منذ فشل جولة مباحثات منظمة التجارة العالمية في كانكون في سبتمبر، من العام الماضي والمباحثات التجارية تمر بمرحلة حرجة. وبينما تطالب الدول النامية بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية واليابان بخفض الدعم المالي للمنتوجات الزراعية، تدعو البلدان الصناعية من جانبها إلى تعامل أفضل في مجال تصدير الخدمات الى بلدان الجنوب. لذلك عُلق امل كبير على مؤتمر الأمم المتحدة الحادي عشر للتجارة والتنمية الذى انعقد في البرازيل. ويشكل المؤتمر للبرازيل ولساو باولو، أهمية خاصة. فهو المؤتمر الثاني الكبير الذي تستضيفه البرازيل منذ قمة الارض التي عقدت في ريو دو جانيرو قبل 12 عاما.
وبينما شاركت البلدان النامية بحضور رؤساء الدول والوزراء، لم ترسل البلدان الصناعية الى المؤتمر ممثلين عنها رفيعي المستوى. وقد اعتذرت وزيرة التنمية الألمانية، هايدي ماري فيتشوركك ـ تسويل عن المشاركة، فترأس الوفد الالماني وكيل وزارة الاقتصاد الفريد تاكةالذي صرح قائلاً:
يعتمد الأمر أولا على ختام جولة المباحثات بشأن التجارة الدولية. لأن جولة
المباحثات هذه تفتح أمام البلدان إمكانيات جديدة للتصدير والتطور. هذا ما نجده مهماً وضرورياً من وجهة النظر الألمانية. أملي أن نقترب أكثر من هدفنا بالتوصل إلى نهاية إيجابية، في منتصف العام الحالي. صحيح أن المباحثات في إطار منظمة التجارة والتنمية لا تتناول مباحثات منظمة التجارة الدولية الحالية، لكن رغم ذلك، تلتقي خلف الكواليس وفود عديدة. علاوة على ذلك، يتباحث مفوض الشؤون التجارية في الاتحاد الأوروبي، باسكال لامي مع دول قارة جنوب أميركا التي تفاوض منذ أكثر ما يقارب عشر سنوات على اتفاق ينظم حرية التجارة، دون التوصل إلى اتفاق ملموس. فما زال كل طرف متشبث بمواقفه. إذ بينما يطالب الاتحاد الأوروبي بتعامل أفضل في مجال الخدمات، تطالب الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي والباراغواي بفتح الأسواق الأوروبية الخاصة بالمنتجات الزراعية أمام منتجاتها مثل لحوم البقر والقمح والسكر. وبهذا الصدد تمارس البلدان النامية دائماً نقدها لمبدأ الحماية الذي تتبعه دول الشمال ويحدد الاستيراد. ويعلق رئيس جمهورية الدومينيكان قائلاًً:
إذا نظرنا مثلاً الى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ورأينا كيف تدعو لحرية التجارة، فإننا سنعجب بسبب التناقض بين دعوتها هذه والحماية الجمركية التي تتبعها بما يخص استيراد الحديد، أو ما يتعلق بالقانون الخاص بحماية المزارعين الأمريكيين، الذي يقدم الدعم للمنتوجات الزراعية المحلية.