قالت مصادر سياسية ان شمعون بيريس زعيم حزب العمل الاسرائيلي المعارض وافق امس على التعاون مع رئيس الوزراء اليميني ارييل شارون من أجل دفع خطة الانسحاب من قطاع غزة، في الغضون التقى امس موفدان اميركيان مع رئيسي الوزراء الفلسطيني احمد قريع والاسرائيلي ارييل شارون في اعقاب رأي محكمة العدل الدولية ضد "الجدار" الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية.
وكان شارون (76 عاما) قد التقى مع بيريس (80 عاما) لبحث فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية لكن من المتوقع أن يجريا مزيدا من الاتصالات مع مؤيديهما قبل بدء المفاوضات بشأن تشكيل حكومة ائتلافية.
وقال مصدر سياسي بارز اتفقا على مساندة خطة غزة، وتابع لكن المفاوضات لا تزال في مرحلة مبدئية للغاية ولم يبحثا قضايا محددة، حيث
قال بيريس انه لايزال يتعين عليه الحصول على تفويض من حزبه اذا كان حزب العمل سينضم الى الحكومة.
وخرج بيريس الذي اقترح منذ فترة التخلي عن غزة مبتسما من افطار عمل مع شارون لكنه لم يدل بأي تصريحات.
وتقضي خطة شارون للانسحاب الاحادي الجانب بالتخلي عن جميع المستوطنات في غزة وعددها 21 مستوطنة وعن أربع مستوطنات من بين 120 مستوطنة في الضفة الغربية بحلول نهاية العام المقبل.
كما أقرت الحكومة الاسرائيلية خطة الانسحاب بعد أن فصل شارون وزيرين يمينيين ولكن الامر كلف الجنرال السابق الاغلبية التي يتمتع بها في البرلمان والتي يحتاجها العام المقبل حتى يمضي قدما في تنفيذ مراحل الخطة التي تدعمها الولايات المتحدة.
ويرغب معظم الاسرائيليين في التخلي عن غزة حيث يعيش 7500 مستوطن في جيوب خاضعة لحراسة مشددة بين 3ر1 مليون فلسطيني.
وفي مقابل الانضمام لحكومة ائتلافية طالب بيريس الحاصل على جائزة نوبل للسلام بانسحاب اسرع كما يريد اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين الذين يخشون ان تتخلى اسرائيل عن غزة فقط فيما تشدد قبضتها على الضفة الغربية.
ويقول بعض المطلعين على بواطن الامور ان من بين العقبات الكبيرة الاخرى أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية رغبة بيريس فيما يبدو في العودة لوزارة الخارجية في أي ائتلاف جديد. لكن تنحية وزير الخارجية سيلفان شالوم قد يعزز المعارضة لشارون داخل حزب ليكود.
وهناك بالفعل حالة من الغضب داخل الليكود من احتمال انضمام العمل للحكومة، اذ يعارض كثير من أعضاء الليكود التخلي عن أي أراض ويقولون ان خطة شارون للانسحاب من غزة ستكافىء الفلسطينيين.
وفيما يتعلق باحتمال اقامة تحالف مع الليكود قال عوزي كوهين عضو الليكود البارز سنعارض بكل السبل أي محاولة لالحاق هذا السرطان بالليكود. وشكل حزبا العمل والليكود تحالفا هشا خلال ولاية شارون الاولى من عام 2001 الى عام 2003 لكن التحالف انهار في خلاف على تمويل المستوطنات اليهودية.
وازدادت وتيرة العنف في غزة منذ أعلن شارون خطته للانسحاب في أوائل هذا العام.
الى ذلك من المقرر ان يكون موفدان اميركيان قد التقيا امس مع رئيسي الوزراء الفلسطيني احمد قريع والاسرائيلي ارييل شارون في اعقاب راي محكمة العدل الدولية ضد (الجدار) الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية.
وافاد مصدر دبلوماسي اميركي ان (الرجل الثاني) في مجلس الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي والمسؤول عن ملف الشرق الاوسط في هذا المجلس اليوت ابرامز التقيا اولا قريع في رام الله (الضفة الغربية) ثم تناولا العشاء مساء مع شارون في القدس المحتلة.
ووفق مصادر فلسطينية فان قريع طلب في هذه المناسبة من واشنطن عدم عرقلة قرارات في الامم المتحدة تدين الجدار الفاصل الجاري بناؤه في الضفة الغربية.
وتريد السلطة الفلسطينية ان ترفع رأي محكمة العدل الدولية الى الجمعية العامة للامم المتحدة ولكن ليس الى مجلس الامن في هذه المرحلة لتجنب الفيتو الاميركي.
وكانت محكمة العدل الدولية اعتبرت في التاسع من تموز/يوليو ان جدار الفصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية غير قانوني، مطالبة بهدمه والتعويض على الفلسطينيين المتضررين منه.
وحذرت وزارة الخارجية الاميركية من جهتها الفلسطينيين من اي محاولة لحمل الامم المتحدة على تطبيق قرار محكمة لاهاي.
من جانبه طالب شارون بضمانة من الاميركيين بانهم سيدعمون اسرائيل في الامم المتحدة.
وبحث الموفدان مع مسؤولين اسرائيليين خطة الانسحاب الاحادي من قطاع غزة ومسألة المستوطنات العشوائية التي تعهدت اسرائيل بتفكيكها والتي لا يزال عدد كبير منها قائما.
وكان الموفدان الاميركيان تباحثا في نهاية اذار/مارس مع شارون بشأن (خطته للفصل) التي تبنتها الحكومة الاسرائيلية مبدئيا وتنص على انسحاب اسرائيل على مراحل من قطاع غزة بحلول نهاية 2005.