كل يوم يمر على السلطة الفلسطينية بهذه الفوضى السياسية والانفلات الامني يضعها في موقف حرج أمام شعبها وأمام الرأي العام.
مايشهده قطاعا غزة وخان يونس لايمكن اعتباره سوى تهديد للشرعية التي بدأت تتآكل من بين يدي الرئيس عرفات واضعاف لموقف الفلسطينيين أصحاب الحق في ادارتهم الصراع مع الاسرائيليين.
ان من يتابع الفضائيات العربية يدرك المأزق الذي وصلت اليه السلطة فهناك المسلحون الملثمون الذين استولوا على الواقع ميدانيا تدعمهم قوى سياسية نافذة في حركة فتح تقول ان هدفها الاصلاح وتنقية الواقع من الفساد المالي والاداري وهناك المتنفذون في مفاصل السلطة الذين يقفون متحفزين ضد أي تطوير أو اصلاح في بنية السلطة الفلسطينية ويقف بينهما الرئيس عرفات الشخصية الابرز في تاريخ الشعب الفلسطيني ويقف الرئيس بين خيارات صعبة مترددا في أخذ زمام المبادرة واعادة الامور الى الوضع الطبيعي.
بالتأكيد مايحدث لايمكن التوهم بانه زوبعة في فنجان وبالتالي فبالامكان الالتفاف عليه ومن الضروري ان تقف السلطة الفلسطينية موقفا شجاعا وان تدرس مايحدث وتتعامل معه بجدية حتى لاتفقد السيطرة على الوضع بتاتا ويحدث فراغ سياسي تملأه الجماعات المسلحة.
ناقوس الخطر الذي تم قرعه قد يصبح خطرا مستشريا فالواقع كما نراه في الفضائيات ووسائل الاعلام نزاع مرير وثورة على واقع السلطة مما قد يصل بالامور الى حد نزع الثقة عن قيادات السلطة وادخال الواقع الفلسطيني في دوامة لاتنتهي مما يحقق رؤية اسرائيل في قولها انها تتعامل مع سلطة لاتملك أي قرار وهنا مكمن الخطورة خصوصا ان الرأي العام العالمي بدأ يصدق رؤية اسرائيل وهو يرى الرئيس عرفات عاجزا عن اتخاذ القرارات لتصحيح الوضع.. على الرئيس ان يغلق الباب بقوة في وجه من يريد ان يؤذي القضية الفلسطينية وذلك بالاصلاح وهو مانأمله من الرئيس عرفات.