتجاج أسوأ.
وينبغي ايضا مراقبة اي تغيير يطرأ على سلوك المصاب وهي مؤشرات تدل على وجود ألم يتذكره المصاب.
ويفكر المدربون منذ وقت طويل انه اذا اختفت الاعراض خلال 15 دقيقة يمكن ان يعاد اللاعب الى الملعب. الا ان لوفيل اكتشف في السنة الماضية ان الرياضيين المراهقين الذين يصابون بأخف الارتجاجات، يعانون خللا دفينا في الذاكرة واعراضا خفيفة اخرى بعد عدة ايام ـ وهم يرفضون النصيحة.
والخلود الى الراحة هو الطريقة الوحيدة للشفاء وتوحي الابحاث التي اجراها لوفيل ان ذلك يستغرق حوالي الاسبوع.