بعد قرابة 14 عاماً من الأسر، شيع أمس في دولة الكويت جثمان الشاب السعودي النوري خلف قويعان الظفيري إلى مقبرة الشهداء في الصليبيخات.
وكان النوري الظفيري أسر في الكويت قبل 14 عاماً، إبان الاحتلال العراقي لدولة الكويت، وكان يبلغ من العمر حينها 17 عاماً، وقد اكتشف رفاته في إحدى المقابر الجماعية التي تسبب بها النظام العراقي البائد، في منطقة العمارة العراقية.
وروى مناور الظفيري، الشقيق الاكبر للشهيد، خلال اتصال هاتفي أجرته معه (اليوم) من الكويت، أن شقيقه أسر إبان الغزو العراقي الغاشم، وتحديداً في تاريخ 7/12/1990م، عند محاولته دخول الأراضي الكويتية، للمشاركة في أعمال المقاومة الكويتية لمواجهة الاحتلال العراقي، ولكنه أسر على الحدود الكويتية ـ السعودية.
وكانت أسرة النوري (والداه و4 أشقاء) تقيم حينها في دولة الكويت، وكان ابنها معها، يدرس في المرحلة الثانوية، وعند الغزو غادرت إلى محافظة حفر الباطن، ولكنه كان مصراً على المشاركة مع المقاومة الكويتية ضد القوات العراقية.
وأضاف شقيقه: خلال فترة أسره حاولنا جاهدين معرفة أي أخبار تتعلق بشقيقنا، ولكن كانت الأخبار التي تأتينا عبر أسر الكويتيين غير مؤكدة، وقبل سقوط النظام العراقي البائد بلغتنا أخبار مؤكدة من أحد العراقيين، أنه لازال على قيد الحياة في أحد المعتقلات العراقية. وعبرت والدته (65 عاماً)، وبدموع وحرقة عن أساها الشديد على فقدانها أحد أبنائها، ولكنها احتسبته عند الله من الشهداء.. وقالت أنها كانت تأمل في عودته، حتى علمت عن طريق التلفزيون الكويتي باكتشاف رفاته.. ووصفت الأم وقع الخبر عليها بأنه (كان مثل الصاعقة).
وأكدت سفارة المملكة في دولة الكويت أن الشهيد الظفيري مسجل لديها ضمن قائمة الأسرى السعوديين لدى النظام العراقي، والذين كانت اللجنة الكويتية للبحث عن الأسرى والمفقودين في العراق تتولى متابعة شؤونهم.
وأوضح سفير المملكة في دولة الكويت أحمد اليحيى أن السفارة تسلمت جثمان النوري الظفيري، وقامت بدورها بتسليمها إلى ذويه، وتم تكليف السكرتير الأول في السفارة بالمشاركة في دفنه، وتقديم واجب العزاء.
من جهة أخرى رجحت مصادر أن السعوديين الذين لم يتم العثور عليهم، ولا على رفاتهم، واللذين كانوا أسرى لدى النظام العراقي هم 5 أسرى، بعد أن كانوا 7، عُثر على أحدهم قبل سنة، بالإضافة إلى الظفيري الذي عثر على جثمانه الأسبوع الماضي، ولا تزال أسر الخمسة الأسرى الباقين في انتظار معرفة مصير أبنائهم.