DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

العثيم

المسرح المحلي.. قائمة طويلة من الأحلام المؤجلة

العثيم
العثيم
تواصلا لما طرحناه في الحلقة الماضية، نواصل في هذه الحلقة طرح القضايا الثقافية الاكثر حساسية.. والتي ترتبط بواقع الحركة الثقافية. واذا كان اغلب من استطلعنا اراءهم لهم عشقهم وارتباطهم القوي بالمسرح ربما منذ بداية تأسيسه في بداية السبعينيات فإن توصيفاتهم جاءت اكثر قربا واكثر ملامسة لما نراه من واقع يرونه متدنيا.. على ان بعض التوصيفات جاءت قاسية رغبة منهم في ان توضع الصورة بشكل واضح للتمكن من المعالجة.. وهم عندما قدموا اقتراحاتهم لتفعيل حركة المسرح انما قدموها لمعرفتهم بضرورتها واهميتها، حتى ان بعضهم يراها خروجا من المأزق الحالي.. مشروع مؤسس الكاتب محمد العثيم يحاول من خلال قراءة جادة ان يضع شرعية حقيقية للمسرح ، فهو على مدى تجربته الطويلة مع الفعل المسرحي، قدم العديد من الاعمال المسرحية التي حققت حضورا مهما عندما مثلت المسرح السعودي في المهرجانات الدولية، واستطاعت اعمال مثل (حلم الهمزاني) و(الأرشيف) وغيرهما ان ترسخ اسمه كواحد من ابرز كتاب المسرح الجاد عربيا وليس محليا فقط، وكان العثيم بحكم خبرته الطويلة، وبحكم موقعه المميز على خارطة المسرح السعودي احد الذين خاطبتهم وزارة الثقافة والاعلام لوضع تصوراتهم حول تفعيل الرافد المسرحي بوصفه جزءا من التكوين الاستراتيجي للنشاط الثقافي، وقد لخص العثيم ورقته التي صاغها حول الموضوع قائلا : لقد ركزت على الجوانب الاساسية التي يمكن من خلالها الانطلاق نحو نشاط مسرحي مشروع ومؤسس بشكل صحيح، فأهم ما نحتاجه للثقافة هو البنى الاساسية الحاضنة للثقافة، مثل المراكز الثقافية، وانا لا اقصد - هنا - المراكز الثقافية الضخمة التي يصعب التعامل معها، او التي تمثل عبئا يعيق فكرة قيامها، وانما المقصود هو مراكز ثقافية تصلح للتعامل الجماهيري، وتصلح للاستعمال اليومي غير المكلف، على ان تكون مجهزة من الناحية التكنولوجية بما يحتاجه العمل المسرحي، لان المسرح الآن يحتاج الى عوامل انتاج متقدمة وراقية، وهذه البنى الاساسية تكون موزعة بين الاماكن السكنية، او قريبة منها بحيث لا تكون معزولة فيصعب الوصول اليها، وهي تصلح لان تكون مجاورة للمراكز التجارية، فيكون لدينا مراكز ثقافية بسيطة او صغيرة في تلك الاماكن السكنية، ومراكز اخرى كبيرة مجهزة بشكل اكبر لنوع المسرح الذي يحتاج الى تجهيزات كبيرة، لاننا في كثير من الاحيان نخلط بين قاعة للمحاضرات وقاعة مسرحية تحتاج الى كواليس وغرف ممثلين واضاءة خاصة، واشياء من هذا القبيل. شرعية المسرح ويضيف العثيم : النقطة الثانية التي ركزت عليها تتمثل في ان يكون للمسرح مشروعية، مثله مثل الصحافة او اي جانب من جوانب الثقافة له الحق في ان يمارس دوره، فالمسرح يختلف عن الاشياء الاخرى، يختلف عن القصة والشعر، فالشاعر بامكانه ان يجتهد ويصدر ديوانه، لكن المسرح عمل جماعي، وعمل مباشر مع الجماهير، فاذا لم تكن له مؤسسة تقوم عليه، وتمتلك مشروعية العرض، لا تستطيع ان تقدم شيئا، لانها عرضة للايقاف في اي وقت ، لذلك من الضروري ان تكون للمسرح مؤسسة لها مشروعيتها، بحيث لا يدرج المسرح على انه نشاط للهواة، او يلحق كنشاط ضمن النشاطات الطلابية او الاجتماعية، المسرح يجب ان يأخذ الشكل المؤسسي الذي يتوافر له ما يتوافر لاي مؤسسة لها تأثير جماهيري، فهو ثقافة تواصل مباشر مع المجتمع، ولا يجب ان ينظر اليه على انه خطاب سياسي او تحريضي، فالمسرح يقوم بدور نقدي اجتماعي يرفع المرآة في وجه الناس، ويريهم عيوبهم كما هي، وليس مطلوبا منه ان يخطب ، لان الخطبة يمكن ان تلقى بشكل وعظي ارشادي في اطار آخر غير المسرح، العمل المسرحي عليه ان يرفع المرآة امام الناس، وعليهم ان يرقوا انفسهم، ويعالجوا قضاياهم من خلال الوعي، وبضمير حي. البعد الاستثماري وفي جانب آخر ركز العثيم على ان يكون للنشاط المسرحي بعد استثماري وقال : من النقاط الاخرى التي اشرت اليها ، هي ان تكون للمسرح بشكله المؤسسي ميزانية مستقلة توضع في اطار استثماري، بمعنى ان توجد ضمانات للعاملين في هذا المجال من خلال ضوابط معينة، وتوجد تأمينات لهم بحيث لا يشعر الممثل او الفنان انه اذا لم يأته عمل يموت جوعا هو واولاده، وهذا هو المعمول به في كل مكان بالعالم، فلا يمكن ان تلقي بالفنان في الشارع وتقول له عليك ان تنتج والا ستموت، لذلك مسألة وضع ضمانات للعاملين في مجال المسرح مسألة جوهرية، حتى يستطيع كل منهم ان يعيش الى ان يقدم عملا فيحصل على أجره فيه، فالمسرح جزء من المكون الثقافي، والثقافة هي استثمار شعبي واستثمار جماهيري، وليست استثمارا ترفيهيا، الثقافة مثلها مثل التعليم في توعية المجتمع وترقيته، وتوجيه وعيه لمعالجة مشاكله بنفسه. الفجوة بين المسرح والجمهور وحول سؤال عن الفجوة الموجودة بين المسرح والجمهور، وكيفية التغلب عليها قال العثيم: المشكلة ان مثل تلك العروض الجماهيرية، او التي يمكن ان يقبل عليها الجمهور، لا تفضل الجهات الرسمية تبنيها او عرضها، لكن تظل هذه المشكلة مشكلة تفصيلية، والاهم من كل ذلك هو كيف تؤسس مؤسسة مسرحية، كيف يتم وضع الاسس التي يقوم عليها نشاط مسرحي له صفة الاستمرارية، فمسألة ان المسرح (نخبويا او جماهيريا) يعتبر قضية ثانوية امام مشروعية العمل المؤسسي، يجب ان ينطلق المسرح من اطار مشروع كما انطلق المسرح الكويتي، وبعد ذلك هو سيفرض نفسه ويصبح جماهيريا. القيمة الفنية وقبل الدخول المحور يحاول المسرحي ومدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام عبدالعزيز السماعيل شرح اهمية المسرح ودورة في المجتمع ويقول من المهم في اعتقادي عندما نحاول ان نقيم او نحدد مستوى اهمية اي من الفنون والآداب في اي مجتمع ان ننظر بعمق الى قيمتها الفنية ودورها الثقافي المأمول في هذا المجتمع ومدى حاجته اليها ليس بوصفها ترفا او اداة للمتعة والتخييل بل ان الاهم كونها وسيلة ثقافة لها دورها الحيوي في المساهمة في تشكيل وعي هذا المجتمع ومساندته في التغلب على صعوبات التطور واللحاق بالحضارة العالمية.. وابرز ما في هذا الدور هو تحقيقه تعدد اصوات الثقافة وفرصة الاستماع الى الرأي المختلف ونقد الواقع بشفافية وجرأة كافية وخلق حوار مجتمع حضاري مع الداخل والخارج.. على هذه الاسس يمكن في اعتقادي تصور اهمية الفنون والآداب بشكل عام ومنها المسرح باعتباره فنا اجتماعيا بالدرجة الاولى ووسيلة ثقافية معبرة بشفافية وصدق عن هموم الانسان والمجتمع وتساءلاته المصيرية. المآزق الا ان واقعنا المسرحي المحلي ظل يعاني منذ اكثر من ثلاثين سنة من مأزقين كبيرين اولهما : غياب البنى التحتية اللازمة لتفعيله على اسس علمية وعملية ناجحة مثل : مباني المسارح والمعاهد المتخصصة رغم وجود بروز الطاقات المحلية وتميزها في اعمالها الكثيرة التي تقدمها جمعيات الثقافة والفنون والجامعات في المشاركات الخارجية والداخلية.. ومأزق آخر اخطر واقوى تأثيرا تمثل في محاربة هذا الفن والمنتمين اليه فكريا وثقافيا والتشكيك في دينهم ووطنيتهم بهدف وضع هذا الفن والمعنيين به في نظر المجتمع في خانة المحرم والفاسق. الخ من اطر متطرفة ساهمت في تشتيت الطاقات والمواهب الوطنية واهدار امكاناتها التي لا تعوض تحت شعارات وتصورات واهية لا تستند على تفكير سليم ولا وعي حقيقي بدور الفن ورسالته النبيلة. اقتراحات بعد هذا التوصيف يقدم السماعيل بعض الاقتراحات ويقول على اساس هذا الواقع بما فيه من احباطات وما حققته المنتمون اليه من مقاومة وصبر جميل على امل التغيير يوما ما يمكن تصور مستقبل المسرح الآن في المملكة انطلاقا من ايجاد اسس الاعتراف بالمسرح وتشجيعه رسميا من خلال: دمج المسرح في مناهج التربية والتعليم وايجاد المباني والمقرات الملائمة الحديثة لنشاط المسرح في المدارس والجامعات والمعاهد للبنين ، انشاء كلية متخصصة في فنون المسرح لتوفير الطاقات الاكاديمية المتخصصة، انشاء اتحاد او جمعية خاصة بالمسرحيين ووضع القوانين والنظم الكفيلة بدعم وتشجيع الفنانين وضمان مستقبلهم المهني، دعم جمعية الثقافة والفنون وتطوير اساليبها الادارية والمالية وانشاء مقرات دائمة لها تمهيدا لتحويلها الى مؤسسات اهلية منتجة للمسرح على غرار ما هو موجود في دول الخليج مثلا، انشاء مراكز ثقافية ذات مستويات مختلفة في المدن الرئيسية والقرى تقدم المسرح الى جانب الثقافات والفنون الاخرى، استقطاب كوادر مسرحية مميزة من الوطن العربي وحتى من خارجه لاقامة ورش مسرحية ونقل خبرتهم الى الكوادر المحلية، اصدار مجلة متخصصة للثقافة المسرحية. هاجس المسرح ويسجل التاريخ المسرحي في المملكة لعبدالعزيز الحماد انه كان من اوائل المشغولين والمهمومين بالفعل المسرحي, فقد قدم اواخر الستينات الميلادية عرضا مسرحيا رياديا, وهو واحد من الفريق الذي صاغ الملامح الاولية لجمعية الثقافة والفنون, ومنذ ذلك التاريخ ظل المسرح هاجسه حتى وان كان بعيدا عن نشاطه, وفميا يتصل بمحورنا طرح الحماد جملة من النقاط المهمة التي تصب في هدف تفعيل الحركة المسرحية المحلية, وكان من ابرزها ان يأخذ السرح قدرا من الاهتمام الذي توليه الجهات المعنية للرياضة التي تحظى بما لا يحظى به اي رافد ثقافي آخر, ويقول الحماد: قبل كل شيء اود ان اشكر جريدة (اليوم) على تبني مثل هذا الموضوع المهم جدا, واسمحوا لي ان اقترح عليكم عنوانا لما سوف يكتب حول هذا الموضوع, وهو (ازمة المسرح في المملكة العربية السعودية) واعتقد بان مجرد طرح هذا الموضوع, واستقطاب الآراء, ليس هو لحل الوحيد لهذه الازمة, رغم انه جزء مهم منها يمكن ان يساهم في حلها. ويضيف الحماد: لم يشغل فكري منذ اكثر من خمسة وثلاثين عاما, مثل ما شغله المسرح, ووضع المسرح في بلادي, وقد تشرفت بان اكون من اوائل الذين قدموا المسرح في المملكة, حيث قدمت عرضا مسرحيا متكاملا ورسميا في اواخر الستينات, وهو عرض مسرحية (ثمن الغداء) الذي اخرجه انذاك المخرج العراقي المعروف محسن العزاوي, كما تشرفت بان اكون احد مؤسسي الجمعية العربية السعودية للفنون عام 1973م والتي اضيفت لها الثقافة بعد ذلك, وكان المسرح هو هاجسي الاول, ولكن الظروف الدراسية جعلتني اغادر بعد السنة الاولى لتأسيسها, ومنذ ذلك التاريخ لم يغب عني هاجس المسرح, فكان هو همي الاكبر في كل ما كتبت من مقالات في الصحافة, وفي كل ما قلته عبر لقاءات متعددة, الى جانب ما قدمت من اعمال. الاهتمام بالمسرح وفي اجابته عن سؤالنا حول كيفية دور المسرح, وما يمكن القيام به للنهوض بالحركة المسرحية المحلية, قال الحماد: ان الحل الاقرب هو ان يحظى المسرح (ابو الفنون) ولو بجزء مما حظي به مجال الرياضة في المملكة, فبلادنا لم تقتحم البطولات القارية والعالمية في مجال الرياضة من فراغ, وانما من ارضية صلبة, وقاعدة محلية شكل اسسها ووضع قواعدها امير الشباب فيصل بن فهد - يرحمه الله - وحمل المسؤولية من بعده الامير سلطان بن فهد وسمو نائبه, لذا ارى انه اصبح من الضرورة تشكيل لجنة من اصحاب الاختصاص في مجال المسرح, تعطى صفة رسمية تطرح على بساط البحث معوقات المسرح في المملكة ودراسة سبل تذليلها, على ان تتسم نقاشاتها بالثقافية, وباسلوب علمي, وتضع تصوراتها وخططها العاجلة والاجلة للنهوض بالنشاط المسرحي في المملكة, ومن ثم صياغة جميع مداولاتها في شكل توصيات ترفع لجهات الاختصاص. اولويات وعن الاولويات التي يعتقد بانها يجب ان تكون على رأس قائمة العمل, في حال وجود لجنة مثل التي ينادي بتشكيلها يقول الحماد: يمكن ان اسرد بعض هذه الاولويات المقترحة في النقاط التالية: 1- ضرورة تفعيل فروع جمعية الثقافة والفنون المنتشرة في المملكة, خصوصا في مجال المسرح ودعمها ماديا ومعنويا. 2- انشاء الفرق الاهلية المسرحية, في جميع مناطق المملكة ودعمها, لتكون رافدا مهما للفرق الرسمية. 3- اقامة دوري مسرحي في جميع المناطق, كما كان يحدث في مجال الرياضة, واختيار اجمل العروض لتمثل المملكة في المهرجانات العربية للمسرح. 4- ضرورة انشاء دور للعرض المسرحي في جميع المناطق اسوة بمقرات الاندية الرياضية وعلى عكس ما نادى به السماعيل يرى الحماد في نهاية مداخلته اهمية الاعتماد على الكفاءات المحلية ويقول: ان تنفيذ ذلك لا يحتاج الاستعانة بالخبرات الخارجية, لاننا ولله الحمد نملك تلك الخبرات وامل ان ارى عن قريب ما يكن ان نطلق عليه بدون تحفظ (المسرح السعودي). وثيقة وبوصفه رئيس لجنة المسرح في جمعية الثقافة والفنون تلقى ابراهيم الحمدان خطابا من وزارة الثقافة والاعلام لرصد مرئياته حول تفعيل دورالمسرح كرافد من الروافد الثقافية التي توليها الوزارة اهتماما في اطار الاستراتيجية العامة التي يتم وضعها للشأن الثقافي, لكن عندما حاولنا استجلاء بعض النقاط التي ركز عليها في هذا السياق, اعتبر ان ورقته وثيقة سرية لا يمكن الاطلاع عليها وقال: ليس بامكاني الآن الحديث عن رأيي في هذا الموضوع, فقد تلقيت خطابا رسميا من معالي وزير الثقافة والاعلام, وتسلمته بصفتي الرسمية كرئيس للجنة المسرح بالجمعية, وبناء على ذلك قمت بتحضير ورقة عمل, ولا يمكن ان اطلعكم عليها, او على ما جاء فيها, لانه لا يمثل رأيا شخصيا, وانما يمثل جهة انا المسؤول عن المسرح فيها, وانا اقدم هذه الورقة من موقع تلك المسؤولية, يمكنكم ان تسألوا اشخاصا لا يمثلون سوى انفسهم, اما ورقتي فسوف يتم توزيعها على الاعلام بعد عرضها على معالي الوزير مكتفيا بالقول اذا كنتم مصرين على معرفة رأي الجمعية عليكم بالتوجه الى رئيس مجلس الادارة الاستاذ محمد الشدي او الانتظار وسوف اعطيكم نسخة منها! حركة غير فاعلة سامي الجمعان كاتب مسرحي مجتهد وله خبرة طويلة في العمل الثقافي وبالتحديد في مجال المسرح, ويرسم في بداية مداخلته صورة شفافة كما يراها هو عن الواقع المسرحي دون اي موارية فيقول يدعونا الحوار الوطني الى الوقوف صادقين امام ذواتنا, وان نكون منصفين لما قدمناه في المرحلة السابقة, ولهذا لن اكون مكررا لمقولات زائفة حول حركتنا المسرحية وحول فاعليتها في المجتمع فالواقع يقول - من وجهة نظري - ان الحركة المسرحية المحلية وان كانت مجتهدة, ومحاولة للوقوف فهي لم تزل حركة غير منظمة من جهة, وغير مدروسة من جهة ثانية, ولهذا فهي غير فاعلة وغير مؤثرة في النظام المجتمعي السعودي بصورة عامة, بل لا اجد لها حضورا ملفتا للنظر, وعلينا ان لا نخادع انفسنا ونصر على ان المسرح موجود بشكل مستمر فهو اجتهادات لم يحمل لواءها الا القليل من المهتمين ولولا هذه الاهتمامات الفردية الشخصية لانتهي فن يسمى مسرحا من قاموسنا المحلي, والواقع انني اتكلم من تجربة استمرت اكثر من عشرين عاما عاصرت خلالها الواقع المسرحي بجميع تحولاته لا زال مسرحنا المحلي يتنفس محتضرا فهو يموت كل عام موتة اشد وانكى من سابقتها, فاين مسرحنا من الناس واين مسرحنا من جامعاتنا, وأين حركته الفاعلة في المدارس كمنهج له خصوصيته وتأثيره. مقولات زائفة بعد هذه المرثية يضيف الجمعان ان استسلامنا لمقولات زائفة مفادها ان لدينا مسرحا مؤثرا وقويا هي التي ساهمت في تجميد حركتنا المسرحية, وجعلها حركة على ورق, فالكل يتغنى بامجاد مسرحية ولا ارى شيئا منها بل على العكس بدأ الكثيرون في الترجل عن صهوة المسرح والابتعاد عنه. وعن التطلعات المستقبلية لمسرحنا المحلي يقول الجمعان يجب ان نستوعب امرا خطيرا هو ان المسرح حالة ثقافية تراكمية لن تؤثر الا اذا بنيت باسلوب علمي وتحركت بنظام مرسوم, ومدروس ولهذا اتطلع الى ايجاد المسببات والعوامل التي سوف تضمن حركة مسرحية تتماشى والواقع الثقافي وتتماهى مع كل المجالات المتطورة في حياتنا وهذا لن يكون الا بإيماننا بالدور الذي يلعبه فن المسرح في الحياة الاجتماعية وهذه القناعة يجب ان تكون لدينا جميعا كنظام تعليمي كاسر وافراد وعلينا ان نهيئ للمسرح كل احتياجاته التي تجعله قادرا على العطاء وعلى التحاور مع الثقافة العامة بشيء من الجرأة, والثقة لا كما يحدث الآن حيث يطل المسرح على استحياء بين الفينة والاخرى وكأنه يؤدي دورا خجولا لا يليق بأهميته. الكاتب عباس الحايك والذي قدم العديد من المسرحيات المهمة والتي لاقت صدى طيبا في العديد من المهرجانات الخليجية ونفذت كذلك في العديد من المسارح, بالاضافة الى نشاطه الدؤوب في الفعاليات المسرحية يقدم رؤيته حول الواقع المسرحي بقوله: لم يكتب للمسرح السعودي منذ نشوئه في بداية السبعينات الميلادية اي امكانات تسهم في تأسيس حركة مسرحية فاعلة, فالتيارات الضاغطة والطاردة واجهته منذ البدء, ربما لكونه فنا مستوردا لا يمت الى طبيعة البلد بصلة, فالتقاليد والنظرة الاجتماعية القاصرة للمسرح, وقصور الدعم الرسمي, اضافة لعدم توافر المنشأة المسرحية وضعف الجانب الاكاديمي في الممارسة المسرحية. وفي ظل هذه الظروف لا يمكن الا الحكم بان المسرح السعودي في حال من التدهور رغم المحاولات من قبل جيل مسرحي شاب وباجتهاد لتجاوز تلك العقبات في عروض مسرحية لم ترق بحال من الاحوال الى مستوى التجارب المسرحية العربية الاخرى. وعن تطلعاته لمستقبل المسرح يقول الحايك اتطلع كأي مسرحي على ارض هذا الوطن, ان نعبر عن ذواتنا من خلال الممارسة المسرحية , والتركيز على جانب الوعي المسرحي عند الممارسين والجمهور على السواء, من خلال تكثيف الدورات التدريبية وتثقيف الجمهور باهمية هذا النسق الثقافي الذي يعكس صورة المجتمع المتحضر من خلال وسائل الاعلام بتخيصص برنامج تلفزيوني تثقيفي عن المسرح - مثلا - والحلم كبير ان نصل الى عتبات المسرح الحقيقي, وان نكون كمسرحيين عنصرا فاعلا في حركة مسرحية فاعلة.
السماعيل
أخبار متعلقة
 
الحماد