أخبار متعلقة
بثقة اكبر، واعمال اكثر تميزا واصرار اقوى على الاستمرارية والحضور، قدمت جماعة (ألوان) للفنون التشكيلية.. معرضها الثالث الذي افتتحه الامير سطام بن عبدالعزيز في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض بعد ان ازداد عدد اعضاء المجموعة، وانضم اليها في معرض هذا العام نحو عشرة اسماء جديدة، منها: صالح المعيني من حائل، وصالح النقيدان من عنيزة، ووداد المنيع من الدمام، ومفرح عسيري من ابها، اضافة الى اسماء من الرياض منها: وسمية العشيوي، د. محمد الفارس، وليد الطويرقي، خلود المفرج، علي البياهي، وبذلك لم تعد الجماعة تمثيلا محدودا لفناني الرياض، بل تجاوزت ذلك امتدادا الى مختلف مناطق المملكة.
قبل نحو ثلاثة اعوام، كانت (اليوم) هي الاكثر قسوة في مقاربتها للمعرض الاول لجماعة (ألوان) حيث كانت الانطلاقة التي تم التجهيز لها طويلا ضعيفة وصادرمة في ذات الوقت، وقد رصدنا وقتها العديد من الاخطاء التي كان من المفترض الا يقع فيها اعضاء المجموعة او الجماعة نظرا لطول خبرتهم وتمرسهم في المجال، وقد جاء المعرض الثاني متجاوزا لبعض تلك الاخطاء، وكذلك هذا المعرض (الثالث) الذي بدا مختلفا عن المعرضين السابقين من حيث الاعمال والتنظيم وحتى في اضافة بعض الفعاليات المصاحبة لايام العرض، مثل الندوات، وحلقات النقاش، وغير ذلك من الامور التي تثري المعارض بجوانب اخرى تضيف بعدا منبريا شفاهيا لنشاط بصري في الاساس، ومن هنا يمكن القول ان الجماعة وضعت قدميها على الطريق الحقيقي الذي يمد جسرا من التواصل، ليس بين الفنانين الاعضاء فقط، وانما يتخطى ذلك ليسهم في تفعيل الحركة التشكيلية واكسابها المزيد من الحيوية والفعالية.
تجاور الاساليب
في هذا المعرض.. كان التنوع في التجارب والاساليب، وفي الخامات والخبرات، انعكاسا واضحا لتنوع الاعضاء، فقد تجاورت على حوائط القاعة اعمال تجريدية وتعبيرية وسوريالية وواقعية مع اعمال تزاوج بين اكثر من اسلوب كمثل الواقعية التعبيرية، اضافة الى ان فضاء قاعة العرض لم يختلف كثيرا عن ذلك، حيث انشغلت مساحة كبيرة منه باعمال نحتية على خامات يختلف كالحجر والرخام والخشب، وقد طرح المعرض تجربة الفنان عبدالرحمن العجلان، على مستويين مختلفين هما: النحت والتصوير التشكيلي، فعرض اعمالا معلقة في شكل لوحات، واخرى ساكنة على الارض في شكل منحوتات استخدم فيها براءة الحديد والرخام، ومع اختلاف الاتجاهين الا ان ثمة خيوطا واضحة تربط بينهما، فلم تختلف المفردات الخاصة بالعجلان باختلاف الاسلوب من النحت الى الزيت وانما ظلت هي مشدودة الى الرموز الشعبية والاسلامية والبيئية.
ايضا قدم الفنان محمد العمير مجموعة جديدة من الاعمال التي تذهب باتجاه البعد الاسطوري الغرائبي، وكأنها حالة ملتبسة لاتوحي بشيء محدد وواضح، بقدر ما تطرح تصويرا لحالة انفعال فني تعكسه ضربات قوية للفرشاة، وتداخلات لونية تجمع بين العفوية والتنسيق المقصود.
كما كانت تجربة الفنان محمد الفارس، حالة خاصة داخل المعرض، لان اعماله تستند الى خلفية طبيعية في الاساس، فهي تبني مدلولاتها من خلال جذوع الاشجار التي انتقاها الفنان لتكون تعبيرا عن بعض الاشكال ذات الايحاءات الخاصة، وكأنها تتحدث عن طبيعة الامكنة التي تزرع فيها تلك النوعيات من الاشجار، وربما يعود ذلك الى الحس الجغرافي لدى الفنان بحكم تخصصه في الجغرافيا السياحية، اضافة الى ان تلك الاعمال او المعروضات تعكس بعدا ايمانيا، ليجد من يشاهدها نفسه امام قدرة الهية بارعة في تشكيل مكونات الطبيعة لتبقى آية تدهش الناظرين.
ايضا كانت اعمال اسماء الدخيل التي مزجت فيها بين الزيت وبعض الخامات الاخرى، توقيعا جديدا على تجربتها، حيث بدا اهتمامها باللون واضحا وصالحا لاستدراج بعض المدلولات المهمة، خصوصا فيما يتصل بتقنية الخلط بين الالوان الحارة والباردة، وهو الامر الذي يميل بصريا الى امكانية التحاور بين المتجادل، او المتنافر من الالوان.
ومن جانب اخر.. بدا الفنان الجنوبي مفرح عسيري متخلصا الى حد كبير من مفرداته التقليدية التي اشتغل خلالها على الطبيعة في ابها، وذهب الى ما يشبه النزوح نحو التجريد المتوازن مع التعبير، خصوصا على المستوى الرمزي واللوني.
امر مستحيل
ربما يكون الحديث عن كل التجارب في معرض يضم اعمالا لاكثر من عشرين فنانا وفنانة، امرا مستحيلا في كتابة هي بمثابة القاء الضوء على معرض جماعي، لكن اختيارنا لبعض الاسماء دون الاخرى، لاينفي ان لكل المشاركين طرحه الفني الذي يستحق الوقوف عنده، فهناك تجارب مهمة سبق وتناولناها بشكل فردي، وهي لاسماء لها اهميتها في واقع المشهد التشكيلي السعودي، مثل الفنانين: عبدالجبار اليحيا، سعد العبيد، يوسف العمود، شريفة السديري، علي الطخيس، عبدالله حماس، حمد المواش، ابراهيم الفصام، وغيرهم من الفنانين والفنانات الذين ستكون لنا معهم وقفة اخرى.
من الملامح المهمة في هذا المعرض، احتفاء الجماعة بالفنان الراحل محمد السليم، حيث تم تخصيص ركن لعرض بعض اعماله تقديرا لدوره الريادي في مسيرة التشكيل السعودي.
من اللوحات المشاركة في المعرض