من المتوقع ان تتقدم الاسواق المالية الامريكية ببطء في الاسابيع المقبلة في وقت يترقب فيه المستثمرون تحرك الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاد الامريكي الذي سجل الاسبوع الماضي مؤشرات ضعف.
وجاء التقرير الشهري حول الوظائف والذي صدر الجمعة الماضية مخيبا حيث اظهر ان الاقتصاد الامريكي لم يستحدث سوى 112 الف وظيفة في يونيو مقابل 235 الفا في مايو اي اقل بمعدل النصف من توقعات المحللين.
وبالاضافة الى ذلك فان الطلبيات الصناعية تراجعت الشهر الماضي وسجل قطاع البناء اداء اقل مما كان متوقعا فيما سجل النشاط الصناعي تعثرا. والنبأ السار الوحيد الذي صدر الاسبوع الماضي هو ان ثقة المستهلكين بلغت اعلى مستوياتها منذ عامين.
وقال سكوت وين خبير البورصة لدى ايه جي ادواردز: الاسبوع الماضي كانت لدينا ارقام اقتصادية جيدة جدا وهذا الاسبوع كانت اقل ايجابية. لقد بدأ المستثمرون بالتالي القلق ازاء بطء النمو الامريكي .
من جهته قال لاري واكتل خبير البورصة الرئيسي لدى واشوفيا سيكيوريتيز ان الاقتصاد الامريكي لم يعد يبدو في افضل حالاته.
واضاف: لقد شهدنا انتعاشا قويا بدفع من خفض الضرائب واعادة تمويل قروض العقارات بفضل نسب فوائد في ادنى مستوياتها منذ اكثر من 40 عاما في الولايات المتحدة، لكن كل ذلك بدأ ينفد .
وتابع انه من المتوقع ان تتقدم الاسواق باعتدال كبير خلال الاشهر المقبلة.
لكنه لفت الى انه في حال ما اذا كانت نتائج المؤسسات في الفصل الثاني التي سيبدأ نشرها في منتصف يوليو جيدة فان ذلك يمكن ان يعطي دفعا لمؤشرات البورصة.
ورغم بعض المؤشرات السلبية حيث حذرت وول مارت - شركة التوزيع الاولى- من ان مبيعاتها في يونيو كانت اقل مما هو متوقع فيما اعلنت جنرال موتورز ان ارقامها تراجعت بمعدل 15% في الشهر نفسه، فان توقعات الخبراء جاءت ايجابية جدا حول اداء الشركات الامريكية في الفصل الثاني.
لكنها تراهن بغالبيتها على تباطؤ كبير لنمو الارباح في نهاية السنة. من جهته يقول آرت هوغان الخبير الاستراتيجي الرئيسي في بنك جيفريز ان الاقتصاد لا يزال قويا مشيرا الى ان موسم النتائج سيكون جيدا وان السوق لم تأخذ ذلك في الاعتبار بعد.
واضاف انه من المرتقب ان يكون اداء البورصة افضل في الفصل الثاني.
وسيترقب المستثمرون بالتالي الاحصاءات الاقتصادية في الولايات المتحدة في الاسابيع المقبلة لا سيما تلك المتعلقة بالتضخم الذي بدأ مجددا بالارتفاع مما يثير قلق المستثمرين. وقال آرت هوغان سنبقى متيقظين حيال المؤشرات الاقتصادية وحيال ما سيقوم به الاحتياطي الفيدرالي في اغسطس.
وقد رفع الاحتياطي الفيدرالي الامريكي نسبة الفائدة الرئيسية ربع نقطة الاربعاء للمرة الاولى منذ اربعة اعوام لتصل الى 1.25بالمائة بهدف وقف ارتفاع التضخم. وكانت هناك مخاوف من ان تكون هذه الزيادة بداية حلقة انقباض نقدي لكن الاحتياطي الفيدرالي الامريكي شدد على ان رفع معدلات الفائدة سيكون تدريجا، مؤكدا ان المعدلات المتدنية سيتم التخلي عنها بوتيرة مدروسة . كما ان الانباء المخيبة عن سوق الوظائف نشطت سوق سندات الخزينة لان غالبية المتعاملين يعتبرون الان ان الاحتياطي الفيدرالي لن يكون بحاجة لرفع نسب الفوائد كثيرا.
واذا كانت غالبية المتعاملين تراهن على زيادة جديدة بربع نقطة لمعدلات الفوائد الرئيسية للاحتياطي في اغسطس فان لاري واكتل يعتبر انه اذا بقيت الاخبار الاقتصادية غامضة فان الاحتياطي لن يكون بحاجة بالضرورة الى رفع نسب فوائده . ومثل هذا الامر سيؤدي الى انفراج في سوق سندات الخزينة مما يمكن ان يحرك نشاط البورصة بشكل غير مباشر.