أحد أمضى أسلحتنا في مواجهة الاعداء وهو في الوقت ذاته غايتنا الكبرى , الدعوة الى الله , كونها سلاحا فلأن نتاجها ببساطة ادخال فرد في حزبك بمحض اراداته او على الاقل تحييده مستقبلا بعد أن يعلم سماحة الاسلام ونبله ورحمته بالخلق اجمعين.
والدعوة افهمها كفضاء متسع لا يشمل فقط الاقوال من خلال ما يلقى من محاضرات وندوات لا يتقنها الاالخاصة ! بل يشمل افعالها المسلمين من أهل التكليف ومعاملاتهم مع الناس كافة بما في ذلك اهل الملل الاخرى, ولئن كان في زماننا هذا عسير على أهل الصدق التطبيق الحق في بيئات كثيرة على مستوى العالم بسبب التضييق ! أو بسبب فشو المنكرات العامة بما لا يدع محالا لفعل الجميل والطيب أن يظهر , فان بيئة مواتية لتطبيق اوامر الشرع والنفوس امنة مطمئنة ,. جدير بها ان وجدت ـ وهي موجودة بحمد الله ـ ان يحافظ عليها أهل الايمان بكل ما اوتوا من قوة لأنها تمثل حقيقة بؤرة النور التي ينطلق منها الاشعاع الأسنى الى شتى البقاع.
اننا في بلد يمثل ـ بالمقارنة مع بيئات اخرى ـ البيئة الايمانية المثلى التي لا يجوز المساس بأمنها تحت أي ذريعة, كونها لا تزال تتمثل جل أوامر الشرع واهلها اقرب الناس ـ والمسألة كما اسلفت نسبية الى الفطرة السوية والعقيدة النقية ـ لذا فهم بسبب البيئة المناسبة الحاضنة القادرون على تنزيل أوامر الشرع واحكامه تطبيقا على ارض الواقع دونما مصادمات مع أهل ديانة أخرى., فلا ديانه بحمد الله في بلدهم سوى الاسلام, أو نظام لا يقر افعالهم فيضيق عليهم فنظامهم معين لأهل الخير على الدوام, لذا كان من أعاظم الفرص التي من الله بها علينا أن افاض علينا من الخيرات ما جعل اهل البلاد الاخرى ومنهم بالتأكيد غير مسلمين كثر يأتوننا طلبا للرزق فكانت الفرصة العظيمة في تعريفهم بالاسلام لا بالاقوال كما اسلفت وهي لا ريب جزء في الدعوة هام لكن ايضا بالتطبيق العملي والممارستي الذي يتمثله أهل هذه البلاد المباركة ونحن بالتأكيد أو على الاقل أناس منا افاضل كان لأعمالهم الطيبة ومعاملاتهم النبيلة مع أهل الملل الاخرى, الاثر الحسن فدخل منهم في ديننا من دخل, وهنا مربط الفرس , ترى لو اننا صددنا اولئك من البداية بمعاملة فظة ناهيك أن نتصيدهم بسلاح لندخل في دائرة الحرمة والاجرام, فما الذي بالله افدناه؟ أولسنا الخاسرين أولا وآخرا؟ فبدل ان نزيد في اعداد المسلمين فردا او أن نكسب على الاقل صوتا لنا اعلاميا يكشف إذا ما عاد الى وطنه زيف إعلامهم الموجه في تعاطيه مع الإسلام، ويدحض ترهاتهم!، نعيده إليهم اما مقتولاً أو مبغضاً!. أيها السالكون درب غواية، آن لكم ان كانت النوايا صادقة في طلب خدمة الدين، أن تكفوا أيديكم عما تحت ذمتنا إلا من خير وإحسان تغمرونهم به كما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم مع جاره اليهودي، فما زال به حتى أنقذ ولده من النار!، أو ليس جديراً بكم أن تنهجوا هذا النهج الجميل بل جدير بنا أجمعين أن نفعله، فنحن كما قال أحد علمائنا الفضلاء " نريد إعادتهم إلى ديارهم مسلمين لا على الأعناق محمولين"!.