أخبار متعلقة
لا يمكن أن يختلف اثنان على أن المنتخب السعودي هو صاحب الحظوظ الافضل بين المنتخبات العربية للفوز بلقب بطل كأس الامم الاسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم التي تنطلق غدا السبت وتستمر حتى السابع من الشهر المقبل في الصين بمشاركة 16 منتخبا نصفها تمثل دولا عربية هي إلى جانبه الكويت وقطر والامارات والبحرين والعراق والاردن والبحرين. لكن هذا لا يعني إطلاقا أنه يمكن إغفال فرص المنتخبات العربية الاخرى المشاركة في هذا الحدث القاري المهم. وإذا كانت الكويت تجيء في المركز الثاني من حيث حظوظ نيل اللقب من بين المنتخبات العربية بعد السعودية فان قطر أيضا لا تقل فرصا عنها. ويحفظ المنتخبان الكويتي والقطري بعضهما البعض عن ظهر قلب إذ ضمتهما المجموعة الثانية في التصفيات والتي تربعت الكويت على قمتها برصيد 16 نقطة في حين جمعت قطر 11 نقطة وتأهلت من المركز الثاني. وفازت الكويت على فلسطين 4-صفر و2-1 وعلى سنغافورة 4- صفر و3- 1وعلى قطر 2-1 وتعادلا 2-2 . في حين تغلبت قطر على سنغافورة 2-صفر مرتين وعلى فلسطين 2-صفر وتعادلا 1-1 فضلا عن نتيجتي مباراتيها مع الكويت.
وتعرض المنتخب الكويتي لانتقادات شديدة في أعقاب النتائج المتواضعة التي حققها في دورة كأس الخليج الفائتة والتي استضافها ما بين ديسمبر ويناير على أرضه. وقدم الشيخ أحمد الفهد رئيس الاتحاد آنذاك استقالته مؤكدا أنها جاءت لاعطاء الفرصة للاخرين لتحقيق الاصلاحات اللازمة لاعادة الكرة الكويتية إلى سابق عهدها وإعدادها بما يتناسب مع هذا المحفل الاسيوي الكبير خصوصا أن الكويت كانت أول دولة عربية تستضيف هذا الحدث وتحصل على اللقب في عام 1980. ولم تكد الامور تنصلح حتى تعرض عدد كبير من اللاعبين الكويتيين إلى الايقاف بسبب أعمال شغب وقعت في مباراة القادسية الكويتي والسد القطري ضمن مسابقة الاندية الاسيوية. وتأزم الموقف بشدة بين الاتحادين الاسيوي والكويتي لكن واسطات خير ساهمت في رفع الايقاف عن غالبية اللاعبين وعودة المياه إلى مجاريها بين الطرفين. وقرر الاتحاد الكويتي الاعتماد على المدرب الوطني وعين محمد إبراهيم الذي أعد برنامجا جيدا للمنتخب استعدادا للنهائيات الاسيوية انتهى بمعسكر خارجي استمر أسبوعين في مدينة مونتانا السويسرية قبل التوجه إلى الصين مباشرة.
ولعب المنتخب الكويتي خمس مباريات تجريبية خلال المعسكر السويسري وأكد إبراهيم أن هذه التجارب حققت هدفها المنشود وأظهرت للجهاز الفني العناصر التي سيعتمد عليها خلال المنافسات الاسيوية.. مشيرا إلى أن الهدف الاساسي لهذه التشكيلة الجديدة هو الوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة المقررة عام 2006 في ألمانيا.
وعاش منتخب قطر فترة من الاستقرار النفسي والفني في الآونة الاخيرة وعمل المدرب الفرنسي فيليب تروسييه على إزالة الشوائب المتراكمة بين عدد من اللاعبين أصحاب الخبرة والمسؤولين عن اللعبة في قطر. وحاول تروسييه تدعيم المنتخب القطري بتجنيس ثلاثة لاعبين برازيليين بيد أن الاتحاد الدولي رفض الفكرة جملة وتفصيلا من دون أن يبدي أي تفسيرات أو توضيحات لقراره الذي اعتبره القطريون مخالفا لما هو سائد بشأن منح جنسية أي دولة لمواطنين من دول أخرى. وإذا تبقى من كبار البطولات الاسيوية عربيا العراق والامارات والبحرين فان الاول عانى كثيرا في الفترة الاخيرة بسبب نقص المال والامن والامان بفعل الاوضاع العسكرية والسياسية هناك حتى أن مدربه الالماني بيراند شتانغ قرر تركه قبل أسابيع من بدء النهائيات الاسيوية. وسيقود المدرب العراقي عدنان حمد منتخب بلاده في هذه المناسبة. وهذه ليست المرة الاولى التي يلجأ فيها الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى عدنان حمد لانقاذه من هكذا ورطة إذ سبق له أن قاد المنتخب في مناسبات عدة بيد أنه سرعان ما ترك منصبه لمدرب أجنبي جديد. وتأهل العراق إلى النهائيات من المركز الثاني للمجموعة السادسة بالفوز على ميانمار 3-1 و3-صفر وعلى ماليزيا 5-1 وتعادلا صفر-صفر وعلى البحرين 5-1 بعد أن خسر أمامها صفر-1 . واللافت أن العراقيين حققوا إنجازا مهما قبل أسابيع قليلة على رغم الظروف الصعبة التي يعيشون فيها إذ تأهلوا لنهائيات مسابقة كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية المقبلة التي تنطلق الشهر المقبل في العاصمة اليونانية أثينا ما يعني أنهم لن يكونوا مكسر عصا خلال النهائيات الاسيوية المقبلة. أما البحرين التي تأهلت من المركز الاول للمجموعة نفسها ففازت على العراق 1-صفر وخسرت أمامه 1-5 وتغلبت على ميانمار 4-صفر و3-1وعلى ماليزيا 3-1 وتعادلت معها 2-2.
ولعبت الامارات ضمن المجموعة السابعة تحت قيادة المدرب الانكليزي روي هودجسون لكنها ستخوض النهائيات مع المدرب الهولندي إدي موس الذي تولى المهمة أخيرا. وحلت الامارات ثانية في مجموعتها برصيد 13 نقطة بفارق نقطة واحدة عن تركمنستان المتصدرة. وفازت الامارات على سريلانكا 3-صفر و3-1 وعلى سورية 3- 1 مرتين وخسرت أمام تركمنستان صفر-1 وتعادلت معها 1-1. ويحتاج الحديث عن صعود الاردن وسلطنة عمان إلى مجلدات ليس فقط لانهما حققا إنجازا تاريخيا بالتأهل للمرة الاولي وإنما لانهما خاضا التصفيات ضمن مجموعتين قويتين جدا. ولعب الاردن في المجموعة الرابعة وحلت ثانية بعد إيران وهي فازت على كوريا الشمالية 3-صفر مرتين وعلى لبنان 2-صفر و1-صفر وفجرت مفاجأة كبيرة بفوزها على إيران 3-2 قبل أن تخسر أمامها 1-4 بعدما كانت قد ضمنت التأهل. واعتمد الاردنيون على المدرب المصري المعروف محمود الجوهري الذي سبق أن قاد بلاده إلى التأهل لنهائيات كأس العالم عام 1990 في إيطاليا ثم فاز معها بكأس الامم الافريقية عام 1998 في بوركينا فاسو. والجوهري من أصحاب المدرسة الدفاعية البحتة لكنه عرف كيف يطورها في السنوات الاخيرة إذ بدأ يتبع أسلوبا دفاعيا يساهم في تنظيم الهجمات على مرمي الخصم مع حسن استغلال الهجمات المرتدة وهو ما فعله مع المنتخب الاردني فأوصله إلى النهائيات للمرة الاولى.
أما سلطنة عمان فقادها إلى النهائيات خبير كروي كبير هو التشيكي ميلان ماتشالا الذي سبق وقاد منتخبي الكويت والسعودية. واعتمد ماتشالا على مجموعة من اللاعبين الشبان الذين تألقوا في نهائيات كأس العالم للناشئين التي أقيمت عام 1997 في مصر وضم إليهم مجموعة من الناشئين الذين لفتوا الانظار بعد هذا التاريخ. ولعب المهاجم الهداف هاني الضابط دورا مهما في وضع بلاده على خارطة الكرة الآسيوية بوصولها للنهائيات القارية للمرة الاولى بعدما كانت تحصد الهزائم حصدا في الدورات الخليجية والتصفيات الآسيوية قبل بضع سنوات. من جانبه أعرب الامين العام للاتحاد الاسيوي لكرة القدم بيتر فيليبان غـير مرة عن سعادته بتأهل منتخبات جديدة للمرة الاولى للنهائيات القاريــة لان ذلك يـعني أن خــطط التطوير التي دأب الاتحاد على تطبيقها أثمر. وأضاف أتوقع أن يتكرر ما حدث في نهائيات كأس الامم الاوروبية التي أقيمت أخيرا في البرتغال حيث تألقت المنتخبات المغمورة وحققت نتائج مذهلة وأخرجت الكبار من الادوار الاولى". وتساءل من كان ينتظر أن تفوز اليونان باللقب؟. وتوقع أن تتألق المنتخبات التي تشارك للمرة الاولى بشكل لافت ولا أرى أي مانع في أن يحقق أحدها إنجازا تاريخيا ويفوز باللقب. وعن غياب عدد من النجوم البارزين عن منتخباتهم المشاركة في الدورة الثالثة عشرة لنهائيات كأس آسيا أمثال الحارس السعودي محمد الدعيع والنجم الياباني هيدوتوشي ناكاتا والمهاجم الاوزبكي ماكسيم شاتسكيخ قال فيليبان"لن يؤثر غيابهم كثيرا. أعتقد أن هذه الدورة ستشهد مولد مجموعة جديدة من اللاعبين الموهوبين ستجذب إليها الانظار وتمتع الجماهير وهذا هو المهم.
فرحة سعودية
البحرين في لقاء امام كوريا