ناقش مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امس الاربعاء مع مسؤولي الطاقة الذرية الاسرائيليين مسألة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية في الوقت الذي حذر فيه مسؤول في الاستخبارات الاسرائيلية من ان ايران قد تمتلك قنبلة نووية خلال اربع سنوات.
وقال البرادعي للصحافيين بعد لقاء في تل ابيب مع جدعون فرانك رئيس هيئة الطاقة الذرية في اسرائيل ان الاسرائيليين عبروا عن مخاوفهم في ما يتعلق بايران.
واضاف اننا نناقش كافة المسائل المتعلقة بانتشار الاسلحة النووية في الشرق الاوسط. اذا ارادت جهة اثارة المسالة الايرانية فساقول لهم اين نقف وماذا نفعل.
وقد برزت المسالة الايرانية في محادثات البرادعي التي تاتي في الوقت الذي نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن اهارون زئيفي رئيس الاستخبارات الاسرائيلية قوله ان ايران قد تمتلك قنبلة نووية بحلول عام 2008 اذا لم توقف الوكالة الدولية جهود ايران للحصول على اسلحة نووية.
وتحقق الوكالة الدولية في برنامج ايران النووي منذ شباط فبراير 2003 ودان مجلس الوكالة المؤلف من ممثلين عن 35 دولة طهران في حزيران يونيو لعدم تعاونها بشكل كاف وحثها على تقديم المزيد من المعلومات حتى يتم الانتهاء من التحقيقات في غضون اشهر قليلة.
وبدأ البرادعي زيارته لفلسطين المحتلة مؤكدا أن من يتوقع أن تتخلى اسرائيل عن أسرارها النووية فهو واهم. وقال ان هذه الأمور لا تتم في اسرائيل بين ليلة وضحاها ولكنني أعتقد ان بدء الحوار الامني باكرا افضل. واضاف على الناس ان يفهموا ان هذا امر يناقش منذ 30 عاما.
واليوم يجري البرادعي محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي قال أمس الأول ان اسرائيل ستواصل سياسة الغموض بشأن قدراتها النووية.
واسرائيل ليست عضوا في معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية الا ان البرادعي قال انه يامل في اقناع الحكومة الاسرائيلية بالتوقيع على اتفاقيات اخرى مع الوكالة الدولية.
ويتوقع ان يسعى البرادعي الى التوصل الى اتفاق ينص على ان تقوم اسرائيل باعلام الوكالة بوارداتها وصادراتها من المواد النووية.
وقام البرادعي امس الاربعاء بالتحليق فوق فلسطين المحتلة والتقى وزير الصحة داني نافه. وقال: ان الطريق طويل .. ولكن يجب ان نخطو الخطوة الاولى مؤكدا ان هذا يمكن ان يحدث من خلال توقيع اسرائيل على بروتوكول اضافي مع الوكالة.
ويحلل خبراء زيارة البرادعي لاسرائيل بأنها في معظمها سياسية لاقناع الدول العربية بان الوكالة الدولية قلقة بشان نشاطات اسرائيل النووية مثلما هي قلقة بشان نشاطات ايران.
وهكذا استغلت اسرائيل زيارته لممارسة الضغط على طهران بكيل الاتهامات وإظهار الخطر الذي تعيشه دولة الاحتلال في المنطقة.
وقال البرادعي ان الاسرائيليين ابلغوه انه لا يمكن ان يفكروا في اجراء محادثات حول التخلي عن اسلحتهم النووية لانهم لا يمكن ان يخفضوا من سقف اجراءاتهم الامنية بعد ان قالت ايران انها ترغب في تدمير اسرائيل.
واضاف البرادعي لم نحرز اي تقدم فعلي لان الاسرائيليين اعترضوا بقولهم: انه لا يمكنهم ان يناقشوا ذلك قبل التوصل الى حل شامل (في الشرق الاوسط).