اللافت للنظر في السياح القادمين للمملكة من دول خليجية مجاورة كقطر والكويت هو ادبهم الجم واخلاقياتهم العالية يستوي في ذلك الرجال منهم والنساء, وبينما نجد رجالهم يلتزمون في الغالب باللباس الوطني الخليجي والسمت الرجولي, فان نساءهم يحرزن قصب السبق في الاحتشام! فلم ألمح - حتى هذه اللحظة - ايا منهن ترتدي ما يشين, بل ورغم ان نصفهن تقريبا يكشفن وجوههن.. فان حجابهن كان من النوع الذي يؤدي الغرض منه على اكمل صورة خالية تماما من الاصباغ! اما العباءات فليس فيها اي طرف من التفنن او التلون والبهرجة.
اقول: جميل جدا ان تكون هذه صورة من يقدم الينا لكن من المحرج ان تقدم بعض الفتيات عندنا (بروفات اغراء) في هذا الصيف او يقدم بعض الشباب عروضا صبيانية تبعث على الغثيان!
تهامست طفلتان كانتا بصحبتي ذات يوم وهما تحدقان في نقطة ما امامهما وانفجرتا ضاحكتين سألتهما عن السبب فأشارتا - وهما تغالبان الضحك والعجب في نفس الوقت - الى فتى في حوالي السابعة عشرة من العمر.. يرتدي قميصا دون اكمام وبنطالا اقرب وصف له انه (نسائي)!! بينما شعره (الطويل) قد افرغ فوقه علبة رغوة تثبيت كاملة!! يده مشغولة بالامساك بالجوال بينما مشيته كانت كلها تكسر وتبختر!! تكررت رؤيتنا فيما بعد لشباب من نفس (الفصيلة)! ولكنهم اكبر سنا شعر طويل مثبت التسريح.. لا اكمام وملابس (حريمي) بلغ بعضها حد ان يكون (مخصرا)!! ومشية.. لا تنتظر سوى (درة عمر) (يشدخ) بها رأس صاحبها لعله يعرف كيف ينبغي ان يمشي الرجال!!
هذه فئة (مستحدثة) في صفوف شبابنا تحمل بين جنبيها مؤشرات خطرة! لان تزايدها وتحولها الى (ظاهرة) يعني اننا امام جيل لم يكفه ان ينسلخ من هويته وحلم امته بل تنازل عن (رجولته) في صفقة كان وحده فيها البائع ولكن ليس الخاسر الوحيد!!
اما الفئة الاخرى (المخضرمة)! من ذوي (الاشمغة المنشاة) والسيارات اللامعة! واشرطة الاغاني الغربية والعربية المرتفعة دون سابق انذار.. فتكون مهمتهم.. المرابطة المسائية عند الاماكن الترفيهية العامة وبوابات المجمعات التجارية.. اتساءل - وفي ظل غلاء سعر البنزين - كيف يتكفلون بتغطية مصاريف (لفهم) حول اماكن العائلات في دوران اشبه برقصة الحرب عند الهنود الحمر!؟؟
هذا جزء مما يكون من بعض الشبيبة على مستوى (الصياعة المحلية)؟؟! فماذا عساهم ينتهجون في اطار فعاليات (الصياعة الخارجية)؟؟!! اترك الاجابة.. لهم!
لنبقى في الداخل.. واعود الى ما بدأت به.. الى السائحات المحليات.. فان ما لا حظته على بعضهن من اظهار ذيل الشعر (المصبوغ) او مقدمته (المسرحة)! لم يكن من قبيل السهو!! الآن ادركت ان العباءات المزركشة والملونة والمخصرة وعباءات الدانتيل والشيفون.. واللثام (المشحوذ)!! وغطاء الوجه (الشفاف) وبرقع ونقاب (النص كم)!! والعطور واطنان المساحيق على وجوههن حين يخرجن من بيوتهن!! لم تأت عبثا!! وليست تقليدا ولا موضة! بل ان وراء كل منها رائحة انحلال (دخيل) بنكهة الاغرار قد يختلف منشؤه وتتفاوت درجته لكنه سيبقى مؤشرا ينذر المجتمع بما هو قادم.