DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المالك يدير الامسية

خالد المالك: عدت إلى حائل مدينة الحلم الجميل

المالك يدير الامسية
المالك يدير الامسية
بمقدمة ادبية, وببلاغته المعهودة افتتح خالد المالك رئيس تحرير الجزيرة امسيته الصحفية التي اقيمت ضمن فعاليات مهرجان حائل السياحي (حايل.. صيفها هايل 3) والذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية منتصف الاسبوع بحضور رئيس واعضاء مجلس الغرفة ونخبة من المثقفين والاعلاميين. الامسية قدم لها عميد كلية المعلمين الدكتور عثمان بن صالح العامر واستهلها بلمحة عن الصحافة السعودية والتحديات التي تطالها وحديث عن فارس اللقاء وتجربته الصحفية الثرية واستعراض نجاحاته في المحيط الاعلامي والعربي. هذه الامسية كانت مفاجأة مضمخة بعبق المشاعر ودفء الاحاسيس وشاعرية الكلمات فجرها المالك الذي بدأ الحديث قائلا: انا هنا في القرية .. في حائل .. بين اجا وسلمى .. وفي ضيافة حاتم الطائي .. وعلى مقربة من اخبار امرىء القيس .. ولست بعيدا من قبر عنترة بن شداد .. وحيث تطل علينا قصة الاربعين عاما من الحرب بين عبس وذبيان .. انا هنا حيث اسماء اخرى كثيرة وخالدة, كخالد بن الوليد, وزيد الخيل او الخير, واوس بن حاتم الطائي, والزير سالم, وغيرهم وغيرهم. اسماء مرت .. واحداث توجت وارخ لها .. من خلال سيرة ومسيرة حائل المجيدة. اجل, هأنذا اعود الى حائل الحبيبة من جديد .. زائرا اهلها .. وسائحا في ربوعها .. مستمتعا بوشوشات سعف نخيلها .. وراغبا وحريصا على ان ارى بام عيني قطرات الندى مع الصباح الجميل على الوريقات المتدلية من اغصان اشجارها .. ويمضي المالك متغنيا بحائل ببرد النعيم في ديارها ورحيق ازهارها وورودها وكل ما الجمال فيها .. فهنا تتوالد وتتكاثر وتنمو وتزدهر وتتوالد اشجار الحب بين الناس وفي حائل يتحدث التاريخ عن فروسية الرجال وشجاعة الرجل. وهنا تشتعل مواقد الكرم ضمن الكثير من التقاليد العربية الاصلية. جئت الى حائل لماذا جئت الى حائل؟ لم يطرح المالك هذا السؤال ليجيب عنه احد سواه وان تضمنت اجاباته اجابات الكثيرين ممن عشقوا حائل وجسد هو هذا العشق في كلمات. يقول المالك: جئت الى حائل لاستمتع واستمع معكم الى مواويل حبكم لحائل وصداه وهو ينساب من اجا وسلمى, ويقترب منا مخترقا هذا الفضاء الواسع, حاملا الى مسامعنا جميعا كلماتكم المغناة بمعانيها السامية, وبصوت ابن الشمال العذب, وبلهجته المتميزة, ونغمه الجميل.. على امتداد مساحات الجمال في عروس الشمال.. حث غناها بالفلكلور الشعبي.. وتميزها بالفنون الكثيرة والمتنوعة.. وحيث ظلت وفية لماضيها.. متمسكة بما ميزها على غيرها. فهنا في حائل توجد كنوز المعرفة.. وهنا بعض ما اغرى الرحالة والمستشرقين والمؤرخين منذ القدم على زياراتها وتقديم دراساتهم وابحاثهم واستكشافاتهم عن هذا الجزء المهم من العالم.. ولاشك ان ما يحدث اليوم من تعامل مع المستجدات في حائل بحثا وتنقيبا ودراسة, وبكل هذا الاهتمام الكبير, هو امتداد طبيعي لهذا التاريخ البهي الذي تدور احداثه وتروى قصصه عن حائل المدينة, وحائل المنطقة, وحائل الانسان.. (يا امة لم تبن من اجسامها غير الكرامة والندى الوقاد) (ما بين فتيان على قمم العلا وشيوخ مجد شامخ الاطواد) المعشوقة حائل وتمضي قصيدة العشق المالكية لحائل ممتطية الزمن تصول وتجول في القرب والبعد تسرد وتصف وتعبر وتكشف وتداعب وتحاور حائل.. اذ هي معشوقتكم .. لا, بل هي معشوقتي ايضا .. بسهولها وجبالها وكثبان الرمل فيها .. بأوديتها وشعابها وفياضها وعيونها ورياضها .. وراوبيها وواحاتها وهضابها .. وبكل شجرها وحجرها .. وحضاراتها .. واثارها .. وبوصفها درة مدن الشمال .. وملمح المدن .. وملهمة الشعراء .. الم ينشد شاعرنا: يا حائل المجد مجدي ان اكون هنا انيخ قلبي في سلمى الرؤى واجا الى ان يقول: يا حائل المجد كم مجد شمخت به تندى الشواهق من تذكاره ارجا فهاهي حائل اذا التي علمتنا وتعلمنا اصول الضيافة الحقيقية والكرم الاصيل من حاتمها .. وهي التي لم تغب عن الاحتكاك بالحضارة الاشورية .. وكانت علاقاتها حميمة بحضارات الشام وفلسطين.. ومع دولة المناذرة في الحيرة .. مثلما هو تأثرها بالحضارة البابلية .. هاهي حائل اذا مع كل هذا التزاوج المتعدد من هذه الحضارات وغيرها تبدو جميلة وانيقة ورشيقة وجاذبة للاعجاب الى اليوم.. امجاد حائل والحديث عن هذه الديار .. حيث تختزن الكثير من اخبار التآخي بين المعارف والعلوم الانسانية.. وحيث كان لها السبق في انتشار التعليم اولا على مستوى مدن منطقة نجد.. في زمن تفشي الامية والجهل والفقر.. ويوم كان الانسان لا يشغله التعليم عن البحث بالكاد عن قوت يومه.. هو حديث علي ان اؤكد - بما هو ثابت وموثق - ان حائل كانت اذ ذاك شيئا اخر في نظرتها الى التعليم باعتباره هو الثروة الحقيقية التي قادت الوطن الى ماهو عليه اليوم من تطور ونمو بانتظار ما هو افضل.. ما الذي اضيفه؟ يقول رئيس تحرير الجزيرة وفي حضرة حائل: فكرت طويلا وكثيرا مع كل ما قيل عن حائل في الماضي الحاضر, وتساءلت: ماذا يمكن لمثلي ان يضيف لحائل من جديد بعد ان ارخ لها هذا العدد الكبير من الرحالة والمستشرقين.. وبعد ان كتبوا عنها ما كتبوا بما هو بعض حقها لمن اراد ان ينصفها؟! وبحثت عن شيء غاب او ان كان قد غيبه هؤلاء الاغراب الذين قدموا من ايطاليا وفنلندا وبريطانيا وفرنسا وامريكا وروسيا وغيرها الى حائل, لتوثيق تاريخها الحافل بالاحداث والتطورات والمشاهد والمواقف المهمة على امتداد تاريخ الوطن.. فما وجدتهم قد ابقوا للمتأخرين مثلي من شيء يمكن ان يقولوه, او يكتبوا عنه, ليضيفوا به شيئا ذا قيمة الى قصة التحدي الكبير الذي شاب وساد حياة الناس في حائل وميزهم واعطاهم كل هذه المساحة الكبيرة من صفحات التاريخ. تاريخ ممتد ولعلي لا اضيف جديدا حين اواصل اسماعكم انطباعاتي عن منطقة يغنيكم ما كتبه الاسبقون عنها من ان يأتي من هو مثلي بالحديث عن تاريخ يمتد الى الاف السنين, وقد كان هذا التاريخ حافلا بالمواقف والاحداث, وغنيا بالصور الابداعية التي تحدث بها وعنها الغريب, غير ان ما اريد ان اؤكده لكم اني لم اكتب ما تسمعونه مني الان بعاطفة من يحب هذا الديار دون تمعن في مدلول كلماتي, وانما هي انطباعات حقيقية وصادقة, بعضها اعتمدت فيه على قراءات سريعة لما نشر عن بلاد الجبلين منسوبا للرحالة والمستشرقين, وكذلك ما كتبه المختصون من باحثين ومؤرخين وشعراء في العصر الحديث, وبعضها لا يعدو ان يكون لقطات ومشاهدات سريعة لزيارات سابقة اتيح لي ان اقوم بها لحائل, وان لم تكتمل صورة هذه اللقطات او تتكامل ملامحها كما كنت اتمنى واريد. واقول لكم صادقا: ان حبي لحائل لن يكون اقل من تلك الكلمات المضيئة والمشرقة التي قالتها تلك الرحالة وهي تعود الى بلادها مبهورة مما رأته ولمسته وتعرفت عليه من سحر هذه المدينة وجاذبيتها واعجاب الزائر بها.. فقد ملأت قارورة من رمل النفود هنا - هكذا تقول - لتصنع منه ساعة زجاجية بعد ان ادهشها لونه القرمزي الفاتح. وبالنسبة لي فان قارورة واحدة لا تكفي لاملأ حبي الكبير لشام نجد وقد امتزج هذا الحب وتناغم مع تكويناتها وتشكيلاتها الطبيعية, واخذ من قيصومها وشيحها والحوذان والخزامى والنفل والاقحوان, ومن رحيق ازهارها وكل شجرة او شجيرة ذات رائحة عطرية ما يليق بمقام ومكانة وطن الاباء والشموخ. ذكريات حائلية وعن اول زيارة له لحائل يقول المالك: اتذكر الان انني جئت الى حائل في اولى زياراتي لها ضمن فريق من الاعلاميين ابان زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز منذ ما يربو على خمسة وثلاثين عاما,. كانت الزيارة - ولاشك - فرصة لي للتأمل والمشاهدة واستذكار التاريخ بالقرب من المواقع والاثار التي تحدث عنها الاقدمون والمعاصرون. ثم مع سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز, كنت ايضا ضمن اعلاميين اخرين ازوركم هنا كاخر مرة تتاح لي فرصة ثمينة لملء رئتي باستنشاق الهواء النقي من هذه الاجواء, فيما جبلا اجا وسلمى على امتداد نظري مع بقية السلسلة الذهبية من الرموز والاحداث التي قال التاريخ انها مرت من هنا, وهي اذ ذاك كانت امامي وخلفي, وعن يميني ويساري كما هي اليوم. وكانت هناك زيارة ثالثة يوم دعيت للمشاركة في نشاط منبري جمعني بسمو امير المنطقة السابق الامير مقرن بن عبدالعزيز, وقد تزامن تاريخ تنظيمه مع مضي بضعة شهور على تسلم الامير للامارة هنا. وما بين اولى زياراتي الى حائل .. واخر ما اكتحلت به عيناي من معالمها الجميلة .. بين هاتين الزيارتين .. وما بينهما من زيارة اخرى اثيرة عندي .. والى ان اهديتموني مساء اليوم هذه الاطلالة الجديدة على معالم حائل .. فقد مضت سنوات .. وتغيرت امور .. واستجدت قضايا .. ولكن حائل - المنطقة والمدينة - بقيت متمسكة بشموخها وابائها واصالتها ولم تتغير .. الا بمقدار ما جسدت وتجسد تقاليد السمو والكبرياء والاخلاص من الرجال والنساء فيها. لست غريبا ويؤكد المالك من خلال رصده انه ليس غريبا على حائل واهلها وان طال غيابه عنها وهي في ذاكرته باتساع تاريخها ومكانتها ومكانها. وينهي المالك كلمته قائلا: ايها الاخوة اردت بما سمعتموه مني.. ان اوجه التحية لحائل.. الارض والانسان.. بعد ان شغلني الاعجاب والانبهار بها وبكم عن موضوعنا هذا المساء.. فعذرا ان اخذ مني ذلك بعض وقتكم.. وشكرا لمن دعاني لاعانق: (جبلان ما شهدا على غير الهدى والنبل والتمكين والاسعاد) هذا وقد تضمنت الامسية العديد من الاسئلة والحوارات التي اقامها الحضور مع رئيس تحرير الجزيرة حول الصحافة السعودية والهجمات على المملكة وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات, وغيرها من الاسئلة التي اجاب عنها المالك بحضور وفكر ثاقب واثلجت صدر الحضور كما اثلجت صدورهم قصيدة المالك في عشق حائل.
جانب من الحضور
أخبار متعلقة