ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية الصادرة امس الخميس أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير طلب من مسئولين إعداد خطط لتدخل عسكري محتمل في السودان. وأفادت الصحيفة انه تم وضع ثلاثة خيارات لما اسمته عملية عسكرية للمساعدة في إنهاء أزمة إنسانية متفاقمة في إقليم دار فور غربي السودان حيث يواجه أكثر من مليون شخص خطر المجاعة والمرض.
وتتضارب تصريحات بلير مع ما ادلى به السفير البريطاني في الامم المتحدة ايمير جونز باري الذي استبعد يوم الاربعاء اي تدخل عسكري وقال ان تدخلا للقوات المسلحة ليس بين الخيارات وقالت الجارديان ربما جرت الاستعانة بجنود بريطانيين لتوزيع المساعدات إذا لم تعد منظمات الاغاثة قادرة على القيام بذلك أو تقديم الدعم اللوجيستي لقوة الاتحاد الافريقي الضعيفة التجهيزات أو توفير الحماية لمعسكرات اللاجئين الذين يتعرضون للمضايقات من الميليشيات الغازية. وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية جاك سترو سيتوجه إلى السودان قريبا لتقييم مأساة اللاجئين على الطبيعة.
وجاك استرو يهودي معروف لعب دورا بارزا مع اللوبي اليهودي في ادارة الرئيس بوش لتبرير غزو العراق بمسوقات اتضح انها ملفقة. وحاليا يقود اللوبي اليهودي في واشنطن حملة واسعة للتدخل في السودان.
ويأتي التهديد البريطاني بالتدخل متزامنا مع تهديد مماثل تحرض عليه واشنطن في وقت اكد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ومجلس الامن الدولي (الاربعاء) عدم الحاجة لفرض عقوبات على الخرطوم والاكتفاء بمطالبة الحكومة السودانية بالتحرك بسرعة لنزع اسلحة الميليشيا التي تعتبر مسؤولة عن الكارثة الانسانية في دارفور.
وقالت مصادر مطلعة في مقر الامم المتحدة ان الدول الاعضاء في مجلس الامن لا تريد التسرع على ما يبدو في فرض عقوبات على الحكومة السودانية.وقال انان في مؤتمر صحافي في مقر الامم المتحدة في نيويورك ان الحكومة السودانية يجب ان تتحرك بسرعة. واضاف انه لا يريد "تحديد مهلة" يمكن بعدها فرض عقوبات على السودان
ويبدو ان تصريحات عنان لم تعجب اللوبي المعادي للسودان في واشنطن فقررت ارسال عنان لممارسة بعض الضغوط على الامين العام للمنظمة الدولية وقالت ان باول يبحث مع انان اليومالازمة في دارفور. من جهته رأى منير اكرم مندوب باكستان التي تتحفظ على ممارسة ضغوط على الخرطوم، انه يجب منح السودان وقتا لمعرفة مدى عزم حكومة الخرطوم على احترام الوعود التي قطعتها للامين العام للمنظمة الدولية. واكد يان برونك المبعوث الجديد للامم المتحدة الى دارفور ان الوضع معقد للغاية في الاقليم. وقال اذا تحققت الوعود فعلا فان وضع سكان دارفور سيتحسن وعلى الاسرة الدولية السعي لاحترام هذه التعهدات.